رأس الحكمة مخافة الله.. فهل يخافه المحرضون؟
"رأس الحكمة مخافة الله".. ربما كانت واحدة من أكثر الكلمات تداولا خلال الأيام الماضية كلمة "رأس الحكمة" بسبب المشروعات المرتقب الإعلان عنها في تلك المدينة الجديدة الساحرة، هذه الكلمة تذكرني بواحدة من أقرب آيات الكتاب المقدس إلى قلبي "رأس الحكمة مخافة الله".
بكل تأكيد، الحكيم هو الذي يخاف الله، خوف الاحترام والتبجيل وليس الذعر من إله صوره المتطرفون كإله غاضب دوما.
لكن السؤال، هل يمكن أن تقترن مخافة الله بالكذب والتحريض والتشويه؟ هل يمكن أن يخاف الله من يستهدف اقتصاد وطني ويتعمد الإضرار بأهله؟
هذا ما يفعله المطاريد منذ تواتر الأنباء عن قرب الإعلان عن مشروعات ضخمة في مدينة رأس الحكمة، وهو ما جاء متزامنا مع بوادر الاتفاق مع صندوق النقد الدولي على تمديد للاتفاق السابق.
هذه أخبار إيجابية للاقتصاد المصري، وتحديدا لتجاوز أزمة النقد الأجنبي.. لكن ماذا فعل المطاريد؟ تشويه كامل وبث مكثف مستمر للأكاذيب!
تارة يقولون إن المدينة سيتم بيعها، وأخرى يقولون إن المشروع كله محض كذبة تستهدف التأثير على السوق السوداء الي توحشت بلا مبرر.
هنا، يقف الإنسان العاقل في حيرة من أمره، ما مصلحة هؤلاء في هذا الكفاح والحرب الضخمة التي يخوضونها لإثبات أن الأخبار التي ستؤثر بالإيجاب على سعر الصرف وبالتالي أسعار السلع، ما مصلحتهم في إثبات أنها كاذبة وغير حقيقية؟
إذا كان هؤلاء يدّعون أنهم مصريون، وأن مشكلتهم فقط مع النظام السياسي، فالأسعار والأوضاع الاقتصادية تمس كل المصريين وليس فقط النظام، وتحريض هؤلاء الجواسيس المستمر يستهدف الإضرار بحياة ما يزيد عن 100 مليون، فكيف تصدر هذه التصرفات عن مصري يتمتع بأي ذرة وطنية؟
رأس الحكمة مدينة مصرية، تخضع للقوانين المصرية، تحميها القوات المسلحة المصرية وتحفظ الأمن فيها قوات الشرطة المصرية، والاتفاق المرتقب هو اتفاق على استثمارات أجنبية ومحلية في المدينة دعما لمخطط التنمية على مستوى الجمهورية، وهو مخطط طويل الأجل حتى عام 2052.نعم نحن نعيش أزمة، ولكننا -بإذن الله- سنعبرها منتصرين، ولا سبيل لذلك إلا بالعمل والصبر، وهذا ما نفعله يوميا كمجتمع كامل كلٌ في مجاله.. ولا عزاء للجواسيس.