ندوة تراثنا الحي بمعرض الكتاب: الحضارة المصرية أصل كل ظواهر حياتنا

كتب: آية الله الجافي

ندوة تراثنا الحي بمعرض الكتاب: الحضارة المصرية أصل كل ظواهر حياتنا

ندوة تراثنا الحي بمعرض الكتاب: الحضارة المصرية أصل كل ظواهر حياتنا

استضافت القاعة الرئيسية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ55 اليوم الجمعة ندوة بعنوان «تراثنا الحي من حياتنا القديمة» بمشاركة الكاتب الصحفي والمفكر أحمد الجمال، والدكتور ممدوح الدماطي، أستاذ الآثار والحضارة المصرية القديمة بجامعة عين شمس، ووزير الآثار الأسبق، وأدار الندوة الكاتب علاء أبو زيد.

أصول الظواهر في حضارتنا القديمة

قال الدكتور ممدوح الدماطي، أستاذ الآثار بجامعة عين شمس، إن ما من ظاهرة سواء علمية أو رياضية أو ثقافية إلا ولها أصل في الحضارة المصرية القديمة، وإذ تمعنا النظر في اسم مصر سواء بالعربية أو الإنجليزية «إيجيبت»، فسنجد أنها عرفت عند المصري القديم بأسماء عدة منها كمت، واجبي وحوت كا بتاح، وكلها أسماء مترجمة لاسم مصر، و تشير إلى أرض النيل والفيضان.

نجاح المصري القديم في العمارة وابتكار الألعاب الرياضة 

وأضاف خلال كلمته، بندوة معرض القاهرة الدولي للكتاب، أن مصر القديمة هي أول دولة أسست دستورا أخلاقيا عرف باسم «ماعت»، والذي يعني الأخلاق والنظام والعدالة، ما يجعلنا نقر أن المصري القديم هو أول من أرسى مبادئ القوانين والأخلاقيات في العالم من خلال تنظيم العلاقة بين الملك وعامة الشعب، كما اعتبرت مصر من أشهر الدول المؤسسة للعمارة من خلال عمارة الأهرامات وعمارة النحت، مثل نحت معبد أبو سمبل في الصخر، المصري القديم استخدم كل الاحجار المتاحة والأخشاب لعمل التماثيل"، كما أثبتت الرسومات على جدران المعابد أن المصري القديم هو أول من مارس رياضة المصارعة والهوكي والرماية والجمباز والسباحة والتجديف.

مصر القديمة أسست علم الرياضيات والفلك

وتابع الدماطي، أن مصر القديمة أسست علم الرياضيات وعلم الفلك، وكان امنحتب من أشهر علمائها الذين قدموا التقويم الشمسي وقياس الزمن والتقويم المصري للعالم، من خلال تحديد عدد ساعات اليوم، وتقسيم العام إلى 3 مواسم، هم الفيضان والبذر والحصاد، كما وجدت أكبر مدرسة للطب في منطقة المطرية بمصر القديمة، واكتشف الباحثون وجود بردية طبية، مكتوب عليها بالهيروغليفية «تعليمات لتطبيق العلاج لأي جزء من جسم الإنسان».

الحفاظ على الأمن المائي والغذائي 

فيما أوضح الكاتب والمفكر، أحمد الجمال، أن نشأة الدولة المصرية بجوار نهر النيل، جعلت المصري القديم يسعى لتنظيم حركة النهر وعلاقات الأفراد حوله، من خلال السعي لتحقيق الأمن المائي والغذائي، ومن ثم ظهرت مفاهيم العدل الاجتماعي والقانوني، وهذه الدولة الموحدة المستقرة استمرت حتى الٱن، متابعا: "كان يسعى المصري القديم للحفاظ على الاستقرار؛ لأنه أدرك أنه بحدوث الخلل في الأمن المائي والغذائي تهتز الدولة المركزية ما يترتب عليه حدوث هزات اجتماعية. 

وأضاف الجمال، أن مفهوم الأمن اتسع لدى المصري القديم، من تحقيق أمن المياه إلى تحقيق الأمن الوطني المصري، من خلال وضع حدود جغرافية لبلده إمتدت من الشمال الأقصى لمنابع المياه المعكوسة لنهر النيل إلى باب المندب وأضاف أن أي تكوين اجتماعي كان يظهر في مصر بعيدا عن مفهوم مركزية الدولة كالقبائل والعشائر سرعان ما كان يتحلل ويندمج ضمن أفراد الشعب بغرض الحفاظ على البناء الاجتماعي، وعدم حدوث تفرقة بين عناصر المجتمع.


مواضيع متعلقة