مفتي الجمهورية من سنغافورة: المؤسسات الدينية تصدت لدعوات الإلحاد

كتب: أحمد الشرقاوي

مفتي الجمهورية من سنغافورة: المؤسسات الدينية تصدت لدعوات الإلحاد

مفتي الجمهورية من سنغافورة: المؤسسات الدينية تصدت لدعوات الإلحاد

أجرى الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، زيارة إلى مدرسة الإمام الجنيد التي تعد واحدة من أكبر المدارس الإسلامية في سنغافورة، على هامش زيارته الرسمية إلى سنغافورة، حيث التقى المفتي بالقائمين عليها والطلبة هناك، وتعرف على المناهج وطبيعة الدراسة.

مدرسة الجنيد مدرسة علمية عريقة

في بداية كلمته، أعرب مفتي الجمهورية عن شكره وتقديره للاستضافة من قبل مدرسة الإمام الجنيد، معتبرًا إياها مدرسة علمية عريقة تقوم بدور رائد في نشر العلم والتأهيل العلمي على منهج الوسطية والاعتدال، مشيدا بجهود المدرسة في نشر العلم والوعي وتكوين الطلاب على منهج الوسطية والاعتدال.

وأكد مفتي الجمهورية أهمية التكامل الذي أسّس له الإمام الجنيد، والذي يتّسم بالتوازن بين علوم الشريعة والحقيقة، وأشاد بجهود المدرسة في ترسيخ التوجه الوسطي والمعتدل الذي تسعى إليه المؤسسات الدينية.

وتطرق مفتي الجمهورية في كلمته إلى أهمية العلم والتعلم في الإسلام، مشيرًا إلى دعوة القرآن الكريم والسُّنة النبوية إلى العلم والقراءة، ورفع مقام العلماء وأهل العلم، داعيًا إلى استمرارية الجهود في نشر العلم وتعزيز التعليم على المنهج الوسطي، معبرًا عن فخره بزيارته لمدرسة الإمام الجنيد وتفاعلها الإيجابي في ترسيخ القيم والمبادئ الإسلامية.

تعاليم الإسلام تمثل أسسا علمية تتطلب الفهم العميق

وأوضح المفتي أيضًا أن تعاليم الإسلام لا تقتصر على كونها مجرد كلمات تُلقى بلا تأمُّل، وإنما تمثل أسسًا علمية تتطلب الفهم العميق والتأمل في آيات الله في الكون، مستشهدًا بآيات قرآنية تحث على مراقبة الكون والنظر في آيات الله في السموات والأرض والخلق، كقول الله تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ}، وقوله تعالى: {وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ}.

وأشار مفتي الجمهورية، إلى أن التكامل والتناغم بين العلوم الشرعية والعلوم الكونية يشكلان الغاية العظمى للنموذج المعرفي الإسلامي، وأوضح أن المسلمين قدموا نظريةً متكاملةً للمعرفة، حيث درسوا العلوم على حدة، ففهموا طبيعة العلم وبينوا طرق تحصيله وأسسوا نظرية متكاملة للمعرفة.

أهمية فهم دَور المؤسسات الدينية 

وفي سياق آخر، استعرض مفتي الجمهورية التطور العلمي الكبير الذي قام به علماء الإسلام في مختلف الميادين، مشيرًا إلى أن علماء المسلمين تصدوا إلى دعوات الإلحاد التي تستند إلى نظريات فيزيائية حديثة، واستعانوا بروح التكامل بين العلوم الشرعية والكونية، مؤكدا أهمية فهم دور المؤسسات الدينية والمدارس في تأسيس الطلاب على قواعد معرفية صحيحة.

تكوين الطلاب يقوم على التكامل بين علوم الشريعة والواقع

وحثَّ علام على الحفاظ على دور المؤسسات الدينية الوسطية في تكوين الشباب، للتقليل من تسرب ظواهر غريبة عن الفكر الإسلامي، مثل العنف والتطرف والإرهاب، متحدثا عن الأزمة المعاصرة التي تعاني منها بعض الأوساط التي تدعي التدين، نتيجة لعدم فهم تلك المنظومة الإسلامية، موضحًا أن هذه الأزمة أدت إلى انحراف بعض الأفراد عن سماحة الإسلام ومبادئه.


مواضيع متعلقة