«رجال الصناعة»: التأهيل يواكب التطور الصناعي ويرفع الإنتاج

كتب: محمد سعيد الشماع

«رجال الصناعة»: التأهيل يواكب التطور الصناعي ويرفع الإنتاج

«رجال الصناعة»: التأهيل يواكب التطور الصناعي ويرفع الإنتاج

«البهى»: يجب الاستفادة من تجارب الدول التى أحدثت نهضة صناعية بالخارج.. و«السقطى»: دعم من المستثمرين للمشروع من أجل الوصول لعمالة مُدربة

 

اتفق رجال الصناعة على أهمية التدريب المستمر لجميع العمال فى مختلف القطاعات، نظراً للتطور المستمر فى الماكينات والآلات، وهو ما يلزم توافر عمالة مؤهلة تمتلك كفاءة عالية حتى تستطيع مواكبة التطور وتشغيل تلك الماكينات، ويُساعد مستقبلاً ضمن الكثير من المقومات فى رفع جودة الإنتاج والتأثير إيجابياً على الاقتصاد الوطنى، وعلى حياة العامل نفسه، وذلك بالتزامن مع إطلاق وزير العمل أولى خطوات مشروع «مهنى 2030» لتدريب مليون شاب وفتاة.

وأوضح المهندس محمد البهى، عضو مجلس إدارة اتحاد الصناعات المصرية، أن تدريب العمالة أهم عامل فى القطاع الصناعى، لأن جميع دول العالم تطور أدوات الصناعة بشكل مستمر ودائم، والماكينات الحديثة الآن تعتمد على التكنولوجيا، مضيفاً: «العامل القديم اللى كان بيطلّع بطن الماكينة مابقاش ده موجود، وكله بقى بيشتغل دلوقتى وفقاً لمحدّدات وضوابط العمل اللى بيتم التدريب عليها».

وأشار «البهى» إلى أن صاحب الرؤية الأهم فى هذا الأمر كان مهاتير محمد، رئيس وزراء ماليزيا الأسبق، وصاحب ثورتها الصناعية، عندما اهتم بتدريب العمال وأنشأ دولة قائمة على العلم، وكان ينشئ تجمّعات داخل التكتلات الصناعية من أجل تأهيل العمال، وعندما التقوا به أبلغهم بأنه لن يتوقف عن تدريب العمال بهدف زيادة الإنتاجية، وأيضاً لزيادة دخل العامل نفسه.

وقال عضو مجلس إدارة اتحاد الصناعات، إن القطاع الصناعى عانى على مدار سنوات طويلة من مدارس التعليم الفنى، التى كانت تُخرّج بطالة، لأن المناهج والتعليم داخل المدارس على مدار عقود طويلة لم تكن لها علاقة بالتطور الذى يحدث فى سوق العمل وفى دول العالم أجمع.

وتابع: «بدأ مؤخراً الاهتمام الكبير بتطوير المناهج والتدريب داخل مدارس التعليم الفنى، وهو ما حدث بالفعل داخل المدارس التكنولوجية اللى افتتحت خلال الفترة الأخيرة، بالتعاون بين وزارة التعليم واتحاد الصناعات»، موضحاً أنه عندما تضع فى هذه المدارس أدوات إنتاج تحاكى ما هو موجود بالفعل داخل المصانع، فسوف تحصل على عامل جاهز للعمل منذ اليوم الأول، ولن ينتظر وقتاً طويلاً حتى يتعرّف على نوع الماكينات أو يُجيد طريقة تشغيلها بالشكل الأمثل الذى يُساعد فى ما بعد فى زيادة الإنتاج.

ويرى «البهى» أن تدريب العمال أمر مصيرى، ولا بد أن يعمل الجميع على هذا الملف بقوة، ولا بد أن يكون هناك تخصّص داخل مدارس التعليم الفنى فى كل مجال بأدوات إنتاجه، وليس تعليماً عاماً، ولا بد أيضاً من الاستفادة من تجارب الدول التى أحدثت نهضة صناعية بالخارج، ويجب نشر ثقافة العمل والتدريب، وهو أمر مهم لدى جميع طلاب المدارس وللعمال داخل المصانع. وأضاف أنه يجب توعية جميع الطلاب والعمال بأهمية التدريب، ووضع مكافآت حتى يتشجعوا ويصبح حافزاً أمامهم، مثل زيادة الراتب حال حصوله على التدريبات اللازمة وتحقيقه إنتاجاً أكبر وأكثر جودة.

واتفق معه محمد المرشدى، عضو مجلس النواب، رئيس غرفة الصناعات النسيجية باتحاد الصناعات، قائلاً إن تدريب العمالة أمر مهم للغاية لا غنى عنه، وتحديداً مع التطور الدائم والتكنولوجيا الحديثة التى تطرأ على الآلات والماكينات المختلفة فى مختلف مجالات الصناعة، مضيفاً: «لازم العامل أو حتى المهندس اللى شغال فى المصنع يبقى متدرب كويس جداً علشان يقدر يتعامل مع الماكينات الحديثة اللى بتيجى للمصنع وعلشان كمان يحافظ على كفاءتها».

وأوضح «المرشدى» أنه فى مجال مثل الغزل والنسيج على سبيل المثال، كان العامل فى السابق يقف على ماكينتين داخل المصنع، ولكن حالياً يقف أمام 20 أو 30 ماكينة يتابع سير عملية الإنتاج، وهذا يعنى أن التطور اليوم يحتاج إلى كفاءة فى تدريب العاملين بالمجالات التى تساعد على التشغيل، متابعاً: «حصول العامل على التدريب مهم حتى لو ماكانش كبير، لأن العامل هيتدرب داخل المصنع على كل ماكينة هيشتغل عليها». وأشار «المرشدى» إلى أن هناك الكثير من المقومات التى تساعد تنمية وتطوير الصناعة فى مصر، ويأتى من ضمنها تحديث الآلات والماكينات من خلال استيرادها من الخارج، ثم يأتى تدريب العمال على مثل الماكينات الحديثة، مؤكداً أنه يجب حصول العمال على التدريبات المناسبة لما هو موجود داخل المصانع والشركات المصرية من ماكينات.

من جانبه، أشاد علاء السقطى، رئيس اتحاد مستثمرى المشروعات الصغيرة والمتوسطة، بانطلاق المشروع القومى «مهنى 2030»، فى بيان، مؤكداً دعم جميع المستثمرين المحليين للمشروع واستعدادهم للتعاون الجاد مع وزارة العمل لإنجاح المشروع وتحقيق مستهدفاته القومية التى ستساعد المستثمرين فى الحصول على عمالة مهنية مدرّبة.

وأضاف «السقطى» أن تدريب الشباب على المهن الإنتاجية سيساعد الشباب على العمل، وسيرفع إنتاجية الفرد بجودة ومهارة، وله تأثير مباشر على حجم الإنتاج الكلى للاقتصاد المصرى والصناعة، موضحاً أن انخفاض مهارات العمل لدى الشباب جعل قطاع الخدمات أكثر جذباً لديهم من القطاع الحرفى والإنتاجى، لذلك تجد إقبالاً كبيراً من الشباب على العمل كسائقين أو توصيل الطلبات، نظراً لسهولة العمل. وقال إن المصانع تعانى من ندرة العمالة المدربة والمنتظمة ما دفع العديد من المستثمرين لإنشاء مدارس مهنية خاصة بهم للحصول على عمالة ماهرة، إلا أن احتياجات السوق أكبر بكثير من نسبة استيعاب المدارس الجديدة.


مواضيع متعلقة