النسخة الخامسة من "نسيم الرقص".. روح المدينة في أماكن غير تقليدية

كتب: نورهان نصرالله

النسخة الخامسة من "نسيم الرقص".. روح المدينة في أماكن غير تقليدية

النسخة الخامسة من "نسيم الرقص".. روح المدينة في أماكن غير تقليدية

"هل نرقص لأننا مازلنا قادرين على الرقص، هل نرقص لنعبر بأجسادنا أننا مازلنا صامدين".. وراء هذا السؤال تكمن الإجابة التي يطرحها مهرجان "نسيم الرقص" للرقص المعاصر في دورته الخامسة على التوالي في مدينة الإسكندرية، في الفترة من 16 أبريل الجاري وحتى 3 مايو المقبل، متخذا من شوارع المدينة العريقة مسرحًا مفتوحًا لعرض إبداعات المشاركين الراقصة. "الرقص المعاصر يشكل جغرافيا المدينة في ثناياه، لأن الحركة الجسدية مبنية على الحياة اليومية" عبر حكيم عبد المنعم المسؤول الإعلامي عن "نسيم الرقص"، عن محاولة المهرجان في الربط بين الإنسان والرقص من خلال الاعتماد على الأماكن العامة، بخاصة التي تحمل الجانب الحضري الذي يشكل روح المدينة، لذلك افتتح المهرجان فعالياته بعرض راقص في محل "هانو" بالمنشية، قدمه مصمم الرقصات "كريستيان أوبل"، يرجع لاختيار أماكن غير تقليدية لتقديم روح المدينة في العروض، وعلى هذا المنوال تتوالى العروض على مدار أيام المهرجان، لتتعدد الأماكن بين بحري والمنشية ومحطة الرمل، وأشار عبد النعيم أن الراقصين يختارون المكان أولا ثم يصممون العرض الراقص الذي يناسب المكان ويخدم طبيعته. عندما بدأ "نسيم الرقص" نشاطه في مصر عام 2011 واستمر في تقديم فعالياته في الربيع من كل عام على مدى السنوات الأربع الماضية، عمل على تقديم الرقص المعاصر بشكل جديد يكسر من خلاله الجليد بين الفنانين والجمهور، فحركة الجسد التي يعبر عنها الرقص تختلف تبعًا للمناخ المحيط، ما خلق حالة من الحوار والألفة بين سكان الإسكندرية والقائمين علي المهرجان بكل من فيه من فنانين وراقصين، فالعرض حالة تضمن أكثر من مرحلة منها زيارة يومية من جانب الفنانين لأماكن تقديم العروض، مما ساعد علي إعادة النظر إلي الرقص المعاصر كفن مختلف يقوم علي حالوار جسدى بين السلوك والحركات الفنية. "الفن ليس الأداة التي تجد الإجابات ولكن هو الوسيط الأهم في طرح الأسئلة وكشف الحقيقة" نفي عبد النعيم من خلال كلماته محاولة دورة المهرجان المهداة للمرأة بشكل عام في إعادة النظر لدور السيدات كشريك أساسي في المجتمع، التي مازالت تتعامل مع مجتمع ذكوري حتى الآن، وذلك من خلال عرض لمصصم الرقصات المصري محمد فؤاد، والمهدي بشكل خاص لروح الشهيدة "شيماء الصباغ". وفي سياق على الهامش، تتبنى الدورة الخامسة من المهرجان مشروع تحت عنوان "نسمات" يعمل على تدريب مجموعة من الأطفال من بيئات وخلفيات ثقافية واجتماعية مختلفة، يتنوع بين الرسم والتصوير الفوتوغرفي، فيوضح حكيم عبد النعيم: "الأطفال يشاهدون بروفات الراقصين ويرسمون ما يشهدوه، وبعد ذلك يصوروا ما رسموه مسبقًا في العروض المباشرة، ليتم عرض نتاج عمل المشروع في معرض نهاية المهرجان".