غضب البدينات: مجتمعنا عنصرى

غضب البدينات: مجتمعنا عنصرى
التخينة.. السمينة.. المبقلظة، هى أوصاف اقترنت فى تغطيات صحفية أخيرة بواقعة ساخرة كان بطلها وزير الثقافة، حين خاطب عزة عبدالمنعم، أمينة متحف محمود سعيد، قائلاً: «أنا عندى عقدة مع التخان»، لتثير حالة من الغضب بين أوساط البدينات، ليس ضد فعل الوزير فحسب، بل ضد وسائل الإعلام أيضاً، بسبب التجاوزات التى شهدتها التغطية. عقود من التمييز ضد البدينات، فى أكثر من مجال، كانت واقعة وزير الثقافة فرصة لإعادة فتح الملف، بداية من الوزير صلاح عبدالمقصود وزير إعلام الإخوان، الذى أمر مذيعات التليفزيون باتباع «دايت» لتحسين هيئتهن، مروراً بواقعة مضيفة «مصر للطيران»، التى طالتها التعليقات الساخرة من رواد مواقع التواصل الاجتماعى بسبب هيئتها وسمنتها، ما اعتبرته «دينا ماهر»، كاتبة ومدونة، تصف نفسها بالبدينة، لا يخرج على السياق العام لتعاطى المصريين مع البدينات، مؤكدة أن المعايير التى تضعها بعض الوظائف أحياناً تستحق الاحترام، مثل الطيران والموديل والمذيعة التى حتى إن ظهر على هيئتها البدانة، فهى نسبية وغير مفرطة: «الحساسية الزيادة مش مطلوبة، أنا كفتاة بدينة بواجه مشاكل مع مجتمع بس لو حطيتها فى دماغى هتنحصر عليا وهحس بالمؤامرة».
«دينا» أكدت أن واقعة أمينة متحف محمود سعيد، تلخص حال كل بدينة فى وظائف إدارية: «للأسف وزير الثقافة معندوش ثقافة التعامل مع الآخر، حتى الاعتذار ترفّع عنه، وادعى أنه كان يداعبها، وهو ما يسىء له أيضاً».
«عندى فى الإذاعة والتليفزيون مفيش بنت بتترفض عشان وزنها إلا لو بيسبب أضرار على صحتها وأدائها فى العمل» كلمات طمأنت بها «نادية مبروك»، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، البدينات ممن انهالت تعليقاتهن على مواقع التواصل الاجتماعية، تسخر من شروط بعض جهات العمل، ومنها التليفزيون، وزناً معيناً للملتحقات به، تؤكد «نادية» أن شروط العمل فى التليفزيون لا تتطلب البدانة أو النحافة بقدر ما تتطلب «حسن المظهر» واختيار الملابس المناسبة لكل لقاء: «الإساءة لفتاة عشان بدينة مرفوضة تماماً إنسانياً قبل أن تكون مهنياً.. وما دام كفاءتك تسمح لك، فالباب مفتوح»، الأمر الذى اعتبره نجيب جبرائيل، رئيس الاتحاد المصرى لحقوق الإنسان، إخلالاً بحقوق الإنسان، فشروط المظهر لا وجود لها فى لوائح قانون العمل، الذى ينص على اختيار الكفاءة، عوضاً عن الشكليات، «جبرائيل» أكد أن المركز المصرى لحقوق الإنسان، على استعداد لتبنى أى حالات انتهاك، خاصة حالة «عزة» فى واقعة وزير الثقافة.