«اللبشة 20 عودا».. إقبال على شراء القصب في عيد الغطاس بالمنيا

كتب: اسلام فهمي

«اللبشة 20 عودا».. إقبال على شراء القصب في عيد الغطاس بالمنيا

«اللبشة 20 عودا».. إقبال على شراء القصب في عيد الغطاس بالمنيا

زاد الإقبال على شراء القصب من الحقول المنتشرة في مراكز أبوقرقاص وديرمواس وملوي، جنوب محافظة المنيا، تزامنا مع قرب عيد الغطاس الموافق 19 يناير من الشهر الجاري.

وقال عماد ماهر، مزارع، إن تناول القصب في عيد الغطاس من الطقوس المعروفة بين الأسر، خاصة في محافظة المنيا التي تشتهر بزراعة قصب السكر، لاسيما في مراكز جنوب المنيا وهي أبوقرقاص وملوي وديرمواس، والتي بها مساحات شاسعة من الأراضي المنزرعة بالقصب الذي يمتاز بنسبة عالية من السكر.

زراعات القصب متآخمة للطريق الزراعي

وقال يسري علي، مزارع قصب، من مركز ملوي، إن الإقبال على شراء القصب قبل عيد الغطاس يزداد بشكل ملحوظ جدا في منتصف شهر يناير من كل عام، حيث يتوافد المئات على زراعات القصب المتاخمة للطريق الزراعي السريع «مصر- أسوان»، خاصة في المسافة بين مركزي أبوقرقاص وملوي، حيث يتم بيع القصب بـ«اللبشة»، وهي عبارة عن حزمة تتكون من 20 أو 22 عودا وتباع بسعر لا يزيد عن 50 جنيها.

القصب يرمز إلى حرارة الروح

وأوضح ريمون زكي، مواطن قبطي من أبناء مركز ملوي، أن سبب الحرص على تناول القصب في عيد الغطاس، هو أن هذا المحصول ينمو في الأماكن الحارة ذات الأجواء الجافة، لذا فإن تناوله في عيد الغطاس يرمز إلى أن حرارة الروح تُنضج الإنسان وتجعله ينمو ويتدرج على رحلة الصعود الروحي، فكما أن القصب يحتاج إلى حرارة الشمس حتى ينمو، كذلك الإنسان يحتاج إلى حرارة الروح حتى ينمو روحيًا، وحرارة الروح هي الحب والإيمان والأمل والرحمة والصبر والحكمة وغيرها من الفضائل المسيحية.

وأضاف، أن القصب ينمو على شكل «العُقل الساقية» بعد غرسها في التربة حتى يصبح نبات كامل وحي، كذلك الأمر في حياة الإنسان؛ إذ يكتسب في كل مرحلة عمرية من حياته فضيلة «عُقلة»، فكما أن كل عقلة من عقلات القصب هي فضيلة اكتسبها النبات، كذلك كل مرحلة عمرية من حياة الإنسان هي مرحلة اكتسب فيها فضيلة جديدة.

وأوضح كاهن بكنيسة أرثوذكسية فضل عدم ذكر أسمه في تصريحات لـ"لوطن"، أن عود القصب الممتد في صلابة ظاهرة يُخفي بالداخل قلبه الأبيض اللين والحلو المذاق، فهو إشارة إلى أن ظاهر الشيء ليس كباطنه، وأن الإنسان مهما فعلت به الحياة أو جار عليه الزمان، سيقف صلبًا شامخًا لكنه سيظل بداخله في عُمق الروح لينًا طيبًا، فكما أن عود القصب يبدو صلبًا من الخارج لكنه لين من الداخل، كذلك الإنسان يبدو قويًا من الخارج لكنه قد يكون ضعيفًا من الداخل، وهذا الرمز يدعو الإنسان إلى عدم الحكم على الآخرين من ظاهرهم، بل أن ينظر إلى قلوبهم وإلى ما في داخلهم.


مواضيع متعلقة