أمين «خارجية الشيوخ»: المجتمع الدولي يكيل بمكيالين ويستخدم ملف حقوق الإنسان للضغط على الدول (حوار)

أمين «خارجية الشيوخ»: المجتمع الدولي يكيل بمكيالين ويستخدم ملف حقوق الإنسان للضغط على الدول (حوار)
- الشعب المصري
- الشعب الفلسطيني
- فلسطين
- القضية الفلسطينية
- الشعب المصري
- الشعب الفلسطيني
- فلسطين
- القضية الفلسطينية
قالت النائبة الدكتورة عايدة نصيف، أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، عضو البرلمان الدولى، إن الجهود المصرية تجاه القضية الفلسطينية مستمرة منذ بداية الأزمة التاريخية، مشيرة إلى أن الرئيس السيسى يؤكد دعمه للقضية وحرص مصر على رفض مبدأ التهجير.. وإلى نص الحوار:
ما تعليقك على الموقف المصرى من القضية الفلسطينية؟
- موقف مصر مشرف دائماً، حيث الرفض القاطع لتصفية القضية الفلسطينية دون حل عادل ورفض تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر، وقد أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى المسئولية السياسية والأخلاقية للمجتمع الدولى لحماية المدنيين الفلسطينيين ووقف سياسات العقاب الجماعى، وأيضاً دعا للعمل على التهدئة فى غزة بما يتيح المجال أمام فتح المسار السياسى وصولاً لحل الدولتين، فضلاً عن أن الاهتمام المصرى الدائم بالملف الفلسطينى على المستويات كافة تم تأكيده بشكل مستمر طوال مراحل الصراع، حيث أكد الرئيس فى مناسبات عدة استمرار مصر فى جهدها الدؤوب تجاه القضية الفلسطينية لكونه من ثوابتها السياسية.
مصر تدعم فلسطين منذ 1948.. ما تحليلك لذلك؟
- مصر دورها رائد فى المنطقة، وتشعر دائماً بالمسئولية السياسية والأخلاقية باستقراء الدور والمواقف المصرية حكومة وشعباً من القضية الفلسطينية عبر أكثر من نصف قرن، نجد أن ارتباط مصر بالقضية دائم وثابت تمليه اعتبارات الأمن القومى وروابط الجغرافيا والتاريخ والدم والقومية مع شعب فلسطين، لذلك لم يكن الموقف فى أى مرحلة يخضع لحسابات مصالح آنية، ولم يكن أبداً ورقة لمساومات إقليمية أو دولية، لذلك لم يتأثر ارتباطها بالقضية بتغير النظم والسياسات، فقبل ثورة 1952 كان ما يجرى فى فلسطين موضع اهتمام الحركة الوطنية المصرية، وكانت طرفاً أساسياً فى الأحداث التى سبقت حرب عام 1948، ثم فى الحرب ذاتها التى كان الجيش المصرى فى مقدمة الجيوش العربية المشاركة بها، فكانت القضية الفلسطينية موضع الاهتمام من الزعماء المصريين، خاصة بعد الجلاء البريطانى، إلا أن كل رئيس تعامل معها بطريقة مختلفة، حيث كان الزعيم عبدالناصر من أكثر الزعماء اهتماماً بها، واعتبرها جزءاً من الأمن المصرى، وعندما تولى الرئيس الراحل السادات تغيرت الأوضاع قليلاً بعد توقيع معاهدة «كامب ديفيد» التى اهتمت بتحقيق السلام مع مصر وفى نفس الوقت المطالبة بحصول الشعب الفلسطينى على كامل حقوقه، وعندما تولى «مبارك» سار على نفس نهج السادات، والآن فى عهد الرئيس السيسى أصبحت مصر تسعى بشتى الطرق الودية للتفاوض لتهدئة الأوضاع فى قطاع غزة والوصول إلى حلول شاملة وعادلة.
الاحتلال الإسرائيلى ضرب المستشفيات والكنائس والمساجد.. والجهود المصرية نجحت فى تغيير الموقف الأوروبى
برأيك كيف يتعامل المجتمع الدولى مع قضية التهجير؟
- ما يحدث من المجتمع الدولى حيال القضية الفلسطينية ليس جديداً وهناك ازدواجية فى المعايير، فدائماً ما يتشدق باستخدام ملف حقوق الإنسان كأداة للضغط على الدول، لكن فى ملف القضية الفلسطينية يكيل بمكيالين وأسأل الآن أين منظمات المجتمع المدنى من ضرب قوات الاحتلال بحقوق الإنسان عرض الحائط وانتهاك المواثيق والقواعد الدولية بقتل النساء والأطفال وضرب المستشفيات والكنائس والمساجد.
ما رسالة مصر من ربط خروج متعددى الجنسيات مقابل دخول المساعدات؟
- مصر رفضت فتح معبر رفح من الجانب المصرى لعبور الأجانب والفلسطينيين الذين يحملون جنسيات أخرى، إلا بالتزامن مع السماح بإدخال المساعدات الإنسانية والطبية وذلك يدل على حرص مصر على الشعب الفلسطينى ومساعدته لتصل المساعدات الإنسانية إليهم، فلا تعمل على المستوى السياسى فقط، ولكن على المستوى الإنسانى الذى ينبع من القواعد والمبادئ الأخلاقية المصرية.
عايدة نصيف: مصر رمانة ميزان المنطقة العربية.. ودعم القضية الفلسطينية من ثوابتها السياسية
كيف ترين تغير تعامل الدولة مع القضية الفلسطينية فى عهد السيسى؟
- فى عهد السيسى أصبحت القضية الفلسطينية مركزية، فبجانب بذل العديد من الجهود لوقف إطلاق النار لتجنب المزيد من العنف وحقن دماء المدنيين الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطينى الذين يدفعون ثمن مواجهات عسكرية لا ذنب لهم فيها، هناك تقدم فى الجهود الإنسانية بفتح معبر رفح لاستقبال الجرحى والمصابين الفلسطينيين والمساعدات الغذائية والدوائية، فمصر دائماً رمانة الميزان فى المنطقة العربية.
ما رأيك فى الموقف الدولى تجاه القضية.. وخاصة الأوروبي؟
- الموقف الدولى وخاصة الأوروبى فى بداية الأزمة كان موقفاً صامتاً، لكن نجحت جهود مصر فى تعديل موقف الاتحاد الأوروبى لصالح القضية الفلسطينية، فخلقت رأياً عاماً عالمياً يرفض تصفية القضية وتهجير أصحاب الأرض، وتستمر الدولة فى جهودها لوقف العدوان الإسرائيلى، وإنقاذ الأطفال الأبرياء والأمهات، مما يتعرضون له من قصف بشكل يومى.
ولذلك لا تقتصر الجهود المصرية، على الدعم الإنسانى وإدخال المساعدات الإغاثية والطبية فحسب، بل إن هذا يُجرى بالتوازى مع دعم مصر للمسار السياسى ومنع تصفية قضية الشعب الفلسطيني، بتهجيرهم من أرضهم إلى دول أخرى، وتأسيسًا على هذا، نجحت جهود الدولة المصرية، في تغيير الموقف الأوربي واستقطابه لصالح القضية الفلسطينية، والعودة إلى المسار السياسى لحل الأزمة، بما يحفظ حقوق الشعب الفلسطيني.
ودفعت مصر الاتحاد الأوربي لتبنى موقف عادل، رافض لمخطط تهجير الفلسطينيين ورافض لتصفية القضية الفلسطينية وداعم بقوة لضرورة العودة للمسار السياسي القائم على حل الدولتين، تجلى هذا في مواقف معلنة من قبل كبار المسئولين في الاتحاد الأوربي، حيث أعرب مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، عن رفضهم مخطط التهجير القسري للفلسطينيين من غزة، مشيرا إلى إخفاق المجتمع الدولى سياسياً وأخلاقياً في التوصل إلى تسوية دائمة للصراع الممتد منذ فترة طويلة بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
العلاقة بين الشعبين المصرى والفلسطينى
- ما هي طبيعة العلاقة بين الشعبين المصري والفلسطيني من وجهة نظرك؟
مصر حاضنة سياسية واستراتيجية وعمق اجتماعى يربط الشعبين، وهى علاقة لا تحددها الفترة التاريخية الحالية، بل هى عمق وامتداد تاريخى يمتد لآلاف السنين، ودائماً ارتبطت الأوضاع السياسية فى فلسطين ضعفاً أو قوة بالأوضاع السياسية فى مصر، وفلسطين هى بوابتنا الشرقية ودرعها الاستراتيجية على امتداد مراحل التاريخ المتعاقبة، فالدولتان يجمعهما مصير مشترك عزز قيمة الانتماء العربى الواحد، ومن ناحية أخرى فإن مصر لها ثقل وتأثير عربى وإقليمى ودولى، وهو واحد من أهم أبواب الشرعية فى المنطقة، إضافة إلى كونها - بمنطق الجغرافيا- ممراً إجبارياً لغزة إلى العالم الخارجى، فى الوقت الذى يتعرض فيه القطاع لضرب إسرائيلى.
اهتمام مصر بالقضية الفلسطينية منذ القدم وحتي الآن مرده حرصها ورغبتها في المحافظة علي أمنها القومي، وكذلك في إبراز دورها الإقليمي والدولي في آن واحد معاً، فالضرورات الداخلية الشعبية والخارجية حتمت علي القيادات السياسية المصرية المتعاقبة أن تلعب دوراً نشطاً ورئيسياً بخصوص القضية الفلسطينية، وكل هذه المعطيات فرضت علاقات متاصلة بين الشعب المصرى والشعب الفلسطينى.
جهود الهلال الأحمر المصري لإدخال المساعدات للأراضي الفلسطينية
- برأيك لماذا دعمت الدولة جهود الهلال الأحمر المصري وإدخال المساعدات للأراضي الفلسطينية؟
للهلال الأحمر المصرى دورًا تاريخيًا فى أوقات الكبوات والكوارث، إذ يمد الهلال الأحمرالمصري يد العون لدول العالم باعتباره عضوًا في الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، و يحرص في حدود إمكاناته، على مساعدة الشعوب المنكوبة، وذلك إما بالتعاون مباشرة مع الجمعية الوطنية في البلد الذى يعاني من الكارثة أو بالتعاون مع بعض المنظمات الدولية مثل (اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر، والمفوضية السامية لشئون اللاجئين، ووكالة غوث اللاجئين) وغيرها.
وتجلى دور مصر ودور الهلال الأحمر المصرى فى إرسال المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطينى، انطلاقاً من دوره الإنساني، وواصل الهلال الأحمر المصري دعمه للشعب الفلسطيني خاصة في قطاع غزة لتخفيف المعاناة عن الأخوة الفلسطينيين، وهو دور بدأه منذ سنوات لرفع الآلام عن سكان القطاع ورسم بسمة أمل على وجوههم، وهذا ليس بجديد على مصر فدورها الإنسانى والقيمى فى المنطقة يتجلى فى أوقات المحن والصعاب منذ فجر التاريخ.. ومصر صاحبة الحضارة والقيم تصنع أيقونات إنسانية لدول الجوار، وينبع ذلك من طبيعة الشعب المصرى الودود والمحب للإنسانية والإرادة السياسية الحكيمة المتعاقبة.