شروط أوباما لاستقرار المنطقة!

نشوى الحوفى

نشوى الحوفى

كاتب صحفي

لم أندهش من تصريحات الرئيس الأمريكى باراك أوباما خلال حواره الصحفى مع الكاتب توماس فريدمان بصحيفة «نيويورك تايمز» يوم الأحد الماضى. فالرجل لا يعبر إلا عن رؤى الإدارة الأمريكية الموضوعة منذ سنوات طويلة، مهما كلف العالم من مهازل وكوارث إنسانية، شريطة أن يتم هذا بالطبع تحت عناوين الديمقراطية وحقوق الإنسان والقيم الأمريكية التى لا يأتيها الباطل من خلفها ولا أمامها! «تغيير فى الخطط مع إصرار على الهدف».. هذا تلخيصى لتلك التصريحات التى أعلن فيها أوباما عن نيته إجراء حوار مع حلفاء الولايات المتحدة من دول الخليج، يعلن لهم خلاله تقديم الدعم الأمريكى لمساندتهم ضد أعدائهم الخارجيين، شريطة معالجة التحديات السياسية الداخلية فى تلك الدول! لتطرح التساؤلات ذاتها عن أى تحديات يتحدث أوباما الآن؟ ولماذا تعود النبرة الأمريكية للحديث عن الإصلاح السياسى فى العالم العربى الذى سيطر على مطلع الألفية الثالثة وتبنى فيما بعد معناه فوضى عارمة تقود للتفتيت؟ والأهم ماذا سيفعل الرئيس الأمريكى لو لم تستجب دول الخليج لشروطه تلك؟ هل سيتوقف عن دعمهم ضد أعدائهم الخارجيين؟ وهل يدخل هذا التصريح فى قائمة التهديد غير المباشر بترك يد إيران -باعتبارها مبعث الخوف الأمنى لدول الخليج- تعبث فى أمن المنطقة إن لم ينفذوا مطالبه؟ وأعود لتصريحات أوباما وأتوقف عند قوله: «عند التفكير فيما يحدث فى سوريا على سبيل المثال، هناك رغبة كبيرة لدخول الولايات المتحدة هناك والقيام بشىء. لكن السؤال هو لماذا لا نرى الدول العربية تحارب الانتهاكات الفظيعة التى ترتكب ضد حقوق الإنسان؟ أو يقاتلون ضد ما يفعله الرئيس السورى بشار الأسد؟». توقفت متسائلة عند تلك النقطة.. هل يسعى أوباما لدخول العرب حرباً ضد النظام السورى؟! هل هذه هى شروط الاستقرار التى سيطرحها عليهم؟ القضاء على الأسد؟ بعدما جرهم لحرب ضد إيران وصالحها وحوثييها فى اليمن؟ وأعود لتصريحات الأوباما التى قال فيها إنه يريد أن يناقش مع الحلفاء فى الخليج (وركز فى التعبير جيداً لتدرك سياسة الترهيب والترغيب المتبعة فى الحوار) كيفية بناء قدرات دفاعية أكثر كفاءة، ليخفف مخاوفهم ويسمح لهم بإجراء حوار مثمر مع الإيرانيين. وهكذا يعلن أوباما عن وجه بلاده وإدارته القبيح وعلاقتهم بإيران المستغلة منذ مجىء ملاليها كفزاعة تثير الحروب وتفتح خزائن دول الخليج لشراء السلاح من قاتليهم. ويكمل أوباما نصائحه للدول العربية دون قصرها على دول الخليج، مشيراً إلى أن أكبر خطر يهدد الدول العربية ليس التعرض لهجوم محتمل من إيران، لا سمح الله، ولكن السخط داخل بلادهم، لاسيما من قبل الشبان الغاضبين والعاطلين، والإحساس بعدم وجود مخرج سياسى لمظالمهم. وينبغى على الولايات المتحدة أن تتساءل كيف يمكننا تعزيز الحياة السياسية فى هذه البلاد حتى يشعر الشبان السُّنة أن لديهم شيئاً آخر يختارونه غير تنظيم «داعش». «الشبان السُّنة الغاضبون»؟!! يا له من تعبير.. ترى هل يعنى به الإخوان أم السلفيين؟! جاءكم الموت يا عرب لو قبلتم تلك الشروط. لا تجتمعوا بشيطان سيراودكم عن عرضكم ودمائكم. لا تقبلوا بشروطه وترضخوا لتهديداته الرابطة بين استقرار المنطقة بتنفيذ شروطه فى هدم المعبد فى سوريا واحتواء الإخوان والسلفيين سياسياً.