"الكريسماس" مع عاصمة الخبر

عماد فؤاد

عماد فؤاد

كاتب صحفي

من يقضي ليلة رأس السنة الميلادية في بيته، يجلس أمام شاشة التليفزيون ويتجول بين عشرات -أو مئات- القنوات باحثًا عن سهرة منوعات مبهجة، أو فيلم أيقوني أجنبي مثل "وحدي بالمنزل" الذي لا ينافسه إلا علامات السينما المصرية في زمان الأبيض والأسود مثل "سي عمر" أو "ابن حميدو" أو "إشاعة حب" أو مسرحية مثل "إلا خمسة" أو "سيدتي الجميلة" أو إحدى روائع المسرح القومي في ستينيات القرن الماضي.

وبطبيعة الحال فإن هذا السيناريو لا يمكن تعميمه، لكنه واسع الانتشار بين أغلبية المصريين ممن يفضلون البقاء في البيت سواء برغبتهم أو تماشيُا مع أحوالهم المادية التي لا تقوى إلا على البذخ في حدود اللب والفول السوداني وربما الموز والبرتقال.

قضيت "الكريسماس" في منزلي ممسكًا بالريموت كنترول، وهاتك يا لف بين القنوات، وجرت الساعة وراء الأخرى، لأكتشف انني قضيت أكثر الوقت أسيرا أمام شاشة قناة القاهرة الإخبارية.

لم يطاوعني قلبي في الابتعاد عن متابعة أحوال أشقائنا الفلسطينيين في تلك الليلة التي يحتفل بها العالم كله، وهم يقضونها في محنة العدوان الإسرائيلي الهمجي عليهم، في غزة وفي الضفة الغربية.

"القاهرة الإخبارية" التي انطلقت يوم 31 أكتوبر عام 2022، حققت آمال المصريين في امتلاك وسيلة إعلامية عملاقة، تتفق وريادة مصر في هذا المجال، وأكدت القناة جدارتها وتفوقها، بما قدمته من متابعة إخبارية رفيعة المستوى لكافة الأحداث، وتفوقت على نفسها في تغطيتها اللحظية للعدوان الإسرائيلي، ووثقت قناتنا المصرية تفوقها عبر قيام القنوات الإخبارية الإقليمية والعالمية التي سبقتها بعشرات السنين للنقل عنها، ثقة في مصداقيتها وكفاءتها في التغطية القوية والمهنية، التي تميزت بالدقة والصدق فى نقل الإخبار من قلب الحدث، وقدرتها على التحليل بعمق لما يراه المشاهد على شاشتها.

رفعت "الإخبارية" شعارها "هنا القاهرة.. عاصمة الخبر"، وحولته إلى واقع يتفق مع دور ومكانة الدولة المصرية ومسئولياتها في الدفاع عن مصالح الدول العربية وأمنها القومي وحماية تاريخها، وما يقتضيه ذلك من تقاطعات وتفاعلات مع دول الشرق الأوسط، والقوى الكبرى فى العالم، والمجتمع الدولي بشكل عام.

بهذا المستوى المهني الرفيع، تساهم "القاهرة الإخبارية"، في تحرير المشاهد المصري والعربي من أسر الفضائيات الأجنبية، التي طالما احترفت تزييف وعيه بخبث شديد، في كل ما يتعلق بالأحداث الساخنة في محيطنا الإقليمي، ولا يجب أن ننسي دور بعض الفضائيات في تسهيل الغزو الأمريكي للعراق.

القناة العملاقة ولدت من رحم كيان عملاق أيضًا، هو الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، التي أصبحت أحد أهم عناصر قوة مصر الناعمة في دولة "30 يونيو"، وكل التحية والتقدير لكل العاملين في "القاهرة الإخبارية"، وللصديق أحمد الطاهري رئيس قطاع الأخبار بالشركة المتحدة، ويكفيهم فخرًا مساهماتهم في إطلاق أول فضائية إقليمية إخبارية ناطقة بالعربية بلكنة مصرية، وأثبتوا أن مصر تملك من الكفاءات ما يؤهلها للمنافسة في كل المجالات، متى توافرت الإرادة.