صناع السعادة في حياة المصريين

كتب: مصطفى رحومة

صناع السعادة في حياة المصريين

صناع السعادة في حياة المصريين

«الضحك»، وصفة يكتبها الطبيب لكل مريض، لأنها تقلل من هرمون التوتر، وتزيد هرمون السعادة، وتعزز صحة الجهاز المناعى، وتنظم ضغط الدم، وتُحسِّن الذاكرة، وتقى من مشاكل القلب، وتعالج الاكتئاب، بحسب عدد من الدراسات العلمية المعترف بها دولياً.

وعلى مدار التاريخ اشتهر المصريون بالبسمة وخفة الظل، ورفعوا شعار «ضحكة حلوة.. ضحكة رايقة.. على نكتة حلوة ومشهد كوميدى.. مع لمة العيلة والصحاب، تعطى للروح سعادة وتبعث فى الجسم النشاط»، فأصبحت ابتسامة المصريين، التى هى سر سعادتهم، منقوشة على جدران المعابد، ومكتوبة فى البرديات، ومرسومة فى لوحة فنان كاريكاتير، ومنطوقة على لسان «مونولوجيست» أو فنان كوميدى من أولئك الذين ساهموا فى صناعة السعادة على وجوه المصريين على مر السنين.

وفى وقت يحيط بالعالم العديد من التحديات والأزمات من كل حدبٍ وصوبٍ، أصبح اللجوء للضحكة هو الملجأ من كآبة المشهد الذى تسيطر عليه الأوبئة والحروب، وبات الضحك سلعة ربما تكون نادرة، يبحث عنه الجميع فى ابتسامة على نكتة أو مشهد كوميدى، فالضحك وصفة المصريين للسعادة، الذين اشتهروا بأنهم «شعب ابن نكتة»، القادرين على خلق الـ«إيفيهات» من قلب المعاناة، والصانعين للكوميديا من التراجيديا، من أهل الفرحة والبهجة، الذين جعلوا الضحكة غنوة وحولوها لفلكلور شعبى، بل إن المصريين استطاعوا أن يحوّلوا «النكتة» لسلاح للمقاومة، مقاومة «المحتل والاكتئاب وظروف الحياة»، واتخذوا من الضحك متنفساً لهم ودافعاً للعمل والعطاء والبناء وليس فقط وسيلة لـ«الإلهاء».

وفي ليلة رأس السنة، يبحث الجميع عن البهجة والضحك مع صناع السعادة وأسطوات الفرحة المصريين فى كل المجالات، فعنهم وبهم ولهم تحتفى «الوطن»، بـ«ضحكة المصريين المجلجلة». 


مواضيع متعلقة