نتنياهو تحدث عن هجوم حماس قبل 6 سنوات!

لؤي الخطيب

لؤي الخطيب

كاتب صحفي

على مواقع التواصل الاجتماعي، ينتشر مقطع فيديو لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهو يتحدث أمام الكنيست عام 2017 عن "مخطط" لحماس، يتضمن هجوما بريا وبحريا وجويا، فضلا عن قتل واختطاف عدد من الإسرائيليين.. وهو ما حدث تماما في 7 أكتوبر 2023!

العالم كله شاهد إسرائيل وهي تفاجأ بالهجوم الذي وقفت أمامه عاجزة تماما، والفيديو المتداول لنتنياهو يضاعف الدهشة.. فإذا كانت المعلومات حول المخطط متاحة منذ سنوات، فما سبب المفاجأة إذن؟

التعامل الإعلامي مع أحداث 7 أكتوبر لم يخرج حتى اللحظة في أغلبه عن إطار التعاطي مع التطورات الميدانية والصفقات المحتملة لعقد هُدن تتضمن الإفراج عن الرهائن، لكن ثمة شيء آخر يستحق التأمل والدراسة، بعيدا عن مشاعرنا وانحيازاتنا، شيء يتعلق بتعامل إسرائيل كدولة مع الحدث.

بداية التخبط في إسرائيل لم تكن في 7 أكتوبر، ولكن قبل هذا التاريخ بعدة أشهر، فالإسرائيليون ذهبوا إلى صناديق الاقتراع عدة مرات في أشهر قليلة، نتيجة حالة الاستقطاب الحادة وغياب التوافق بين الأحزاب، لتشكيل حكومة مستقرة.

هذا الاستقطاب بلغ ذروته في المظاهرات التي شهدتها الشوارع الإسرائيلية على مدار أشهر، نتيجة الخلاف حول قانون يرى معارضوه أنه يجور على صلاحيات المحكمة العليا هناك.

التخبط لا يزال حادثا في العملية العسكرية التي يشنها الاحتلال ضد غزة، فرغم الوحشية والفتك الأعمى وآلاف الضحايا، إلا أن الأهداف غير واضحة والمسار مشوش، والجميع -داعمي إسرائيل قبل أعدائها- باتوا يرون ما يحدث مجرد تفريغ لرغبات انتقامية، دون أهداف واضحة أو خطة محددة.

لا يمكن فصل ما حدث في 7 أكتوبر، والتخبط المستمر إلى الآن، عن حالة الجبهة الداخلية التي تحدثنا عنها قبل قليل، فيبدو أن الاستقطاب والسيولة وتأزم الوضع داخليا، أثروا جميعا بشكل مباشر على أداء الأجهزة الأمنية المعنية بتوقع الأخطار والتعامل معها قبل حدوثها.

ويبدو أن حماس كان تقرأ هذا المشهد جيدا، لذلك اختارت هذا التوقيت لتنفيذ خطة مُعدة قبل سنوات، ورغم أن نتنياهو شخصيا تحدث عن هذه الخطة أمام الكنيست قبل نحو 6 سنوات، إلا أن عنصر المفاجأة تحقق بصورة شديدة العجب!

هذا نموذج لما يحدث للدولة حين تتأزم جبهتها الداخلية، نموذج تجب دراسته بمعزل عن المشاعر والانحيازات، فهذه قاعدة لا استثناءات لها، حتى إسرائيل التي تحظى بدعم أمريكي شبه مطلق!