حرب السويس رسخت نظاما عالميا جديدا
- الأفكار الإرهابية
- الأمن القومي
- الدفاع الوطني
- توعية
- طلاب
- وزارة التعليم
- الأفكار الإرهابية
- الأمن القومي
- الدفاع الوطني
- توعية
- طلاب
- وزارة التعليم
كان قرار الزعيم جمال عبدالناصر بتأميم شركة قناة السويس بمثابة زلزال ضرب العالم سياسياً.
اختلفت الآراء بين الدول بين مؤيد ورافض. احتفت الشعوب النامية والمتحررة بموقف مصر القوى وتحديها لأكبر قوى الاستعمار. سيطر الشعور بالإهانة على إنجلترا وفرنسا فى انتظار الفرصة للانتقام. فى 29 أكتوبر عام 1956 هاجمت إسرائيل مصر ودخل جيشها سيناء بمبرر إغلاق الممرات الملاحية فى وجه الملاحة الإسرائيلية. هب الجيش المصرى لمواجهة جيش العدو.
دارت المعارك وكبد جيشنا قوات إسرائيل خسائر فادحة. ظهرت أبعاد المؤامرة ضد مصر بعد أن أعلنت إنجلترا وفرنسا الحرب على مصر مساندة لإسرائيل. قامت القوات الأنجلو ساكسونية بإنزال جوى - مظلات - وبحرى فى بورسعيد بهدف احتلال قناة السويس ومنطقة القناة للسيطرة على أهم ممر ملاحى فى العالم.
نظمت القيادة المصرية قوات شعبية للدفاع عن مدن القناة بجانب القوات المسلحة.التهبت مشاعر المصريين ضد الاستعمار الذى يريد العودة بعد أن رحل فى يونيو من نفس العام.
ارتفع حماس الناس مصممين على المقاومة. تطوع الآلاف للقتال ضد المعتدين على طول خط القناة، وكلما اتجه العدو للتوغل واجه المقاومة الشعبية فى المناطق الحضرية والريفية. انتقلت مشاعر المقاومة لشعوب العالم المتحررة فى أفريقيا وآسيا والدول العربية الشقيقة.
تضامنت الأمم مع مصر وتحولت حرب السويس إلى أزمة دولية كادت تصل إلى حرب عالمية.
كانت إنجلترا وفرنسا أكبر الدول الاستعمارية الممتدة مستعمراتهما إلى شتى بقاع الأرض، وكانت بريطانيا تسمى «العظمى» لأنها أكبر إمبراطورية فى التاريخ وكانت مساحات مستعمراتها تزيد على 30 ألف كيلومتر مربع، وكانت تفاخر بأن إمبراطوريتها لا تغيب عنها الشمس، ففى كل بقعة تصلها أشعة الشمس كان يوجد علم بريطانى.
خرجت الدولتان من الحربين العالميتين الأولى والثانية تلعقان جراحهما، فرغم انتصارهما فى الحربين فإن خسائر الحرب أثرت سلبياً على أوضاعهما الاقتصادية والعسكرية.
لذلك بدأت دول العالم فى القارات تنتفض للتحرر من نير استعمارهما، وكانت الدولتان تضمران الشر لمصر التى طردت الإنجليز وساندت الجزائر فى ثورتها ضد فرنسا، أما إسرائيل فهى ليست فى حاجة لتبرير عدوانها المتكرر على أراضينا وأراضى أشقائنا.
كان نظام عالمى جديد يتبلور تقوده أمريكا والاتحاد السوفيتى. جاء العدوان الثلاثى ليرسخ هذا النظام الذى استمر حتى عام 1991 بعد انهيار الاتحاد السوفيتى من داخله. انتهز الاتحاد السوفيتى الفرصة لمساندة مصر سعياً إلى مكانة رحبة فى المنطقة العربية والشرق الأوسط.
تواصلت القيادة السوفيتية مع الإدارة الأمريكية بغرض توحيد تحركاتهما لدرجة أن السوفيت طلبوا تشكيل قوة موحدة داخل البحر المتوسط من جيوش الدولتين لردع المعتدين.
فى نفس الوقت هدد السوفيت إنجلترا وفرنسا بضرب بلادهما بالصواريخ إذا لم ينسحبا من مصر، كما أعلنوا أنهم سيرسلون متطوعين ومدربين إلى مصر للمشاركة فى القتال بجانب المصريين.رفضت أمريكا طلب السوفيت بتشكيل قوة موحدة، لكنهم خشوا من إرسال متطوعين سوفيت إلى مصر فى الوقت الذى يبذلون فيه جهدهم لوقف أى مد شيوعى فى المنطقة، كما فزعوا من تنفيذ السوفيت تهديدهم بضرب لندن وباريس بالصواريخ فقررت التحرك والتدخل بمفردها مباشرة.
أكدت الإدارة الأمريكية لرئيسى وزراء إنجلترا وفرنسا ضرورة الانسحاب من مصر وإذا لم يتم تنفيذ الانسحاب فإن أمريكا لن تساندهما إذا تدخل السوفيت وأرسلت إلى إسرائيل بأن عليها ألا تنتظر حماية أمريكية إذا ما قرر السوفيت إرسال متطوعين ومدربين إلى مصر.
نسق الأمريكان والسوفيت تحركاتهما فى أروقة الأمم المتحدة. قدموا قرارات بانسحاب المعتدين وحشدوا الرأى العام العالمى. وبعد هبوط حاد للجنيه الإسترلينى ارتبكت الحكومة البريطانية، لكن أمريكا تباطأت فى نجدتها. عجَّل هذا الأمر باستجابة بريطانيا للانسحاب.
قام أنتونى إيدن، رئيس حكومة بريطانيا، بالضغط على جى موليه، رئيس وزراء فرنسا، للرضوخ للضغط الأمريكى.انسحبت قوات العدوان الثلاثى فى يوم 23 ديسمبر 1956 بعد معركة سياسية وعسكرية خاضتها مصر وانحاز لها العالم. خرجت مصر زعيمة للدول المتحررة وتوِّج «عبدالناصر» زعيماً دولياً وارتفعت مكانة مصر فى ساحة السياسة الدولية.
أدى انسحاب إنجلترا وفرنسا إلى تراجع مكانتهما فى النظام العالمى وصارتا دولتين من الدرجة الثانية وترسخت مكانة أمريكا والاتحاد السوفيتى قائدين للنظام العالمى ثنائى القطبية.
انتصر الشعب المصرى وصار يوم 23 ديسمبر من كل عام هو يوم وعيد النصر.