الأميرة رشا يسري تكتب.. العالم ينتظر فتح أبواب التاريخ في مصر    

فى خطوة تاريخية لم يشهدها العالم من قبل، تستعد الدولة المصرية ويستعد المتحف المصرى الكبير لفتح أبوابه على نحو يليق بالحضارة الأعظم فى تاريخ الإنسانية، ليكون هذا الصرح المصرى العظيم شاهداً لأحداث تاريخية هامة فى تاريخ الإمبراطورية المصرية القديمة؛ فى معايشة فنية مهيبة وفريدة تعكس عظمة حضارة مصر القديمة.

تأبى مصر ويأبى رئيس الجمهورية الرئيس عبدالفتاح السيسى إلّا أن يكون الافتتاح حدثاً عالمياً يزلزل وجدان البشرية المفتون بسحر ومعجزات المصرى القديم؛ حدث يقول للعالم إننا أصحاب المعجزات الأضخم فى تاريخ الإنسانية؛ المعجزات التى لا تزال الحضارة الحديثة عاجزة عن فك طلاسمها بكل ما وصلت إليه من قدرات وتقنيات وذكاء اصطناعى؛ إنها مصر عاصمة الإبهار وموطن المعجزات.

الجمال الفنى والتاريخ العريق يتجسدان فى أروقة المتحف، ولا سيما فى الدرج العظيم، الذى يضم تماثيل ضخمة ويروى قصة مشوقة عن الملوك والآلهة؛ الإبهار عاصمته مصر؛ والإعجاز صناعة مصرية قديمة؛ والمهابة هى لغة المصريين فى الحاضر والماضى. وبينما يفتح المتحف أبوابه بإزاحة الستار عن الدرج العظيم ضمن التشغيل التجريبى للمتحف يلحظ الزائر الذى يجد نفسه فى حضرة التاريخ متأبطاً الإعجاز العظيم للمصرى القديم فى أربعة أقسام رئيسية، المستوى الإعجازى الذى وصلنا إليه قبل آلاف السنين فى فن تماثيل الملوك ونحتها بهذه الدقة التى لا تزال أجهزة الليزر بكل ما وصلت إليه من تقنيات عاجزة عن صناعة نسخة واحدة تضاهى الإبهار الذى وصلت إليه قدرات المصرى القديم.

وما إن يتحرك الزائر خطوات إلى الداخل من بوابة المتحف سيجد نفسه قد طوى آلاف السنين إلى الماضى فى مشهد مهيب ثلاثى الأبعاد ليجد نفسه جزءاً من العلاقة بين الملوك والآلهة، مع تماثيل رائعة تحكى القصص الدينية فى مصر القديمة بشكل ملموس.

لا يقتصر الفخر الذى يحمله المتحف على مجموعاته الثابتة فقط، بل يعززه أيضاً معرض «توت عنخ آمون التفاعلى» والذى يعيش فيه الزوار تجربة فريدة وتفاعلية تأخذهم فى رحلة زمنية مدهشة عبر حياة الملك الأسطورى توت عنخ آمون، بفضل التكنولوجيا الحديثة فى العرض التى تحاكى حياة المصرى القديم، ليستكشف الزوار فى الرحلة داخل المتحف عظمة الكنوز والأسرار من زوايا مختلفة، مع تجربة سمعية وبصرية تمتد لآلاف السنين.

من وجهة نظرى يُعتبر المتحف المصرى الكبير محطة تواصل حضارية مع الماضى، يتسنى للزوار من خلالها اكتساب فهم عميق لتفاصيل حياة المصريين القدماء. إنه حدث تاريخى ينتظره العالم بشغف، حيث يتيح لنا الفرصة لاستعادة جزء من تلك الحضارة الرائعة والتعلم من تاريخ لا يُنسى.

ولا يفوتنى مع الانطلاقة الكبيرة للمتحف المصرى الكبير، التطرّق إلى العديد من الفوائد العظيمة التى ستعود على المصريين إيذاناً بدخولنا عصر مصر الجديدة التى أرسى دعائمها الرئيس السيسى ليكون هذا الإنجاز العظيم بوابة جديدة تعزز السياحة والثقافة والحوار بين الشعوب والثقافات وتجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم، بما يساهم فى زيادة الإقبال على السياحة فى مصر، على نحو يعزز الاقتصاد الوطنى ويسهم فى ترويج الثقافة المصرية العريقة حول العالم.

إضافة إلى ذلك فإن المتحف المصرى الكبير، على صورته التى سنكشف عنها للعالم فى القريب، سيعزز قيم الهوية الوطنية عند المصريين بترسيخ عظمة وحضارة تاريخهم فى الوجدان؛ وهم يطلعون على تاريخهم المهيب، بما يعزز الفخر الوطنى والانتماء.

وهنا تجدر الإشارة إلى الدور الحيوى والهام الذى سيلعبه المتحف فى تعزيز التعليم من خلال الجولات التعليمية والبرامج التثقيفية للطلاب والشباب أن يستفيدوا من الموارد التعليمية المتاحة فى المتحف لتعزيز معرفتهم بالتاريخ والثقافة.

باختصار، يمثل المتحف المصرى الكبير ليس فقط نقطة جذب ثقافية أو سياحية، بل أيضاً مصدراً للفرص الاقتصادية والتعليمية.