اكتئاب وقلق وتوتر.. تحليل نفسي لشخصية المستوطن الإسرائيلي بعد «طوفان الأقصى»

كتب: أمنية سعيد

اكتئاب وقلق وتوتر.. تحليل نفسي لشخصية المستوطن الإسرائيلي بعد «طوفان الأقصى»

اكتئاب وقلق وتوتر.. تحليل نفسي لشخصية المستوطن الإسرائيلي بعد «طوفان الأقصى»

اعتداءات وانتهاكات متكررة من قِبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، في حق الشعب الفلسطيني دخلت يومها الـ74، استهدفت خلالها المدنيين والعُزل، وشردت آلاف العائلات والأطفال، فظهرت أمام العالم كقوة غاشمة لا يستطيع أحد ردعها، لتأتي دراسة حديثها أجرتها جامعة «يافا»، تُظهر الوجه الآخر للمجتمع الإسرائيلي، وتكشف مفاجأة حول الأزمة التي يعيشونها منذ عملية «طوفان الأقصى».

اضطرابات نفسية تظهر على المستوطنين الإسرائيليين

وبحسب الدراسة التي نُشرت حديثًا، يعاني حوالي 60% من المجتمع الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر الماضي من اضطرابات التوتر الحاد، في حين أشارت دراسة بجامعة تل أبيب، بعنوان «التبعات النفسية لعملية طوفان الأقصى»، إلى أنّ 40% من الإسرائيليين مصابون بالاكتئاب منذ بداية طوفان الأقصى، و30% مصابون باضطرابات ما بعد الصدمة.

الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي، يشرح في حديثه لـ«الوطن» التحليل النفسي للمستوطن الإسرائيلي منذ عملية «طوفان الأقصى»، بعدما أصبح يعاني من اضطرابات نفسية ظهرت أعراضها واضحة على نسبة كبيرة من المجتمع الإسرائيلي، مؤكدًا أنّ سبب هذه الإصابات تعود إلى شعور المواطن الإسرائيلي وقناعته بعدم أحقيته في الأرض وعدم انتمائه لها، وهي الفكرة الدينية القديمة التي تقوم عليها دولة الاحتلال: «هم مقتنعين تمامًا إنّ دي مش أرضهم، هم كان عندهم قناعات إنّ دي أرض الميعاد، بس هم عارفين كويس أنّهم محتلين الأرض دي».

وأضاف «فرويز» أنّ دخول الفصائل الفلسطينية لأول مرة إلى قلب أراضي «عرب 48»، بثّ الرعب في نفوس المجتمع الإسرائيلي، وبدأ يتساقط ويتهاوى بسهولة لولا تدخل الجيش الأمريكي، إذ يدرك جيش الاحتلال الإسرائيلي تمامًا أنّ الشعب الفلسطيني هو الأقوى رغم قلة العدد والإمكانيات: «هم بالفعل دمروا مناطق كتير، لكن جواهم خوف شديد إنّ الفلسطينيين بهذه الإمكانيات القليلة، دخلت في قلب أراضيهم ودي حاجة محصلتش قبل كده حتى في حرب 1973».

ومن أسباب زعزعة الأمن داخل نفوس المجتمع الإسرائيلي بحسب «فرويز»، هدم الثوابت التي تزعم بأنّ لديهم جيش الدفاع الذي لا يُقهر، خاصة أنّ عملية «طوفان الأقصى» شهدت احتجاز عددًا من قيادات جيش الاحتلال، وهو ما أثبت فشلهم في الدفاع عن أراضيهم المزعومة.

توقعات بزيادة الاضطرابات النفسية والهروب الجماعي

هذه الاضطرابات النفسية التي يعاني منها المجتمع الإسرائيلي، بدأت تظهر أعراضها في صورة اضطرابات في النوم، واكتئاب، وأعراض جسمانية، وقلق وتوتر، واضطرابات في القولون العصبي، إذ يتوقع استشاري الطب النفسي أن تزيد هذه الأعراض في فترة من 3 لـ6 شهور، بالإضافة إلى الأعراض الجسمانية التي بدأت في الظهور على الشباب من سن 14 لـ24 عامًا، والذين جرى إبلاغهم بالاستعداد لأداء الخدمة العسكرية: «هما لسه لحد دلوقتي معندهمش حرب ولا ليهم حد فقدوه، لكن لسة الأعراض دي هتزيد في فترة الحساب اللي بعد الحرب، والشباب الصغيرين أصبحوا مرعوبين وظهرت عليهم أعراض جسمانية ناتجة عن التوتر النفسي الشديد عشان هيأدوا الخدمة العسكرية».

ويقول استشاري الطب النفسي، إنّ هناك حوالي 350 ألف من المستوطنين الإسرائيلين فروًا هربًا من البلاد منذ عملية «طوفان الأقصى»، إذ بات كثير منهم يشعرون بالرعب من تكرار نفس المأساة والضربة الموجعة التي طالتهم على أيدي الفصائل الفلسطينية، وتزيد لديهم الأحلام المزعجة والكوابيس والخوف: «هم كانو قايلين لشعبهم أنّهم عاملين حائط سد وصعب يُقهروا زي خط بارليف، ولكن هيفضلوا دولة مزعومة، فبالتالي المصداقية فُقدت وده بيخلي الشعور بالأمان والولاء للمكان هيقل، والاضطرابات النفسية تزيد، ويكتر الهروب الجمعي من المكان الفترة الجاية».


مواضيع متعلقة