"الوطن" ترصد: أقباط أرثوذكس يلجأون لـ"تغيير الطائفة" للسفر إلى القدس

كتب: أحمد منعم

"الوطن" ترصد: أقباط أرثوذكس يلجأون لـ"تغيير الطائفة" للسفر إلى القدس

"الوطن" ترصد: أقباط أرثوذكس يلجأون لـ"تغيير الطائفة" للسفر إلى القدس

منذ جلوسه على كرسى البابوية فى الكاتدرائية المرقسية عام 1971، منع البابا شنودة الثالث شعب كنيسته من المسيحيين الأرثوذكس من السفر إلى القدس لأداء فريضة الحج، وفق العقيدة المسيحية. البابا الراحل برر موقفه وقتذاك قائلاً: «لن يدخل المسيحيون المصريون القدس إلا برفقة إخوانهم المسلمين»، فى إشارة لضرورة التوصل إلى حل للحرب بين مصر وإسرائيل. أصدر البابا قراراً كنسياً بـ«حرمان» من يصر على السفر إلى القدس للحج، «الحرمان هو المنع من طقس التناول، أحد الطقوس الكنسية»، وامتنعت الكنيسة الأرثوذكسية عن إصدار الشهادات اللازمة، لكن آلاف المسيحيين الأرثوذكس يلجأون إلى حيلة «تغيير الطائفة» للحصول على إذن السفر الذى يعتبرونه مهماً «لزيارة أماكن ميلاد المسيح ودعوته ومعجزاته وصلبه وقيامته وأخذ البركة والعظة» وفقاً لأحد المسيحيين. تعذر على روبرت سرجيوس، مسيحى أرثوذكسى، الحصول على شهادة من كنيسته لتقديمها إلى إحدى شركات السياحة لاستخراج التصاريح الأمنية اللازمة، لكن لجأ «روبرت» إلى كنيسة أخرى هى الكنيسة الإنجيلية التى منحته الشهادة، ليحصل بعدها على تصريح الجهات الأمنية، وبعدها سافر إلى القدس وعاد بلقب «مقدِّس» لكن ثارت أزمة مع كنيسته التى علم قساوستها بفعلته، فـ«حرموه». لم يكن «روبرت» الوحيد من الأقباط الأرثوذكس الذين استخرجوا شهادات بالانتماء لكنيسة غير الأرثوذكسية «الكاثوليكية، أو الإنجيلية» للحصول على الموافقات الأمنية بالسفر. إذ يقول مدير إحدى الشركات السياحية إن «الكنائس الأخرى تصدر للأقباط الأرثوذكس شهادات الانتماء لها ما يمكنهم من السفر برغم قرار الكنيسة الأرثوذكسية». يقول «سرجيوس»: «حرمونى من طقس التناول لمدة سنة، علشان البابا شنودة قال ولا حل ولا بركة، ودى حاجة صعبة إن أى مسيحى يتحرم منها، لكن بعد السنة البابا قرر الرجوع فى قرار الحرمان». وذكر فانوس فايز، خادم فى كنيسة النعمة الإنجيلية، أن الكنيسة الأرثوذكسية لا تصدر أى شهادات لتقديمها للجهات الأمنية للحصول على التصاريح اللازمة للسفر، ومع ذلك فالأقباط الأرثوذكس يسافرون بالمئات أو الآلاف سنوياً، ويعلل «فايز» إصرار شعب الكنيسة المرقصية على السفر إلى أهمية التجربة «وأخذ البركة من أماكن وجد فيها المسيح». فى الوقت الذى تمنع فيه الكنيسة القبطية الأرثوذكسية سفر رعاياها إلى القدس، بدعوى السيطرة الإسرائيلية على المدينة، فإن طوائف أخرى لا تمانع، مثل الكنيسة الإنجيلية، والكنيسة الكاثوليكية، إذ يقول مدير إحدى شركات السياحة، رفض نشر اسمه، إن شركته تنظم سفر المسيحيين التابعين لـ«مطرانية السريان الكاثوليك». وأضاف: «كل تحركات الوفد لا بد أن يكون الأمن فى مصر على علم بها، وقبل ما بنغادر القاهرة بنسلّم أمن الدولة خط سيرنا فى القدس من أول لآخر يوم». كما أن هناك عدة شركات تعمل فى مجال تسفير المسيحيين إلى القدس لأداء مناسك الحج، فى شهر أبريل، من أهمها «إير سينا، العال، أفاتار، كاردينال، إيجيبشان ترافيل، أورجينى، وميامى وغيرها»، وقالت دينا كامل، مسئول العلاقات العامة فى شركة أفاتار للسياحة، إن شركات السياحة تستخرج كافة الموافقات الأمنية للراغبين فى السفر مستوفى الشروط «وهى أن يكونوا أكبر من 40 سنة، وأن تكون لديهم جوازات سفر صادرة قبل السفر بستة أشهر». وبحسب مسئولة الشركة السياحية، فإن جهاز مباحث أمن الدولة هو المنوط بإصدار الموافقات الأمنية على السفر، «والجهاز لا يتعامل سوى مع الشركات الموثوقة بالنسبة له». يهاجم المسيحيون الذين يسافرون إلى القدس، من قبل الرافضين لـ«التطبيع» بين مصر وإسرائيل، حيث يحصل المسيحيون على أختام وتأشيرات إسرائيلية على جوازات سفر، لكن دينا كامل، مسئول العلاقات العامة فى شركة أفاتار، تنفى وضع أى أختام على جوازات سفر المصريين، إذ تقول: «أمن الدولة يمنح المسافرين بطاقات توضع عليها الأختام خارج جوازات السفر». اعتاد فانوس فايز، الخادم بالكنيسة الإنجيلية، السفر سنوياً كمرافق لفوج من المسيحيين الإنجيليين إلى القدس، فى وقت الحج، ويصف «فايز» معاملة الفلسطينيين والإسرائيليين بـ«الحسنة»، إذ يردف قائلاً: «الفلسطينيون بيكونوا مرحبين جداً، وبنتعامل معاهم خلال شراء الهدايا، وعلاقتنا باليهود بتقتصر على المجندين لما بيطلعوا أوتوبيساتنا يفحصوا بطاقات وجوازات السفر ويبتسموا وينزلوا». تتراوح أسعار الرحلة، بحسب مديرى الشركات بين 9 آلاف إلى 14 ألف جنيه تشمل الأوراق الأمنية المطلوبة وتذاكر السفر والإقامة فى أحد الفنادق.