بالفيديو| صناعة "السبح" في مصر.. أنواع جديدة من "القهوة والقرفة"

حبات بأشكال وأحجام مختلفة تتراص بجانب بعضها بعضًا بألوان وخامات مختلفة، تمر بمراحل عديدة، لتظهر في النهاية في شكل تحفة فنية وهي "السبحة". صناعة السبح في مصر، صناعة مرتبطة بالإبداع والتراث العريق الذي ميز الشعب المصري، فهي صناعة يعود عمرها إلى نحو 300 عام، واشتهرت بها مصر وتصدرها لدول العالم وفي مقدمتهم السعودية. في إحدى ورش صناعة السبح بمنطقة الحسين، وهي أكثر المناطق التي تشتهر بتلك الصناعة حيث توجد ما يقرب من 50 ورشة، عَمِل أحمد كمال، عشريني، صاحب الورشة، في تلك الصناعة منذ 12 عامًا، حيث رائحة "القرفة" المنتشرة في أرجاء المكان، وأتربة متطايرة على إثر تقطيع الخامات المستخدمة في صناعة السبح. يقول "كمال"، "بعد ما خلصت الدبلوم، محبتش أكمل دراستي، وأخدت إعفاء من الجيش، قررت أشتغل مع أخويا في ورشته، بعد ما اتعلم سنين على إيد أسطى كبير، رحمه الله"، ويضيف، "أنا حبيت الصنعة، فيها إبداع وفن، وأحلى حاجة مش صناعة منتشرة كتير، ومش أي حد بيشتغل فيها". يشرح "كمال"، أنواع الخامات التي يتم تصنيع السبح منها، بنبرة يغلب عليها الفخر، يقول، "في أنواع كتيرة من الخامات بنشتغل بيها زي الكهرمان والمرجان والفيروز واليسر والفضة والبرونز واللازورد والذهب والأبنوس والكوك، وبلاستيك". ويضيف، أن كل نوع من تلك الخامات، تتفاوت أسعار السبح خلالها، وهناك سبح مكونة من 33 "خرزة" وتسمى "الثلث"، وسبح مكونة من 99 خرزة، وتسمى "الألفية". هناك ورش تتخصص في صناعة سبح معينة. تخصص "كمال" في صناعة السبح المصنوعة من خامات اليسر والسن، كذلك نوع جديد غير منتشر من السبح، مصنوعة من "القرفة، والقهوة"، يشير إلى حبات بنية اللون رائحتها من القرفة والقهوة، بابتسامة يقول، "ده نوع جديد من السبح مش منتشر كتير، وبنصدره للسعودية والكويت وتركيا، وخاماته مكونة من القهوة والقرفة، تتراوح سعرها حسب أحجامها ويبدأ سعرها من 50 جنيه". يعمل بورشة "كمال"، 6 أفراد، لأن صناعة "حبة السبحة" تمر بعدة مراحل حتى تصل للشكل النهائي، يقول "السبحة بتمر بأكتر من مرحلة التجهيز، التقطيع، والتخريم، ومرحلة التشكيل اللي الحبة فيها بتاخد شكل معين، وآخر مرحلة هي السنفرة والتلميع". بحسب "كمال"، يرى أن هناك صعوبات تواجهه في تلك، "إيجار الورش بتغلى، الأتربة اللي في الجو بسبب تقطيع الخامات بتأثر على صدرنا ولو تعبنا، مالناش تأمين صحي ولا أي حاجه، اللي بيتعب بيقعد في البيت". يشير إلى قطعة من خامة "اليسر" ويتم استخراجها من البحر، تشبه الشعب المرجانية، "ارتفاع أسعار الخامات بشكل كبير، بيزيد كل يوم، كيلو "السن" بيوصل لـ 4 آلاف جنيه، وكيلو اليسر بيدأ من 150 جنيه، ده غير إن الصناعة بدأت تنتشر، أساسها في الحسين والجمالية، لكن بدأت تنتشر في أماكن تانية، زي المنشية".