60% من مرضى الجلطات القلبية يتعرضون للموت بسبب عدم العلاج

 60% من مرضى الجلطات القلبية يتعرضون للموت بسبب عدم العلاج

60% من مرضى الجلطات القلبية يتعرضون للموت بسبب عدم العلاج

كشف الدكتور محمد صبحى، أستاذ أمراض القلب بالإسكندرية رئيس مشروع دعامة الحياة لإنقاذ مرضى الجلطات الطبية، عن أن نحو 60% من مرضى الجلطات القلبية يتعرضون للموت لعدم تلقيهم أى علاج سواء بعقاقير مذيبة للجلطة أو تدخل طبى بإجراء القسطرة القلبية. وأشار صبحى -خلال المؤتمر الصحفى الذى عقد مساء أمس الأول لإعلان نتائج دراسة عالمية ضمت عشر دول على مستوى العالم كانت مصر ضمنها ممثلة عن أفريقيا وآسيا بعينة من المرضى بلغت 1900 مريض- إلى وجود نقص حاد بغرف القسطرة القلبية، مؤكداً أن الغرفة الواحدة فى الصعيد تخدم 10 ملايين مريض بينما يصل المتوسط بين 2 إلى 5 ملايين فى بقية الأنحاء فيما تصل النسبة العالمية إلى غرفة واحدة لكل 600 ألف نسمة. وقال: «70% من مرضى القلب فقراء ولا يستطيعون تحمل نفقات علاج القسطرة القلبية التى تصل تكلفتها إلى 10 آلاف جنيه»، مما دفع الجمعية المصرية لأمراض القلب بالتعاون مع وزارة الصحة لإطلاق مشروع دعامة الحياة بتخصيص 6 مراكز فى القاهرة والإسكندرية لتلقى العلاج الخاص بالجلطة القلبية خلال أول 90 دقيقة من الإصابة بها والشعور بأعراضها متمثلة بآلام الصدر الشديدة والمفاجئة، لافتا إلى أن الوزارة وافقت على تخصيص قرارات للعلاج على نفقة الدولة لعلاج مرضى الجلطات القلبية إلا أن التنفيذ لا يزال يواجه عقبات إدارية متمثلة فى سرعة إصدار القرارات. على سرير طبى مُجهز، ترقد عنايات السيد -سيدة فى منتصف السبعينات- تحتضن بأيديها كمامة تستنشق من خلالها الأكسجين فهى مريضة بالقلب منذ أكثر من 15 عاماً، وعندما تدهورت حالتها، وأصيبت بضيق شديد فى الصمام التاجى، قدمت إلى معهد القلب بمنطقة إمبابة قادمة من بنها، يرافقها ولداها بعد وفاة زوجها منذ 10 سنوات، يتحدث بالنيابة عنها ابنها الأكبر محمد فوزى الذى اتخذ من رصيف الشارع المقابل للمستشفى ملاذا له، فوالدته ستدخل غرفة العمليات لإجراء جراحة قسطرة: «مفيش عندنا فى بنها معاهد للقلب والمستشفيات ممكن يدوا للمريض أدوية وخلاص، فقلنا إن إحنا لازم نيجى المعهد ونتابع مع أى دكتور عشان يعرف الحالة من أولها لآخرها».. تكاليف العلاج يقول عنها الشاب الثلاثينى: «غالية جدا.. كل لما أمى تتعب نروح نكشف عند دكتور مخصوص وطبعا أجرة الكشف لوحدها من 150 لـ 200 جنيه، ده غير بقى التحاليل والأدوية والأشعات اللى بنعملها كل شويه». رجل فى أواخر الأربعينات يسير بصعوبة، وصدره ينهج من التعب، أيديه ملطخة بالبويات، نتيجة عمله فى النقاشة، جاء إلى معهد القلب بإمبابة للشكوى ليس إلا، يقول عصام سيد: «فيه دكتور عمل لى العملية وضيع الـ CD بتاعتها، ده غير إنه مش لاقى التقرير الخاص بالعملية»، إلا أن المواطن لا يشتكى من المعهد: «عملت فيه عملية القسطرة ببلاش.. لكن المشكلة دايما فى الأدوية اللى بيوصل سعرها لأكثر من 200 جنيه للعلاج الواحد». أطباء المعهد لا يستقبلون سوى الحالات الحرجة فقط هذه الأيام، أما بقية الحالات فيؤجلونها وذلك نظرا للإضراب الذى يستمرون فيه حتى تحقيق مطالبهم، ويقول أحد الأطباء بمعمل التحاليل بالمستشفى: «الحالات الحرجة لازم نتدخل ونقوم باللازم معاها.. أما عمليات القسطرة ففى الأيام العادية كنا بنعملها بنسبة 90%، أما بسبب الإضراب فلا نقوم بإجراء سوى 30% من الحالات».