بروفايل: أحمد زكى عابدين.. الجنرال فى متاهة

بروفايل: أحمد زكى عابدين.. الجنرال فى متاهة
تبدو متاهة الجنرال أحمد زكى عابدين طويلة ومعتمة ولا مخرج لها، لا يهم فى ذلك إن كان قد دُفع إليها دفعاً، أو دخلها بكامل إرادته، طالما أصر وزير التنمية المحلية على استخدام نفس أسلحته، وخططه التكتيكية، منذ أن كان محافظاً لكفر الشيخ، حتى تاريخ إسناد وزارة التنمية المحلية له قبل ثلاثة شهور مضت.
تاريخ طويل أمضاه ابن قرية أسمنت الشرقية بمحافظة بنى سويف المولود فى عام 1946 داخل المؤسسة العسكرية متنقلاً بين المناصب داخل المؤسسة وخارجها، قبل أن يتم اختياره محافظاً لكفر الشيخ فى أبريل 2008، ساعتها فقط بدا للجنرال أنه وجد طريقه، فراح يسير بثقة مفرطة دون أن ينتبه للألغام التى راحت بدورها تنفجر من تحت أقدامه، أزمات عطش وخبز ودقيق وصيادين فى مدينة البرلس، وصلت إلى حد قيام الأهالى بقطع الطريق الدولى الذى يمر بالقرب من مدينتهم، وبدلاً من أن يقوم الجنرال بتطوير أدوات التعامل مع الأهالى، اعتمد طريقة واحدة ووحيدة فى حل الأزمات، ألا وهى الهجوم اللفظى على كل من تسول له نفسه ويعترض على سياسته فى إدارة المحافظة، حيث اتهم الأهالى بداية بـ«البلطجة»، قبل أن يهددهم بـ«قطع أرجلهم» إذا اقتربوا من الطريق الدولى، ثم أدلى بتصريحه الشهير فى برنامج القاهرة اليوم مع عمرو أديب عن تصوره لمهنة المحافظ عندما وصفها بأنها «أوسخ مهنة فى العالم»، وأتبع ذلك بمشادة كلامية مع لميس الحديدى فى برنامج «اتكلم» قائلاً لها على الهواء مباشرة: «انت قاعدة مجعوصة على الكرسى وبتقولى أى كلام».
لم تنته أزمات الجنرال سواء مع الإعلاميين أو الأهالى، واصل سياسته فى مواجهة أخرى مع صيّادى البرلس عند افتتاح مينائهم الجديد، رفض الصيادون نزول الميناء إلا بعد إجراء تعديلات لبوابته، من جهته استخدم نفس السلاح الذى يعرفه جيداً، اتهم أهالى القرية بـ«البلطجة، والسرقة، وتهريب السولار»، مؤكداً أنهم سوف ينزلون الميناء «غصب عنهم»، وعندما ضمه وإياهم اجتماع لحل الأزمة، لم يتمكن من حل شىء، فقط نال دعاء حاراً من الصيادين الذين هتفوا فى وجهه قائلين: «حسبنا الله ونعم الوكيل».
وبنجاح ساحق؛ تمكن الجنرال من البقاء فى منصبه حتى بعد قيام الثورة، إلى أن تم اختياره وزيراً للتنمية المحلية فى حكومة هشام قنديل التى تشكلت فى أغسطس الماضى. جلس على الكرسى، وشرع أسلحته التى اعتاد أن يستخدمها مع إعلان الحكومة قرار غلق المحلات فى العاشرة مساء، رفضت الغرفة التجارية القرار، كما رفضه أصحاب المحلات، وأصر الوزير على تنفيذه، ثم رأى أن يرجئه أسبوعاً آخر. وفى محاولة لقتل الفراغ بين إعلان القرار وتنفيذه؛ أغلق الوزير الهاتف فى وجه المذيعة ريم ماجد عندما همت بمناقشته فى القرار قائلاً لها: «لما تكلمينى كويس أبقى أكلمك كويس»، ثم راح يواصل دراسة تنفيذ القرار.