تجريف قبور غزة ومخاوف من ظهور أوبئة.. «حتى الأموات لم يسلموا من أذى الاحتلال»

تجريف قبور غزة ومخاوف من ظهور أوبئة.. «حتى الأموات لم يسلموا من أذى الاحتلال»
ليس الأحياء فقط تضرروا من الحرب الطاحنة في قطاع غزة، والتي اندلعت منذ السابع من أكتوبر الماضي، بل الأموات في القبور أيضًا لم يسلموا من أذى قوات الاحتلال الإسرائيلي التي بدأت تتجه إلى تدمير قوات عشرات القبور خلال عملياتها العسكرية شمالي قطاع غزة المحتل، بواسطة الدبابات العسكرية الخاصة بهم في عملية تستهدف محو ملامح البنية التحتية للقطاع بأكلمه.
نبش القبور في غزة
بحسب تقارير وافدة من وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية «وفا» تضررت ما لا يقل عن 6 مناطق للدفن خلال تقدم قوات الاحتلال لإزالة أحياء كاملة ومناطق متفرقة من غزة.
الدبابات والجرافات دهست القبور في منطقة جباليا وكسرّت شواهدها، وجُرف من بداخلها، وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أكد أن قوات الاحتلال جرفت، أيضا، مقبرة مجاورة للمستشفى المعمداني في حي الزيتون جنوب مدينة غزة والذي تعرض للقصف في أكتوبر الماضي، بحثا عن أشياء يعتقدون أنها مخبأة تحت الأرض.
مياه الأمطار
ما يفعله الاحتلال من نبش في القبور يتزامن أيضًا مع فصل الشتاء وموسم تساقط الأمطار الكثيفة، ما يثير المخاوف من حدوث فيضانات في قطاع غزة بأكمله، ويؤدي ذلك إلى سرعة انتشار الأمراض والأوبئة بين النازحين، حيث أن نبش القبور المتحللة أو التي لا تزال قيد التحلل.
وقد يؤدي ذلك إلى انتشار الأمراض والأوبئة سواء من خلال تلامس تلك الرفات التي تظهر على سطح الأرض بعد نبش القبور أو من خلال اختلاطها بمياه البحر التي يلجأ إليها أهل غزة للشرب فتسبب أمراض خطيرة، وفق ما يقوله ياسر أبو شنب مدير عام حماية البيئة الفلسطينية في تصريح خاص لـ«الوطن» تعليقا على الوضع في غزة جراء أفعال غير إنسانية للاحتلال الإسرائيلي.
انتشار الأوبئة بعد اختلاط مياه الأمطار بالرفات
وتابع «أبو شنب» تعليقا على الكارثة البيئية التي تحدث في قطاع غزة الآن، بأن اختلاط مياه الأمطار بالرفات الخارج من القبور التي يتم جرفها، سيؤدي إلى انتشار الأمراض والأوبئة بسرعة فائقة، خاصة وسط انعدام التطعيمات للأطفال وغياب الأمصال والأدوية المعالجة للنزلات المعوية ونزلات البرد التنفسية، «ما يحدث إبادة وجرائم في حق البشر»، حسب تعبيره.