المفتي يكشف حكم قول «خد الشر وراح».. حلال أم حرام؟

كتب: إسراء سليمان

المفتي يكشف حكم قول «خد الشر وراح».. حلال أم حرام؟

المفتي يكشف حكم قول «خد الشر وراح».. حلال أم حرام؟

أجاب الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية عن سؤال شخص يقول: «ما حكم مقولة: «خد الشرّ وراح»؛ إذ اعتاد الناس في بلدتنا إذا كُسِر إناءٌ أو غيرُه مما تحويه الدَّار أن يقولوا: «خَد الشَّر وراح»، وقد سمعتُ مؤخرًا بعض الناس يُنكر عليهم هذا القول؛ لتنافيه مع الإيمان، إذ أن دفع الشَّر أو جَلْب الخير بيد الله سبحانه، فما حكم هذه المقولة شرعًا؟ وهل تنافي الإيمان؟ . 

حكم مقولة «خَد الشَّر وراح»

وقال المفتي في إجابته عن السؤال عبر موقع دار الإفتاء، إن مقولة «خَد الشَّر وراح» التي اعتاد الناس عليها الناس في بعض البلاد لَمْ تخرج عن المشروعية، ولا حرج عليهم في قولها، ولا تُنافي الإيمانَ في شيءٍ، ولا تعارِض يقين المؤمنين بأنَّ دَفْع الشَّر أو جَلْب الخير بيد الله سبحانه؛ لأنها من إضافةِ الفعل لسببه، وهذا مِن المجازات الصحيحة المستعملة لغةً وشرعًا، بالإضافة إلى أنَّ الأصل في المسلم أنْ يُحسِن الظنَّ بغيره، ويَحمِل كلامَه على أحسنِ المعاني وأصحِّها، وألَّا يُبَادِرَ بالتخطئة والإنكار إلا فيما ثَبَتَت حُرمَتُه بيقين.

أعراف الناس تكون بعين الرعاية

وأضاف المفتي: «مِن المقرر في الشريعة الإسلامية أنَّ النَّظَرَ إلى أعراف الناس وعوائدهم يكون بعين الرعاية، فالأصل إقرارُها ما لم تتعارض مع الأحكام الشرعية؛ قال تعالى: ﴿خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ﴾، مستشهدا بما جاء عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَا رَأَى الْمُسْلِمُونَ حَسَنًا فَهُوَ عِنْدَ اللهِ حَسَنٌ، وَمَا رَأَوْا سَيِّئًا فَهُوَ عِنْدَ اللهِ سَيِّئٌ».

وتابع: قد صاغ الفقهاء هذا المعنى في قاعدةٍ مِن قواعد الفقه الكبرى، هي: أن «العَادَةَ مُحَكَّمَةٌ»، قال ابن عقيل: لا ينبغي الخروج مِن عادات الناس مراعاةً لهم وتأليفًا لقلوبهم إلا في الحرام، إذا جرت عادتهم بفعله، أو عدم المبالاة به - فتجب مخالفتهم، رضوا بذلك أو سخِطوا.


مواضيع متعلقة