قبلي.. المزمار يلهب حماس الناخبين في الصعيد

كتب:  صالح رمضان، وفريق المحافظات

قبلي.. المزمار يلهب حماس الناخبين في الصعيد

قبلي.. المزمار يلهب حماس الناخبين في الصعيد

توافد المواطنون على لجان الانتخابات فى محافظات الوجهين القبلى والبحرى، فى مشهد مهيب يعكس وعى المصريين وحرصهم على المشاركة فى هذا الاستحقاق الدستورى الذى يحدد مستقبل مصر لست سنوات مقبلة، الكل يريد أن يثبت هويته أمام الانتخابات، فهذا صعيدى وهذا من محافظات الدلتا.

وخرجت سيدات أسوان بأزياء تراثية يحتفلن بمشاركتهن فى العملية الانتخابية، وبزى الواحات خرجت نساء الوادى الجديد للجان، فيما غلبت مسيرات الطلاب والعمال إلى اللجان على وجه بحرى؛ حيث نظم طلاب جامعة المنصورة مسيرة حاشدة، ومسيرة أخرى لعمال المحلة.

مسيرات فى «بحرى»

وزين محيط اللجان بمحافظة الشرقية مشهد وجود الأطفال بكثافة حاملين أعلام مصر مبتهجين بالعرس الانتخابى 2024، وقالت عبير سعيد، إحدى الناخبات فى ريف الشرقية، إنها لاحظت وجود عدد كبير من النساء بالإضافة إلى وجود كبير لكل شرائح المجتمع، مشيرة إلى أنها سابقة لم تحدث من قبل فى القرى، وهذا يدل على ارتفاع الوعى السياسى من خلال المشاركة القوية.

وأشارت رقية يونس، من سكان الريف، إلى أن النساء اصطحبن أطفالهن للجان: «دى رسالة للأطفال من الأمهات والجدات بتدريبهم على تحمل المسئولية والمشاركة منذ الصغر».

«سالم»: «هشارك حفاظاً على أمن واستقرار البلد»

وارتدى زوجان من الدقهلية «الملابس البدوية»، متوجهين إلى لجنة مدرسة الشهيد فرحات ببيلا فى كفر الشيخ، قاطعين عشرات الكيلومترات لتأدية الواجب الوطنى، وقال سالم أحمد، 29 عاماً، إنه وزوجته من مواليد كفر الشيخ ويقيمان حالياً فى مركز بلقاس بالدقهلية: «لجنتنا الانتخابية لسه فى كفر الشيخ، وعلشان كده جبتها وجيت علشان ندلى بصوتنا فى الانتخابات الرئاسية لأنه واجب وطنى علينا زى الخدمة العسكرية بالظبط ولازم كلنا نؤديه».

«آمال»: «اصطحبنا ولادنا التلاتة علشان نعلمهم حب الوطن»

وأضاف «أحمد»: «نشارك فى الانتخابات من أجل مستقبل أفضل لأولادنا، وأى انتخابات بننزل ونشارك فيها أنا وزوجتى بزينا البدوى، وبإذن الله هفضل أشارك كل انتخابات علشان خاطر مصر»، فيما أكدت الزوجة «آمال عيد»، 23 عاماً، حرصها على ارتداء الزى البدوى المعبر عن ثقافة البدو الرُحّل خلال الإدلاء بصوتها فى الانتخابات الرئاسية: «أدليت بصوتى فى الانتخابات بالزى البدوى لأنه هو زينا الموحد الذى نرتديه فى المناسبات ويعبر عننا وعن ثقافتنا، وإن شاء الله لما ولادنا التلاتة يكبروا ويكون ليهم صوت انتخابى هينزلوا معانا».

وأصرت الناخبة فادية إبراهيم، مقيمة بالعريش، ومن أهالى الزقازيق، موظفة على المعاش، 70 عاماً، وزوجها أحمد الجندى، 82 عاماً، وكيل أول وزارة على المعاش، على الإدلاء بصوتيهما فى الانتخابات بالقرب من منزلهما فى الزقازيق: «التنظيم ممتاز، ونحرص على المشاركة فى أى انتخابات علشان بنحب مصر»، هذا ما أكدته «فادية».

وأشارت إلى أن أبناءها يقيمون فى مدينة العريش وطلبت منهم اصطحاب أبنائهم إلى لجان الانتخابات حتى يعلموهم أهمية المشاركة فى الانتخابات، فيما عبر الزوج أحمد الجندى عن سعادته بالمشاركة فى هذا اليوم الذى نقرر فيه مصيرنا، ودعا جميع المواطنين للمشاركة فى الانتخابات والإدلاء بأصواتهم.

وخرج طلاب جامعة المنصورة المغتربين بمسيرة يقودها الدكتور شريف خاطر، رئيس الجامعة، للحث على المشاركة الإيجابية بعنوان «انزل شارك.. صوتك هيوصل»، وتوجهوا إلى لجنة المغتربين بالجامعة، وأوضح «خاطر» أن العالم كله يتابع الانتخابات الرئاسية فى مصر، مشيراً إلى أن الدقهلية دائماً تضرب مثلاً رائعاً فى الوعى الوطنى، مؤكداً أن مصر الدولة الوحيدة التى يتولى فيها القضاء الإشراف الكامل على الانتخابات الرئاسية، وأضاف أنه تم تجهيز لجنة المغتربين لأول مرة داخل جامعة المنصورة بالقرية الأولمبية وذلك لأعضاء هيئة التدريس والطلاب المغتربين من أبناء الجامعة.

ومن بحرى إلى محافظات قبلى، حيث ظهر المزمار البلدى أمام لجان الاقتراع؛ فى الفيوم، تفاعل الأهالى مع موسيقى أغنية «اللى بنى مصر»، وسط تصفيقهم الحار ابتهاجاً بالاستحقاق الدستورى الحالى الخاص باختيار رئيسهم، وشهدت المحافظة حشوداً غفيرة وإقبالاً غير مسبوق من مختلف الأعمار والفئات، وتصدرت السيدات المشهد لليوم الثانى على التوالى، فى مختلف القرى الريفية بجميع مراكز المحافظة، خصوصاً مركز طامية، وسط منافسة شديدة بين الشباب والسيدات أمام جميع اللجان، وتوافد الطلاب والطالبات من جامعة الفيوم على لجنة المغتربين بمدرسة الصداقة الفرنسية بكيمان فارس لليوم الثانى على التوالى.

وفى سوهاج، أقبلت النساء والرجال بزيهم التقليدى مرتدين الجلباب الصعيدى والعباءة على اللجان منذ الصباح، وقالت بخيتة محمد، سبعينية ترتدى الزى الصعيدى: «جئت للمشاركة لأنه واجب، ومن أجل أحفادى لأن بكرة ليهم مش ليا»، فيما خرج المواطن محمود فراج، من مركز أبوتيج بأسيوط، برفقة أفراد أسرته إلى اللجنة الانتخابية بمجلس مدينة أبوتيج لمشاركة المصريين فرحتهم فى الانتخابات الرئاسية واختيار الرئيس الجديد. وأصرت زينب عبدالحافظ، مسنة، 75 عاماً، على ترك سرير مرضها متوجهة إلى اللجنة الانتخابية، مشيرة إلى أن المشاركة فى الانتخابات تعبر عن حب الوطن، ولا بد أن ينزل الجميع ويشارك فى الانتخابات حفاظاً على استقرار مصر فى ظل المخاطر والتحديات الراهنة.

وعبر أهالى جنوب البحر الأحمر عن حبهم لمصر بالتوافد على اللجان للإدلاء بأصواتهم، مرتدين الزى الرسمى، حاملين أعلام مصر، وأشار الحسن عثمان، من أهالى مدينة الشلاتين، لـ«الوطن»، إلى سعادته بالمشاركة فى الانتخابات الرئاسية لاختيار رئيس مصر القادم، مؤكداً أنه أدلى بصوته ومارس حقه الانتخابى الذى كفله له الدستور.

وفى المنيا، شهدت اللجان انتشاراً أمنياً مكثفاً وتأميناً على أعلى مستوى، وقال اللواء أسامة القاضى، محافظ الإقليم، إن الجهات المعنية بالعملية الانتخابية تقوم باصطحاب المواطنين من كبار السن وذوى الهمم لتيسير عملية الاقتراع، بالإضافة إلى توفير مقاعد خاصة لهم أمام اللجان للاستراحة، وتقديم الاستشارات المطلوبة فى حالة احتياج توضيح خطوات عملية التصويت، ودعا المحافظ أبناء المحافظة للمشاركة الإيجابية فى الانتخابات الرئاسية، مكلفاً رؤساء الوحدات المحلية بمتابعة رفع درجة الاستعداد القصوى فترة الانتخابات، وتوفير مصادر الإضاءة والمياه والتهوية وأماكن انتظار لائقة لكبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة بشكل يحقق الأمان والتيسير للمواطنين فى الإدلاء بأصواتهم.


مواضيع متعلقة