اللى أوله "دايت" مش دايماً آخره رشاقة

اللى أوله "دايت" مش دايماً آخره رشاقة
«كثيرات من السيدات يلجأن إلى عمل ريجيم خاص بهن بحثاً عن قوام ممشوق، يتبعن وصفات مختلفة للتخسيس، أغلبها موجود على صفحات الإنترنت، لكن أسوأها على الإطلاق هو الريجيم الكيميائى، الذى راح ضحيته الكثيرات، فهو من أخطر أنواع الريجيم»، وفق الدكتورة هدى خطاب، عضو الجمعية المصرية لأبحاث السمنة، إذ تقول إنه تم منعه بالخارج، خصوصاً فى أمريكا وأصبح محرّماً على الأطباء إعطاؤه للمرضى الذين يحاولون اتباع نظام غذائى لتقليل الوزن، وذلك لأنه يقوم فى الأساس على حرمان الجسم من أنواع محدّدة من الأطعمة ومده بأنواع أخرى، وبالتالى ينقص الوزن فى أيام قليلة، مع إعطاء عقاقير تساعد على إحراق الدهون.
لم تنسَ رشا محمد تلك التجربة المريرة التى مرت بها إحدى قريباتها التى قرّرت اتباع الريجيم الكيميائى لشهور طويلة قاربت من العام، وبدأت أعراض الريجيم القاتلة فى الظهور عليها، البداية كانت فى إصابتها بتشنّجات، ثم فقدت القدرة على الحركة وانتقلت إلى الرعاية المركزة لتتعاقَب عليها الأمراض من فشل كلوى إلى كبدى إلى دخولها فى غيبوبة، كان كل ذلك بسبب إحراق كل الدهون فى الجسم، وهو ما لم تستطع أجهزة الجسم تحمّله لمدى أهميتها، ولا بد من وجودها بنسب معروفة، تحكى «رشا» عن تلك التجربة المريرة، وتقول: «أنصح كل فتاة بألا تقترب من هذا الريجيم القاتل الذى أودى بحياة قريبتى، وجعلها تعانى من أمراض خطيرة قبل وفاتها».
فيما عانت منى إسماعيل من زيادة فى ضربات قلبها، وعدم قدرة على التنفس أو صعود السلالم، هذه الأعراض واجهتها بسبب محاولاتها مراراً تجربة عدة أنظمة غذائية لتقليل وزنها الذى وصل إلى 135 كيلوجراماً، ولكن دون جدوى، وذلك بسبب العقاقير وعدم انتظامها فى اتباع نظام غذائى صحى، لكن السيدة الأربعينية تمكنت من تقليل وزنها حوالى 25 كيلوجراماً فى غضون 6 أشهر فقط، مما جعلها تشعر بالرضا: «لما تلاقى مجهودك جاب نتيجة وصحتك كويسة شعور جميل جداً»، معنويات «منى» أصبحت فى السماء، وخشونة ركبتيها قلّت نسبتها عن السابق، أمامها مشوار طويل، إلا أن قرارها بنظام غذائى صحى لا يتزعزع: «مش هجرب حاجة تبوظ لى صحتى أو تموتنى».
نوران سليم، فتاة عشرينية، قرّرت الامتناع عن المأكولات غير الصحية، مثل البطاطس المقلية والوجبات السريعة، وذلك ضمن مشوارها فى رحلة «النحافة»، استطاعت بالفعل تقليل وزنها 52 كيلوجراماً، وأصبحت 60 كيلو فقط، الأكل الصحى والرياضة كانت ركائز «نوران» فى سبيل «حلم التخسيس»، بعد أن كانت تسمع تعليقات «سخيفة» على شكل جسمها، فأصبحت كل الفتيات تغار منها، لم تدفع الفتاة عمرها ثمناً للرشاقة، بل سنة ونصف السنة من الزمان حوّلتها إلى «مانيكان»، الجيمانيزيوم أصبح أسلوب حياة للفتاة العشرينية، فهى لا ترغب فى العودة مرة أخرى إلى ما كانت عليه سابقاً: «دلوقتى بالبس اللى يعجبنى، بابص على نفسى فى المراية بابقى فرحانة».[SecondImage]
«الدايت لازم يحتوى على كل الفيتامينات والمعادن، ولازم الأكل يكون متنوع»، يشرح دكتور عمرو محمد جمال، طبيب علاج السمنة والنحافة، الأسس السليمة التى يجب أن يقوم عليها الريجيم: «فلا يجب السير خلف هوس النحافة إلا بالعقل»، يستقبل دكتور عمرو حالات أنيميا ونسبة هيموجلوبين قليلة جراء الدايت الكيميائى، ويقول إن هذه الحالات تستغرق وقتاً أطول فى الريجيم، نظراً لأنه يجب معالجة ضعف الصحة أولاً، ثم البدء فى حمية غذائية صحية، «تقليل الوزن تكون نسبته 10% فقط من الجسم خلال 6 شهور»، وفق دكتور عمرو، وذلك كى لا تحدث ترهلات بالجسم أو تتأثر الصحة العامة، وهى نسبة عالمية، بالإضافة إلى الرياضة التى تضمن تقليل الوزن من الدهون، ويشير إلى أن «النحافة سريعاً تجعل الجسم يعود ممتلئاً سريعاً».
البطء والتريث هو الطريق الذى اتخذته إسراء بدوى، فقد استطاعت الفتاة العشرينية، تقليل وزنها 17 كيلوجراماً، وثبتت على وزنها طوال عامين، الأكل الصحى، وكثرة المياه مع زيادة الحركة والرياضة وضعتها فى الوزن الذى تراه مناسباً لها.[FirstQuote]
البحث عن الرشاقة قد يدفع البعض إلى تناول ما لا يمكن تخيله، فظهور ما يُعرف بـ«ريجيم رجل الكهف» الذى تنصح به المطربة الأمريكية بيونسيه، وهو عبارة عن تناول ملعقة من الطين يومياً، دون الحذر من نتائج تلك التجارب.
مثلما كان الريجيم رغبة فى جمال أكثر كان أيضاً سبباً فى موت الكثيرين، من بينهم المغنية الأمريكية كارين كاربنتر قبل أن تكمل عامها الـ33، إذ قررت اتباع الريجيم الكيميائى بالمياه، ورغم فقدانها عشرة كيلوجرامات فإنها استمرت فيه حتى أصبح وزنها 40 كيلوجراماً إلى أن توفيت بسببه، فيما توفيت عارضة الأزياء الفرنسية الشهيرة إزابيل كارو، فى عام 2010، بسبب مضاعفات الريجيم وفقدان الشهية وتدهور جهازها المناعى، لترحل قبل أن تتم عامها الـ28.
