"شيماء" أنشأت مدرسة لتعليم قيادة الاسكوتر: "الزحمة أم الاختراع"

"شيماء" أنشأت مدرسة لتعليم قيادة الاسكوتر: "الزحمة أم الاختراع"
فتيات سكندريات، يقدن الاسكوتر، ويحلقن على الكورنيش والطرقات مثل أسراب الطيور، يلتفت لهن المارة، بعضهم يصيح بالتحية، والبعض الآخر ينظر إليهن بتعجب. «طول ما فهمونا إننا نركب العربيات ونقفل الإزاز على نفسنا من الخوف هنفضل خايفين للأبد، سواقة الاسكوتر فيها حرية ومتعة زى الطيران، وإحساس بالهوا، البنات كمان لازم تتعلم تطير» هكذا بدأت شيماء حديثها، الفتاة عشرينية، صاحبة مدرسة تعليم قيادة الاسكوتر للفتيات، ذات البشرة الجميلة التى تعكس سمرة الشمس، مرتدية جاكيت جلدياً وخوذة ضخمة.
تقول شيماء: لم يكن هدفها الأساسى هو التمرد على المجتمع، بل الهروب من الزحام، خاصة بعدما قضت أكثر من ساعة ونصف محتجزة فى سيارتها، فى الطريق من عملها إلى المنزل فى إحدى المرات، على حد قولها. وأكملت قائلة «بمجرد ما وصلت البيت، اتكلمت مع أختى مروة، واقترحت نجيب اسكوتر ونتعلم سواقته»، وبالفعل قامت الأختان بشراء الاسكوتر، وتعلمتا قيادته، وبعد فترة توجهت شيماء لشراء اسكوتر آخر جديد خاص بها، تاركة الأول لأختها التى سافرت به إلى القاهرة.
تقول شيماء «لم أكن أرغب فى معاندة المجتمع أو التشبه بالرجال كما يظن الكثيرون، ولكن رغبت بشكل أساسى فى توفير الوقت وأماكن الركن والبنزين، ولاحظت أننى كنت أصرف 140 جنيهاً أسبوعياً لبنزين سيارتى، ولكن الآن أدفع 40 جنيهاً شهرياً ثمن بنزين الاسكوتر، كما لاحظت كونى الفتاة الوحيدة التى وجدت فى جروب خاص «براكبى الاسكوتر فى الإسكندرية»، وشعرت أن الفتيات عادة ينتابهن الخجل من خوض تلك التجربة، ومن هنا جاءتنى فكرة تعليم ركوب «الاسكوتر» للفتيات.[SecondImage]
تقول شيماء، صاحبة مدرسة تعليم الاسكوتر للفتيات، إنها اتفقت مع صاحب مركز صيانة، وقامت بتأجير جراج منه، ليكون مكاناً مناسباً لتعليم الفتيات أول حصتين فى التدريب، خاصة أن أول حصة تعتمد بشكل أساسى على التوعية، وتوفير كل سبل الأمان الشخصى والحماية، والحصة الثانية تعلم فيها شيماء الفتيات كيف يعتدن ركوب الاسكوتر والحركة به فى مساحة صغيرة فى مكان مقفول دون وجود أى عقبات قبل قيادته فى الشارع، وأوضحت أنها تهتم بشكل خاص بسلامة الفتيات، وتعلمهن كيف يحملن حقائبهن أثناء القيادة، وضرورة وجود الخوذة والجوانتى والجاكيت المخصصة للقيادة.
وتقول شيماء بفرحة «البنات بتخرج معانا بالاسكوتر ولما بيتجمعوا 20 بنت، بيبقى عندهم ثقة كبيرة بالنفس زى أسراب الطيور»، وأضافت أنها علّمت حتى الآن 20 بنتاً قيادة «الاسكوتر» فى خلال 8 شهور فقط، وجميعهن لم يتعرضن لأى مضايقات فى الشارع بسبب قيادة الاسكوتر، وأن السبب فى ذلك يرجع لطبيعة أهل إسكندرية، حيث إنهم أكثر انفتاحاً وتحرراً، بدليل أن البنات فى الإسكندرية معتادات على ممارسة الرياضة والجرى على الكورنيش، على حد قولها.
وعن الفرق بين قيادة أختها مروة الاسكوتر فى شوارع القاهرة، وقيادتها هى أيضاً للاسكوتر فى شوارع الإسكندرية، تقول إن أختها تعانى فى القاهرة من كثرة الزحام والقيادة العشوائية للسيارات وغياب أماكن الركن، وإن أختها مروة لا تشعر بالأمان عندما تركن الاسكوتر فى الشارع خوفاً من السرقة، بل وتتعرض لكثير من المضايقات والمخاطر.
وقالت شيماء إنها أعدت صفحة Let›s Scoot، على موقع «فيس بوك»، لتنشر من خلالها فكرة قيادة الفتيات للاسكوتر وتشجعهن على المشاركة والتواصل معها، وأضافت أن كثيرات طلبن منها أن يكون لتلك المدرسة فرع آخر فى القاهرة، خاصة بعدما انبهرن بصور الفتيات وهن يقدن دراجاتهن البخارية، فى شوارع الإسكندرية، تختم شيماء حديثها قائلة إنها تحلم بشوارع نظيفة وممهدة لقيادة الدراجات الهوائية والاسكوتر، حتى يتم نشر تلك الثقافة بين الناس، للتغلب على مشكلة الزحام المرورى، وممارسة الرياضة.
