المشاركة.. شرط المواطنة

عماد فؤاد

عماد فؤاد

كاتب صحفي

نحن المصريين أمامنا ثلاثة أيام حاسمة لنثبت للعالم كله أن مصر فى الداخل أقوى كثيراً مما يعتقد المرجفون، فالانتخابات الرئاسية هذه المرة هى الفرصة المناسبة لنا لتأكيد وعينا الجمعى بحقيقة أن الوطن القوى والمتماسك تنعكس قوته على محيطه الإقليمى وعالمه الخارجى، وهى معادلة لا تحتمل الشك أو التأويل، ويدرك معناها ومغزاها جيداً الأعداء قبل الأصدقاء.

الانتخابات الرئاسية هى فرصتنا وسط كل هذه الأجواء الساخنة التى تخيم على المنطقة كلها، فرصتنا التى يجب ألا نضيعها للرد على كل المؤامرات - المعلنة والمخفية - ضد الدولة المصرية، سواء من خلال دول الشر الاستعمارية التى تسعى لتفتيت المنطقة والسيطرة على مصادر ثرواتها، أو أذنابها فى الداخل.قبل عشر سنوات فقط أكدت مصر قدرتها وجدارتها بالتصدى لمخطط الشرق الأوسط الكبير أو الجديد، ووضعنا العصا فى عجلة هذا المخطط الاستعمارى الرهيب، بثورة 30 يونيو الأعظم فى التاريخ الإنسانى كله.

ويخطئ من يظن أننا أجهزنا على المخطط الرهيب.. نحن فقط «لخبطنا» حسابات الشيطان الأكبر وخطته التنفيذية، وها هو يسعى لتحقيق هدفه من جديد، والعدوان الإسرائيلى الهمجى على غزة، وما يستهدفه من تصفية القضية الفلسطينية، وتهجير الفلسطينيين ليس ببعيد عن هذا المخطط فى صورته المعدلة، ومصر أيضاً - بمنتهى القوة والوضوح - ليست ببعيدة أيضاً عن التصدى، بما يتفق مع دورها التاريخى فى المنطقة، ومسئوليتها باعتبارها الشقيقة الكبرى للدول العربية، وتحولت مصر التى تصوروها «الجائزة الكبرى» إلى شوكة فى حلق الثور الإمبريالى الهائج.

المرجفون يترقبون الانتخابات الرئاسية المصرية لقياس مدى نجاح إرجافهم فى هز الداخل المصرى، فالإرجاف هو سلاحهم لزعزعة الأمن، لبثّ الذعر والخوف فى المجتمع، وهو أشد من بث الشائعات، لأن الشائعة عامة فى نقل جميع الأخبار حسنها وسيئها، وأما الإرجاف فهو خاص بنقل الأخبار السيئة فقط.

المشاركة فى الانتخابات الرئاسية بأكبر أعداد ممكنة هى الرد الأقوى والأكثر حسماً الآن على كل محاولات استهداف دولتنا الوطنية، وهى التى ستؤكد أن الشعب المصرى يعى أهمية المرحلة الحالية لدعم القيادة السياسية فى مهمتها لثبيت أركان الدولة.قالها الرئيس عبدالفتاح السيسى ذات يوم: أن الشعب المصرى حاكم ومحكوم فى الوقت نفسه. هنا رأس الدولة ينبه الشعب كله إلى أنه هو من يختار مصيره بإرادته الحرة، ويؤكد على مفهوم المواطنة.

المشاركة فى الانتخابات فى حد ذاتها تعبّر عن حرص الشعب المصرى على وطنه، وتقديره لقيمة الاستقرار لتعزيز وتمتين موقف الرئيس القادم فى كل المواجهات الصعبة فى الداخل والخارج.

المشاركة فى الانتخابات حق أصيل يجب عدم التنازل عنه.. إنها شرط المواطنة، وكما يستحق المواطن أن يحصل على حقوقه كاملة، فواجبه أيضاً أن يؤدى دوره وواجباته تجاه الوطن على أكمل وجه.. وهكذا تستوى العلاقة بين الطرفين.