لماذا رفضت طفلة فلسطينية انتشالها من تحت الأنقاض؟.. شقيقها السبب

كتب: منى السعيد

لماذا رفضت طفلة فلسطينية انتشالها من تحت الأنقاض؟.. شقيقها السبب

لماذا رفضت طفلة فلسطينية انتشالها من تحت الأنقاض؟.. شقيقها السبب

الصمود والعزيمة قيم سطرها أهالي قطاع غزة، في وسط المحنة التي يعانون منها منذ السابع من أكتوبر الماضي، فبسبب الغارات المستمرة التي يشنها طيران الاحتلال على المباني السكنية، التي تنهار على رؤوس ساكنيها، تحولت أغلب مناطق القطاع إلى كوم تراب، تدفن تحتها آلاف الضحايا من المدنيين، وخلال محاولة الدفاع المدني إخراج الأحياء من تحت الركام، كانت قصة الطفلة «ألما»، التي قدمت مثالا جديداً في التضحية والفداء.

صوت الطفلة «ألما» يخرج من تحت الركام

«ألما» طفلة صغيرة، في الثانية عشر من عمرها، وجدت نفسها فجأة تحت الأنقاض، بعد أن قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي منزل عائلتها، ولأنها كانت الأقرب بين الحطام، فكان صوتها هو أول ما سمعه المسعفون ورجال الدفاع المدني، عندما حاولوا إزاحة الركام، للبحث عن أحياء تحت المنزل الذي انهار على رؤوس ساكنيه نتيجة القصف الوحشي للاحتلال الإسرائيلي.

ولكن كلمات «ألما» رغم شجاعتها، كانت مؤلمة، إذ قالت: «أمانة طلعوني آخر واحدة، انقذوا عائلتي»، وعندما سألها المسعف: «أنت مع مين يا ألما؟» ردت: «أنا وأخوتي وأمي وجدتي»، سألها المسعف: «هل هم عايشين؟» أجابت: «أيوة، ساعد أمي وأبي واخوتي وجدتي وكل حاجة، ما عدا أنا  ساعدني آخر واحدة».

وبينما كانت «ألما» تعطي المسعفين بيانات أشقائها، ومنهم أخوها الصغير «طرزان»، البالغ من العمر سنة ونصف، بدأ المسعفون في إنقاذها، حتى تم انتشالها من بين الحطام، ثم بدأوا في البحث عن باقي أفراد العائلة، وفق ما جاء في مقطع فيديو مصور على مواقع التواصل الاجتماعي.

غارات الاحتلال على حي اليرموك

وتعرض حى اليرموك، في قطاع غزة الذي تسكن فيه ألما مع عائلتها، لغارات جوية شنتها طائرات الاجتلال الإسرائيلي أمس الأحد، راح ضحيتها عشرات المدنيين، الذين نزحوا لهذا الحي، وفق المركز الوطني الفلسطيني للمعلومات.

وبعد قصف البيوت من قبل طائرات الاحتلال، اتجه المسعفون لمحاولة انتشال الجثث وإنقاذ المصابين، وسمعوا صوت «ألما»، 12 عاماً، من تحت الأنقاض وتحدثوا معها، لكنها قالت لهم إنها لا تريد أن تخرج قبل أن ينقذوا عائلتها وأخوها الرضيع، في مشهد مؤلم جداً.


مواضيع متعلقة