رحلة البحث عن صديق العمر.. الشطرنج يجمع «قيس وفارس» بعد 43 عاما

كتب: إسراء نعيم

رحلة البحث عن صديق العمر.. الشطرنج يجمع «قيس وفارس» بعد 43 عاما

رحلة البحث عن صديق العمر.. الشطرنج يجمع «قيس وفارس» بعد 43 عاما

كل ليلة، كان «قيس الدباغ» يسترجع ذكرياته مع أصدقاء الطفولة والدراسة، الذي افترق معهم بفعل ظروف الحياة، فبعضهم هاجر إلى الخارج، وآخرون تفرقوا في المدن العراقية، وفي أحد الأيام، قرر أن يبحث عن صديقه المقرب فارس عبدالأمير، الذي لم يلتقيه منذ 43 عامًا.

«جروبات الشطرنج» تساعد «قيس»

اشتاق «قيس» لصديقه القديم، وقرر البحث عنه، لكنه لم يكن يعلم الكثير عنه، سوى أنه من أهل مدينة النجف، وأنَّه يحب الشطرنج، فكر في البحث عنه في مجموعات الشطرنج على الإنترنت فكتب منشورًا فيها، يطلب فيه أي معلومات عنه.

لم يكن «قيس» يتوقع أن يحظى منشوره بتفاعل كبير، فقد تلقى العديد من التعليقات من أشخاص من جميع أنحاء العراق والعالم العربي، وبعد يوم واحد فقط، تمكّن من الاتصال بصديقه، كان «فارس» سعيدًا جدًا بالتواصل مع صديقه القديم، وهما الآن يخططان للقاء قريب، فلم يتوقع أن يجد صديقه بهذه السهولة فقد ساعده الشطرنج على إعادة التواصل مع صديقه، بعد مرور أكثر من 40 عامًا.

موقف لا ينسى

يحكي «قيس» موقفًا لا ينساه لصديق عمره فيقول: «في أحد الأيام، سألني فارس هل ستحضر معي بطولة الجامعة النهائية؟ لم أكن من محبي الشطرنج، لكنني قررت الذهاب لتشجيعه، يومها وجدنا منافسه ينتظرنا، صافحنا، ثم أخذ فارس جانبًا وهمس في أذنه، ضحك فارس وهز رأسه موافقًا، ثم غادر المنافس، كان الجميع يتوقع أن يفوز فارس، كان لاعبًا ماهرًا، وكان منافسه أقل منه مهارة، لكن حصل على المركز الثاني، كنت مندهشًا، سألته عما حدث بعدما انتهى، قال: لقد طلب مني أن أدعه يفوز، لأن خطيبته كانت تحضر المباراة وتشجعه. لم أرد أن أحرجه، كنت مندهشًا من أخلاقه العالية، كان لاعبًا رائعًا، لكنه كان أيضًا رجلًا شهمًا».