فيلم «الملحد».. رحلة شاب من الإلحاد إلى الإيمان

فيلم «الملحد».. رحلة شاب من الإلحاد إلى الإيمان
«يا بنى الصلاة دى للناس الفاضيين» جملة يرددها شيخ فقير مسن يجلس مستندا إلى الجامع دون أن يعير نداء المؤذن اهتماما.. كل تفاصيل الرجل كانت دافعا أثار فضول نادر محمد أحمد نحو هذه النوعية، فقرر أن يكتب عنهم، وكانت النتيجة فيلم «الملحد» الذى أجازته الرقابة للعرض وأشاد به الأزهر وإن طلب من صناعه زيادة مساحة الإلحاد فيه ليعبر بعمق عن الأزمة التى تنتهى بمن يصل إليها إما بانتحار أو إيمان حقيقى.
لم يتصور نادر أن يصادف كل هؤلاء الملحدين فى رحلته لتحقيق الفكرة، يعرف عن الإلحاد أنه ينتشر فى فئات المثقفين والعلماء فقط، لكنه وجده وبكثرة فى المجتمع العربى والمصرى، وهو ما أكده محمد هشام أحد أبطال الفيلم من خلال معايشته للظاهرة واختلاطه بملحدين فى الواقع وعلى صفحات الفيس بوك، يجسد هشام فى الفيلم دور شاب متدين لا ينتمى لأى تيار دينى لكنه ابن لداعية سلفى وأخ لشاب ملحد، هشام شارك أيضاً فى كتابة السيناريو الذى انتهى بإيمان البطل ورجوعه للإسلام «أول حاجة اتكتبت فى الفيلم النهاية»، يرى هشام أن «النهاية ليست مثالية ولكنها أحد الاحتمالين المتوقعين للإلحاد، الانتحار أو الإيمان»، مشيراً إلى أن إيمان بطل الفيلم لم يكن بضغط رقابى لكنها محاكاة واقعية لقصة حقيقية آمن البعض فيها ولم يؤمن الآخرون.
«الأزهر هو اللى طلب مننا زيادة مساحة الإلحاد فى الفيلم» يؤكد هشام أن أحد شيوخ الأزهر طالب بمناقشة الإلحاد بشكل أعمق حتى يتبين الخيط الأبيض من الأسود، ويؤكد أن عدم عرض الفيلم فى عيد الأضحى كما كان محددا له ليس بسبب الرقابة، لكنها أزمة توزيع.
وأكد عبدالستار فتحى رئيس الرقابة على المصنفات الفنية أن سبب تأجيل عرض الفيلم يرجع للمنتج وليس الرقابة، وأضاف: «أنا شخصيا أرى أن الفيلم مش بطال، والرقابة كانت هتوافق عليه حتى لو لم يؤمن بطله فى النهاية، فالمعيار الوحيد هو منطقية الأشياء وطريقة تناولها» وهو ما يراه فتحى متوافرا فى أحداث الفيلم فأسباب الكفر والإيمان مقنعة وبعيدة عن السذاجة.