«الكـلمة» في وجه «البندقية» (ملف خاص)

«الكـلمة» في وجه «البندقية» (ملف خاص)
يصعب اختزال مأساة الشعب الفلسطينى فى كلمات، 75 عاماً من المجازر والنكبات، ومن العدوان الصهيونى على الأرض والوطن، حصار وتجويع وتشريد لسكان المخيمات. ومؤخراً، ومنذ 7 أكتوبر الماضى، تشهد غزة تصعيداً للعدوان الإسرائيلى، جرائم حرب وحشية لا تنتهى، يقف المواطن الفلسطينى أمام المُحتل بلحمه العارى فى مرمى النيران، ليواجه القصف الوحشى والنار والدمار ووابل الرصاص. إنها، باختصار، حرب إبادة يتعرض لها الفلسطينيون، يسقط خلالها الشهداء بأعداد تفوق الحصر.
معاينة الموت، واقع مرير يعايشه الفلسطينى تحت نيران الحصار والتهجير القسرى الممنهج، إذ يستمر الآلاف فى النزوح من شمال القطاع إلى جنوبه، هرباً من القصف، وبحثاً عن مكان آمن، بينما الدموع فى أعينهم، والحزن على وجوههم، حاملين الرايات البيضاء، التى أجبرهم الاحتلال على حملها أثناء النزوح.
ينتهك العدو جميع الأعراف الدولية، يطلق نيران أسلحته الثقيلة على الأطفال والمرضى، يلفق أوهاماً من رواية توراتية مزعومة عن حقه فى الأرض. فى المقابل يقدم الفلسطينى، خلال 75 عاماً، حصته من دمه وأجساد تتفجر لتظل فلسطين باقية بقاء الزمن، فـ«على من يريد البقاء أن يروى قصته جيداً».
عبر أجيال ثلاثة، ومنذ النكبة عام 1948، «هناك من نثر الكلام على سجيته ليعبر فى الحكاية أو يضىء لمن سيأتى بعده أثراً غنائياً»، إذ تولى فريق من أبناء الشعب الفلسطينى سرد مأساة الوطن، فى القصيدة والرواية والقصة، بينما يُحصى فريق آخر «ورد الشهداء»، وهم يرددون أسماء من صعدوا إلى سقف السماء باسمين.
«الوطن» تقدم فى هذا الملف صورة لما قدمه الأدب الفلسطينى للقضية، وسيرة النضال بالكلمة فى وجه البندقية، من أجل حفظ الأرض ومفردات الذاكرة، لبلد شقيق «كانت تُسمى فلسطين.. صارتْ تسمى فلسطين».
شهداء الكلمة