رداً على ذاكرة الذباب والإعلام الكذاب.. ما قدمته مصر لفلسطين في عهد السيسي (1)

أحمد رفعت

أحمد رفعت

كاتب صحفي

لا جديد عند أراجوزات الإخوان والمخابرات إياها.. لا جديد عند إعلام «التخلف العقلى» وبثه المباشر من هذه العاصمة أو تلك.. نفس «العبط» وذات «الخيبة التقيلة» لـ«اللهو الخفى الأول» مع «اللهو الخفى الثانى»! والمحصلة تكون كوميدية، حيث يتحول الأمر إلى «فرجة» وعلى الهواء مباشرة على بث حى لضمائر ميتة بعد أن باعت كل شىء، فتشعر وكأنك تشاهد جبلاية القرود أو أحد عنابر الخطرين بمستشفى المجاذيب!!

ولأصحاب الذاكرات الذبابية ولأهل الذاكرات السمكية نقول فى إنعاش سريع وعاجل:

قبل العدوان على غزة بسنوات انتصرت الإرادة المصرية العربية فى 15 أكتوبر 2016 بتصويت «يونيسكو» لصالح مشروع القرار العربى الذى يؤكد أن المسجد الأقصى وكامل الحرم الشريف «موقع إسلامى مقدّس ومخصّص لعبادة المسلمين»، وفى الثانى من فبراير من العام 2017 لعبت مصر دوراً مهماً فى حماية القدس، وبالتالى المسجد الأقصى الشريف نفسه عندما تكللت الجهود المصرية العربية بصدور قرار من «يونيسكو» باعتبار القدس «مدينة محتلة» وتراثها عالمياً فى حماية الأمم المتحدة، وهو ما تكرر فى السنوات التالية وتحديداً فى 13 أكتوبر 2021، وفى 7 أبريل 2022!

أين كان هؤلاء والمدعو «نتنياهو» يهاجم الدول التى كانت وراء القرارات ويصرخ ويقول «كفرنا باليونيسكو وهرطقاتها»؟! أين كانوا؟! كانوا يتناولون منقوع «الصرم القديمة» فى حانات أوروبا!

والأسئلة لا تنتهى وكلها تذكّر -والذكرى تنفع المؤمنين- بما فعلته مصر خلال السنوات القليلة الماضية التالية على تولى الرئيس السيسى المسئولية.. فمثلاً عندما ذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية فى 10 مايو 2018 أن مصر «رفضت حضور مراسم نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس رغم إرسال الحكومة الإسرائيلية دعوة رسمية لحضور الاحتفال»! ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل بلغ حد معركة كبيرة سبقت الاحتفال المذكور عندما تقدّمت مصر فى 18 ديسمبر 2017 بمشروع قرار لمجلس الأمن الدولى بالأمم المتحدة تحول إلى معركة كبيرة بين سفيرنا الهمام عمرو أبوالعطا، مع المندوبة والسفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة «نيكى هيلى».. «أبوالعطا» طرح مشروع القرار وقدّم له فقال من بين ما قال: «قضية القدس إحدى قضايا الوضع النهائى لتسوية القضية الفلسطينية سلمياً عبر التفاوض بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، وأى محاولة لتغيير الحقائق على الأرض فى القدس تُعد من الإجراءات الأحادية غير القانونية، التى لا يترتب عليها أى أثر قانونى لتعارضها مع القانون الدولى وقرارات الشرعية الدولية»! وردّت «هيلى» وقالت: «بلادى لا تستخدم الفيتو بشكل متكرّر، وهى المرة الأولى التى تستخدم فيها الولايات المتحدة الفيتو منذ أكثر من ست سنوات واستخدمته ضد المشروع المصرى وكان صوتاً وحيداً، حيث وافقت عليه 14 دولة دون حتى الامتناع عن التصويت! وتم إجهاض القرار بالفيتو، لكن كسبت مصر احترام الجميع، وكان ذلك من أجل القدس.. فأين كان هؤلاء من أراجوزات إعلام الإخوان؟!

هل انتهى الأمر عند ذلك؟ لا.. فهذه القدس العربية المدينة المقدّسة أولى القبلتين وثالث الحرمين مسرى الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، ولذلك قادت مصر المجموعة العربية بالأمم المتحدة مع حلفاء الدول الإسلامية مع أصدقاء العالم أعضاء الجمعية العامة بعد رفض مجلس الأمن للقرار المصرى بساعات، حيث صوت أعضاء الجمعية العامة فعلاً ضد «ترامب» وقراره وبأغلبية كبيرة لصالح مشروع قرار يحث الولايات المتحدة على سحب اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل. وجاء التصويت كاسحاً لمصلحة فلسطين والقدس بموافقة 128 دولة عليه، ورفض 9 وامتناع 35 عن التصويت!!

حتى إن السفيرة الأمريكية ذاتها «هيلى» قالت إن رئيسها «ترامب» كلفها بتسجيل أسماء الدول التى صوّتت للقرار!! وبالطبع لمعاقبتها!! ومصر لم تكن من بين الدول التى وافقت على القرار فحسب.. بل هى التى قادته!! فأين كان هؤلاء؟! أين كنتم؟! هل نُكرر عليكم أين كنتم؟!

حتى إن المندوب الإسرائيلى «دانى دانون» هاج وماج وهاجم الدول التى تدعم مشروع القرار ووصفها بأنها مجموعة من «الدُّمى»، مشدّداً على أنه لن يستطيع أى قرار للجمعية العامة «إخراجنا من القدس»! فأين هى العلاقات الطيبة مع العدو، وأين هو «التعاون الوثيق»، وأين هو «المخرج»، الذى ستنقذ به مصر إسرائيل؟! هل عرفتم لمَ نصف برامجهم بأنها نقل مباشر من سراى المجانين الصفراء؟ أو حركة هيسترية لمجموعة من القرود المتعاركة معاً فى جبلايتهم؟!

هؤلاء «الجبلات» من راسبى الثقافة، بُلداء التاريخ، ضعاف الذاكرة التى «لحستها» قنانين الصنف المضروب، منحوهم مساحات للبث المباشر فقدّموها بـ«عبلها» فكان «هبلهم» كوميدياً.. لكن كل ذلك لن ينسينا ما قاله المسئولون الفلسطينيون من «موافقة مرسى على ترحيل الأشقاء إلى مصر»!! هل قرأتم السطر السابق جيداً؟! المسئولون الفلسطينيون!! ليست شائعات إذن ولا تسريبات مجهولة المصدر من هنا وهناك!! لكنه الخجل الذى مات ومات أصحابه.

وللحديث بقية..!