بالشال والخريطة وقوافل المساعدات.. غزة في قلب أصحاب «متلازمة داون»

كتب: جهاد مرسي

بالشال والخريطة وقوافل المساعدات.. غزة في قلب أصحاب «متلازمة داون»

بالشال والخريطة وقوافل المساعدات.. غزة في قلب أصحاب «متلازمة داون»

نظراتهم بريئة وعلى وجوههم تستقر ابتسامة تكشف عن قلوب بيضاء، لا وجود لحقد أو غل بها، لا تستوعب مشاهد الدمار والخراب وقتل الأطفال، وترفض العدوان الوحشي على الأهالي العُزّل، فلم تنل الإعاقة الذهنية من انتمائهم للوطن العربي.

أطفال متلازمة داون يدعمون غزة

عبر كثير من أصحاب «متلازمة داون» عن تعاطفهم ودعمهم لأهالي غزة، وأكدوا إلمامهم بما يحدث حولهم، ولو على قدر استيعابهم، شاركوا في وقفات احتجاجية وحملات لتقديم معونات غذائية وطبية، من بينهم كريم أحمد، الذي روت والدته مدى تأثره بما يحدث لأشقائنا في فلسطين من قتل وتهجير.

«كريم متعود يحتفل بنصر أكتوبر، وزى كل سنة رُحنا البانوراما، وشارك في ورش فنية تابعة لمتحف الفن الإسلامي، ولأن حسه الوطني مرتفع، كان بيدوّر في التليفزيون عن أفلام وأغاني نصر أكتوبر من بعد 7 أكتوبر، وفوجئ بمشاهد القتل والدمار واتأثر بها جدا، وسأل ليه بيحصل في فلسطين كده»، خاصة أن صداقة وطيدة تربطه بفلسطينيين يشاركون سنويا في ملتقى قادرون باختلاف «أولادنا»، واعتاد الغناء معهم «أنا دمى فلسطيني».

المشاركة في تعبئة المنتجات الغذائية ضمن قوافل الإغاثة

تواصل إيمان زكى، والدة «كريم» التعبير عن مدى تأثره بأحداث غزة: «شارك بمشغولاته اليدوية في معرض تراثنا، وكان متأثرا جدا بالأحداث، وقرر يكون له دور في تقديم المعونات لأهالي غزة، وبمجرد دعوته من قبل الهلال الأحمر لتعبئة المعونات المفترض توصيلها لمعبر رفح، ارتدى الشال الفلسطيني، وقعد لفترات طويلة يعبئ الكراتين دون تعب، وكان نفسه يروح رفح مع القوافل».

من وقتها لم يخلع «كريم» الشال الفلسطيني، وظل متلحفا به، يرتديه خلال عمله كموظف في دار الكتب والوثائق القومية، كما ذهب به لفعالية دعته إليها وزيرة التضامن الاجتماعي، وكذلك معرض للملابس والحلى بالتنسيق مع الإعلامية لميس سلامة.

تأثر شديد شعر به أيضا مصطفى نوفل، فبينما كان يتجول بين قنوات التليفزيون لمح مشاهد لم يستوعبها، قتلى وأطفال يتم انتشالهم من تحت الأنقاض وصرخات اهتز لها بدنه الصغير، وتوجه لوالدته يسألها عن سبب ما يحدث لأهالي فلسطين، خاصة أنه يعرف الكثير عنهم من والدته، وسبق أن التقط صورة له بالشال والخريطة الفلسطينية.

لم تفلح محاولات والدته لتهدئته، واضطرت لحجب ما يحدث عنه، على قدر استطاعتها، بعدم مشاهدة القنوات الإخبارية والخوض في حديث عن تطورات الأوضاع، خشية على نفسيته، آملة أن تهدأ الأوضاع قريبا.


مواضيع متعلقة