حكاية «أبو شادي» شهيد قصف غزة.. بائع حلويات الغلابة

كتب: سمر صالح

حكاية «أبو شادي» شهيد قصف غزة.. بائع حلويات الغلابة

حكاية «أبو شادي» شهيد قصف غزة.. بائع حلويات الغلابة

رائحة الحلوى التي كانت تفوح من محل «أبو شادي» الشهير في حي الزيتون جنوبي غزة، لم تعد موجودة الآن، فاحت رائحة الدم منه بعد أنّ ارتقى شهيدا بصحبة عدد من أبناءه وأحفاده الصغار، رفض مغادرة منزله ومحله الذي قاوم مضايقات الاحتلال كثيرا ولكنه لم يصمد أمام القصف العنيف الذي طاله منتصف الأسبوع الماضي.

استشهاد أبو شادي بائع حلوى الغلابة في غزة 

عٌرف العجوز الستيني «مسعود القطاطي» أو «أبو شادي»، بالحلوى الشهية التي يبدع في صناعتها منذ مطلع السبعينات في القرن الماضي، إذ كان يبيع الحلوى بنصف سعرها تقريبًا للمحتاجين والمتعسرين ماديًا لإسعاد الجميع، وقاوم الاحتلال الإسرائيلي كثيرًا حتى استشهد هو وعدد من أبنائه وأحفاده منتصف الأسبوع الماضي: «كان راجل طيب وعمره ما بخل على حد من المحتاجين، الكل كان يجي لعنده ياكل ويتبسط بالحلوى»، هكذا وصف خلدون عيسى، أحد أبناء قطاع غزة، بائع الحلوى الشهيد «أبو شادي» في بداية حديثه لـ«الوطن».

بدأ «أبو شادي» عمله بـ«فرشة» بسيطة متواضعة بجوار منزله عام 1971، ومنها استطاع تعليم أولاده حتى الجامعة، رغم سماحته لم يسلم أبدًا من مضايقات الاحتلال الإسرائيلي، بحسب رواية «خلدون» الجار الغزاوي المجاور لمحل الشهيد «أبو شادي»، مضيفًا أنه خلال الانتفاضة الأولى، منعوه من العمل وحرقوا له عربيته البسيطة، واستطاع شراء واحدة أخرى ليحصل على قوت يومه من أجل أبنائه.

«أبو شادي» بائع حلوى الفقراء في غزة

صاحب أكبر وأشهر محل حلويات في حي الزيتون بغزة، الذي اشتهر بالكنافة النابلسية ذات المذاق الشهي، زادت شعبيته بين أبناء غزة، لعمل الخير الذي حرص عليه طوال سنوات حياته، وبحسب رواية «خلدون» كان يبيع الحلوى بسعر مخفض أو حتى مجانًا لمن لا يملك المال والجميع كان يحبه.

في لقاءات إعلامية سابقة في وسائل إعلام فلسطينية، قال بائع حلوى الغلابة «أبو شادي» إنه يحرص دائمًا على مبدأ «الفقير من حقه يأكل ويستمتع»، ولهذا كان يراعي الظروف الاقتصادية التي يعيشها سكان غزة جميعًا، وكان كلما جاءه أحد الأفراد المتعسرين ماديًا لم يمنعه من أخذ طبق من الحلوى بسعر زهيد أو حتى مجانًا.


مواضيع متعلقة