أحمد الدريني: أحب الصوفية من صغري.. و«قميص تكويه امرأتان» رُشحت لأكثر من جائزة في الداخل والخارج

أحمد الدريني: أحب الصوفية من صغري.. و«قميص تكويه امرأتان» رُشحت لأكثر من جائزة في الداخل والخارج
عبر الكاتب والإعلامى أحمد الدرينى، رئيس قطاع الإنتاج الوثائقى بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، عن سعادته بترشيح مجموعته القصصية «قميص تكويه امرأتان»، إلى القائمة القصيرة لجائزة «سرد» لعام 2023 فى أبوظبى، مشيراً إلى أن العمل ترشح لأكثر من جائزة فى مصر وخارجها.
وكشف «الدرينى» فى حواره لـ«الوطن» عن أجواء كتابة المجموعة، وموقفه من فكرة النقد، مؤكداً أن القارئ يقوم بدور نقدى من نوع مغاير، وتطرق خلال الحوار إلى المتغيرات الطارئة على مجال الأدب وصناعة النشر.
كيف ترى خبر ترشح «قميص تكويه امرأتان» لجائزة «سرد» فى القصة القصيرة لعام 2023 بأبو ظبى؟
- «قميص تكويه امرأتان» ترشحت عدة مرات للجوائز، بينها جائزة الملتقى العربى بالكويت للقصة القصيرة فى 2020، وجائزة ساويرس للآداب، ومؤخراً وصلت المجموعة إلى القائمة القصيرة لجائزة «سرد» فى القصة القصيرة لعام 2023 بمركز أبوظبى.
وأرى أن تنوع الترشيحات فى أكثر من دولة بأكثر من لجنة تحكيم، هو نوع من أنواع الإجازة والاعتراف بجودة العمل بعد الاعتراف الأول من قبل القارئ الذى يعد هو المجيز الأول، وفى المرحلة الثانية يأتى رأى لجان التحكيم، وعندما تتنوع لجان التحكيم من مؤسسة لأخرى ومن عاصمة لأخرى، يشعرنى الأمر بالسعادة.
فى كتابتك نوع من التكثيف والثراء.. فما أبرز الروافد التى تتلقى منها ثقافتك؟
- أنا محب للصوفية منذ الصغر، وللتراث العربى والإسلامى بوجه عام.
حدثنا عن أجواء كتابة المجموعة القصصية؟
- أفضل وقت أستطيع الكتابة فيه هو شهر رمضان، وأغلب المجموعة كتبتها خلال الشهر الفضيل، لأنه أفضل وقت بالنسبة لى فى الكتابة، فرمضان له إيقاع ثابت ومحدد ومنظم بطبيعته لأغلب الناس، وبالتالى يضع الجميع تحت طائلة المواعيد المحددة، وبالتالى يمكن للفرد تحديد وقت لنفسه كهدنة يمكن استغلالها فى الكتابة خلال هذا الشهر، بخلاف باقى الأوقات العادية من السنة.
كيف ترى العلاقة بين الصحافة والأدب؟
- رشاقة اللغة أبرز ما يمكن أن يستعيره الأديب من الصحافة، إلى جانب تدرب الكاتب على التنسيق السليم للمحتوى المكتوب، وتقديم المضمون من أقصر الطرق، وبأقل عدد كلمات، وبشكل متوازن، ودقيق ومنضبط، وتعلم الكاتب الاعتماد على الخطة، من أين يبدأ وإلى أين ينتهى، فضلاً عن اختيار الأدوات والعناصر الملائمة للنص والموضوع.
والأديب بإمكانه الاطلاع على العديد من الصور والأحداث والأخبار المغلوطة فى المجتمع، وغيرها من الظواهر المتنوعة من السلوك الإنسانى، ومختلف الكواليس من خلال عمله فى الصحافة والاستفادة من تلك الصور وتوظيفها لاحقاً باعتبارها ظواهر تمثل رافداً من روافد الإبداع، لأن الأديب الحقيقى يمتص كل ما حوله ويعيد إنتاجه بشكل مبتكر فى أعماله، والكاتب مجرد ناقل لما يدور فى الحياة، لكنه يعيش واقعاً معقداً مليئاً بالاشتباكات، والأدب هو موقف ذوقى وموقف إبداعى ومعرفى من الحياة ومن الأحداث.
إلى أى درجة تستفيد الصحافة من الأديب حالياً؟
- الأديب يفيد الصحافة، والأدب يمنحه الشخصية المنضبطة فى الكتابة وبالتالى يميزه لدى القارئ باللغة المنضبطة التى تتسم بالنفس الإبداعى، ويضطلع الأديب بمهام من شأنها إفادة الصحيفة التى يعمل بها فى كتابة المقالات والموضوعات الصحفية والعناوين المتميزة للملفات والمواد الصحفية ليضع الأديب لمساته المعتمدة على الموهبة الأدبية بالأساس.
خطورة السوشيال ميديا على الكاتب تتلخص فى خضوعه لتفاعل القراء
وما شكل العلاقة بين الأديب والسوشيال ميديا؟
- انتشار السوشيال ميديا لا يوجد له تأثير بصورة أحادية وواضحة ومحددة، لكن أخطر تأثير للسوشيال ميديا يتمثل فى وقوع الكاتب فى فخ الكتابة على مقاس الجماهير «ما يطلبه المستمعون أو رواد مواقع التواصل الاجتماعى»، أو القراء، ويبتعد عن ندائه الذاتى، وبالتالى يبتعد عن مشروعه الإبداعى الشخصى، لأنه متخوف من انتقاد الكتل الجماهيرية على السوشيال ميديا، لأن هناك كتلاً ومجموعات منظمة لديها القدرة على رفع كتاب إلى السماء أو العكس، وبالتالى تروّج للكتاب أو تقلص فرصه، ومن مخاطر هذه المواقع أيضاً أنها من الممكن أن تعكس انطباعاً زائفاً عن الكاتب نفسه أو عن الآخرين.
كيف يحمى الكاتب نفسه؟
- لا توجد وصفة مثالية لأنها تختلف تبعاً لكل كاتب، وفى المقام الأول هناك شخص صلب لا يفرط فيما يراه، وهناك آخر حيث مالت الريح يميل.
ما شكل العلاقة الحالية بين النقد وشباب الكتاب؟
- فى السنوات السابقة كان هناك قانون حاكم للعلاقة بين أطراف العملية الإبداعية، وكانت هناك ندرة ومحدودية للنقاد وقانون حاكم للعلاقة، فكانت دوائر الكتابة وكذلك دوائر النقد معروفة لبعضها البعض.
كما كان يتاح النقد الأدبى فى الإصدارات الصحفية ضمن أقسام الثقافة وحالياً لا توجد أقسام للثقافة أصلاً، ولا صحافة ثقافية بالمعنى المستقر من قبل، لكن الآن لم تعد مصطلحات البنية الروائية والتدفق السردى موجودة، وبعد تغير الزمن بأدواته، ظهر ناقد جديد يتمثل فى القراء، ومنهم المدرك لمعنى الأدب ومنهم غير المدرك، والحال تبدلت قواعده.
والقارئ يكتب رأيه على «جود ريدز» ببساطة، وحالياً يكتب الكثيرون ويبدى القراء آراءهم، ببساطة، أى إن السلطة لأدوات أخرى فى القياس، أى إن الصيغة الكلاسيكية للنقد التى استقرت عليها طوال العقود الماضية لم تعد موجودة.
وما رأيك فى جملة «الأكثر مبيعاً»؟
- المصطلح اختراع دعائى من بعض جهات النشر وهو مرتبط بالجانب التسويقى فى تلك الصناعة، لكن أحياناً يُساء استخدامه من بعض دور النشر، لأن هناك كتباً جيدة لا نجدها فى «البيست سيللر»، وأحياناً تضع بعض المكتبات قائمة الأكثر مبيعاً من أجل الترويج لها.
ولا توجد معايير معينة وليست الجودة ضرورة، وربما يكون موضوع الكتاب يهم شريحة أكبر من القراء، وخاصة أدب الرعب وكتب التنمية البشرية، أو اسم المؤلف وخاصة المؤلفين الذين حظوا بشعبية عالية لأى سبب من قبل دخول مجال الكتابة نفسه.
ما رأيك فيما يُثار من آن لآخر عن ضرورة الخروج من عباءة نجيب محفوظ فى الكتابة؟
- نجيب محفوظ صاحب إنتاج غزير جداً وإبداع هائل ومتميز فى فن الرواية، لكن فيما يخص القصة القصيرة نجد يوسف إدريس هو الأبرع، وأنا معجب به حد الوله، وأرى أنه مُذهل، ولدى إنجذاب لفن القصة القصيرة خصوصاً وكل كاتب ينجذب لما يشبهه، والقالب ليس هو المحك الأكبر.
وما مشروعاتك المستقبلية؟
- أعمل حالياً على كتاب وعمل أدبى آخر، رواية جديدة.