«حياة كريمة» في مهمة إنسانية
على مدى شهر كامل من الحرب الإسرائيلية على غزة كانت مصر قيادة وحكومة وشعباً من أوائل الدول الساعية لوقف إطلاق النار حقناً لدماء الفلسطينيين، ودعا الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى عقد مؤتمر القاهرة للسلام الذى حضره حشد كبير من رؤساء وقادة الدول والحكومات وأصدرت مصر بيانها الحاسم والحازم بضرورة وقف إطلاق النار ورفضها القاطع بتصفية القضية الفلسطينية على حساب مصر وأفشلت مخطط «صفقة القرن».
هذا على المسار السياسى، أما عن المسار الإنسانى فحدّث ولا حرج، فقد كانت مصر من أولى الدول الداعية إلى إدخال المساعدات الإنسانية إلى أهالى غزة بتكليف من الرئيس عبدالفتاح السيسى بتدخل عاجل وإرسال مساعدات إنسانية إلى المحاصرين دون طعام ولا شراب ولا دواء.
وسارعت مصر بإرسال حافلات الإغاثة الإنسانية إلى معبر رفح فى انتظار فتح المعبر من الناحية الفلسطينية بعد أن تعرض للقصف من الطائرات الإسرائيلية وظلت ١٦٦ شاحنة تحمل المساعدات الإنسانية حتى تم السماح بدخولها.
وقد كان لمبادرة «حياة كريمة» دور كبير فى المساهمة بالقدر الأكبر من المساهمات الإنسانية إلى جانب عدد كبير من الجمعيات الأهلية المصرية.
وضمت قوافل المساعدات الإنسانية لغزة 20 طن مواد غذائية، و12 ألف طن ملابس، 80 خيمة كبيرة لأهالى غزة، و70 ألف قطعة ملابس وعشرات الأطنان من الأدوية والمستلزمات الطبية.
عقب تكليف الرئيس دشنت «حياة كريمة» مبادرة «مسافة السكة» وأطلقت مبادرة جديدة لدعم الأشقاء فى فلسطين بمشاركة طلاب المدارس والجامعات.
كما أطلقت مبادرة جديدة تحت شعار «من إنسان لإنسان» لدعم أهالى فلسطين وتجهيز المزيد من المواد الإغاثية والمساعدات الموجهة لقطاع غزة؛ تعزيزاً لدورها فى كافة أنشطتها التنموية المحلية منها والدولية، حيث ترتكز المرحلة الأولى من المبادرة على مشاركة الأطفال فى تجهيز المساعدات الموجهة لفلسطين، وتأتى تحت شعار «من طفل لطفل» بهدف رفع التوعية لدى الأطفال والنشء حول أهمية القضية الفلسطينية ودور مصر القيادى فى دعمها على مر التاريخ.
كما استقبلت مؤسسة حياة كريمة طلاب المدارس بكافة أنواعها الحكومية والخاصة والدولية بشكل يومى فى مقرها الرئيسى لمشاركة الطلاب فى عمليات التجهيز مع متطوعى المؤسسة.
وتقوم المبادرة بمخاطبة مختلف المراحل العمرية والتركيز على الجوانب الإنسانية ثقافياً ومادياً ومعنوياً بالإضافة إلى تركيز المبادرة على التوعية الثقافية من خلال سردية «الحكاية»، والتى تعتمد على قوة الكلمة والتجربة الفعلية والحياة على أرض الواقع للفئات العمرية المختلفة للطلاب والتلاميذ والشباب بهدف إعلاء معانى المشاركة والتطوع، والمساهمة فى دعم القضية الفلسطينية.
وتضمن برنامج «من طفل لطفل» لقاء مع إدارة مؤسسة «حياة كريمة»، وعمل جولة تعريفية بقطاعات المؤسسة والتعرف على مشروعاتها وأدوارها فى المجتمع المصرى والدولى، والتعرف على كيفية نشأة مؤسسة حياة كريمة الشبابية ودعم القيادة المصرية لها، والتعريف بالقضية الفلسطينية وأهمية المساعدات الموجهة لها، كما شارك الطلاب فى عملية تعبئة المساعدات الغذائية المرسلة لفلسطين.
جاء هذا إيماناً من مؤسسة حياة كريمة بضرورة توجيه كافة أوجه الدعم للقضية الفلسطينية بشتى الطرق الممكنة، وبمشاركة جميع فئات المجتمع المصرى، وخاصة طلاب المدارس والجامعات، وذلك انطلاقاً من دورها التنموى والمجتمعى ومن أجل إعلاء قيم المشاركة والتطوع بين الشباب، كما انطلقت منذ ساعات القافلة الثانية لحياة كريمة لدعم أهالى فلسطين فى قطاع غزة، وتضم 15 شاحنة من المواد الغذائية والمياه والمستلزمات الطبية اللازمة.