«مركبة فضاء في أوضة».. مشروع ولا في الأحلام

كتب: داليا منير ومريم حنفى

«مركبة فضاء في أوضة».. مشروع ولا في الأحلام

«مركبة فضاء في أوضة».. مشروع ولا في الأحلام

الطبيعة هى مادة بكر للإبداع، ولـ«مهد الحضارات» مكانة خاصة بسبب زخمها الثقافى، الذى جعل من سيناء معرضاً مفتوحاً على كل الثقافات التى مرَّت من هناك، دون أن تفقد هويتها بل تعمل على إثرائها دوماً، واستغلت المرأة السيناوية الطبيعة حولها فى النسيج والملابس والطعام، فصنعت ما لا عين أجنبية رأته، وتغزل ما لا سيدة قاهرية ارتدته.

ولأن «نسمة فتحى»، ابنة تلك البيئة المُبدعة، حرصت على تجميع السيدات أصحاب المشغولات السيناوية فى مشروع خاص، لدعمها وتسويق أعمالها، وتروى: «المرأة السيناوية مُبدعة فى المشغولات اليدوية، ولو وجدت الدعم فستطلق ماركة عالمية، فهى تنتج المشغولات من الطبيعة حيث الأحجار والقواقع البحرية».

تصمم «نسمة» الحلى والأباجورات والأنتيكات بالخرز بجودة عالية، بجانب أعمال الكروشيه والتطريز: «بنشتغل بالطلب، وعاوزين معرض لمشغولاتنا اليدوية».

فؤادة سماحة، رئيس جمعية تنمية المرأة السيناوية ببئر العبد بمحافظة شمال سيناء، تحرص أيضاً من خلال جمعيتها على دعم المرأة المعيلة فى سيناء، عبر تدريب السيدات، وتوفير فرص عمل لهن، وتسعى أيضاً لتدريب المرأة المعيلة وجعلها «سيدة منتجة»: «الشغل والصناعة هى الحاجة الوحيدة اللى هترفع شأن بلدنا».

ومن أجل ذلك، تحرص «فؤادة» على المشاركة كل عام فى معرض تراثنا للحرف اليدوية، لترويج منتجات السيدات التابعات لها: «المشاركة فى المعارض الرسمية للدولة فرصة لنقل تراث سيناء إلى باقى الجمهور اللى بيسأل دايماً عن تفاصيل المنتجات السيناوية».

لا تلهم تلك المشاريع السيدات فقط، بل للرجال نصيب من تراثهم والحفاظ عليه، ومن بينهم رضوان أحمد، ابن محافظة جنوب سيناء، والذى عاش حياته مفتوناً برونق وبهاء ذلك التراث، فكان مشروعه قائماً على تصنيع الملابس التراثية، ومن أجل تحقيق هدفه استعان بخبرة السيدات السيناويات لحياكة وتطريز الأثواب التراثية بأناملهن، ليعينه على ذلك خمسة عمال و20 أسرة، وبعدما بات مشروعه بمثابة نموذج حى لتأصيل التراث السيناوى، كان جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر شريك نجاح وداعماً أساسياً له، عن طريق إشراكه بالمعارض التى يقيمها الجهاز بصفة مستمرة، ويأتى على رأسها معرض تراثنا.

وتستفيد زهرة مجدى كذلك من مسقط رأسها، ودشنت مشروع تجفيف الفواكه الطبيعية بسانت كاترين، وتؤمن بأن المرأة السيناوية قادرة على منافسة الماركات العالمية: «تقدر تبدع أكتر وتبقى أكثر إنتاجاً إذا وجدت الدعم بالمعارض والتسويق فى الخارج»، وتعتمد «زهرة» على نفسها فى إقامة مشروعها «تجفيف الفواكه الطبيعية»، وتعتمد فى تسويقها على السياحة القادمة لسانت كاترين.

ثلاثون عاماً قضاها عادل نادى ينقش الفضة ويصقلها بمهارة وصبر ليصمم بها حلياً مصنوعة بأيادٍ امتزج من خلالها التراث السيناوى بالإسلامى والفرعونى، مُشكِّلاً لوحة فنية فريدة تحمل فى طياتها قصة كفاح ونجاح، ونجح «عادل» فى توظيف خبرته وهوايته لخدمة مشروعه القائم على تصنيع الإكسسوارات الفضية، التى يتهافت عليها السياح، وما زال يمتلك فى جعبته تصاميم عدة يريدها أن ترى النور، يعينه جهاز تنمية المشروعات على تنفيذها من خلال التمويل والتسويق لها.

ولأن التسويق هو أول ما يشغل المرأة السيناوية ليرى العالم إبداعها، أكد اللواء خالد فودة، محافظ جنوب سيناء، أنه يجرى توفير معارض لتسويق هذه المنتجات دعماً من المحافظة، وتشجيعاً لإحياء الحرف اليدوية، بجانب إقامة أماكن مخصصة لهذه الحرف على هامش المؤتمرات الكبرى التى تقام على أرض مدينة شرم الشيخ، كما يجرى تدريب وتأهيل السيدات على هذه الحرف، من خلال إقامة دورات تدريبية داخل القرى والتجمعات البدوية، بجانب دورها المهم فى دعم القطاع السياحى، من خلال توفير الهدايا التذكارية، التى يحرص السائحون على اقتنائها خلال زيارتهم لمنتجعات جنوب سيناء السياحية.

جهاز تنمية المشروعات، هو كلمة السر فى تنفيذ كثير من الأحلام، بمساهمته فى خلق فرص عمل للنساء، بحسب تصريحات باسل رحمى، الرئيس التنفيذى للجهاز، من خلال تحسين قدراتهن وتنمية التجمعات المنتجة، بالتعاون مع الوكالة الإسبانية للتعاون الدولى، وذلك فى 6 محافظات، والمساهمة فى تطوير قدرات السيدات والفتيات المنتجات، وإمدادهن بالمهارات الأساسية، ليتمكنّ من إقامة مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر، أو تطوير مشروعاتهن القائمة، ومن بين هذه المحافظات شمال وجنوب سيناء، ودرّب الجهاز المئات من السيدات، بجانب عدد من الجمعيات الأهلية، لبناء قدراتهن، وتأهيلهن لتقديم خدمة أفضل للسيدات فى هذه المناطق.


مواضيع متعلقة