سيناء.. أيقونة مصرية تزهو بمظاهر التطوير والتنمية

لينا مظلوم

لينا مظلوم

كاتب صحفي

هذه الأرض الطاهرة غالية.. سيناء التى ارتوت بدماء أغلى الرجال وصمدت شاهدة على بطولاتهم وتضحيات أبنائها الشرفاء. سيناء لم تكن بعيدة عن أحداث وتحولات عاشتها مصر منذ 2011. بالتالى شكلت أهم محاور اهتمام الدولة الجديدة فى التنمية منذ 2014. سيناء عاشت أياماً قاسية فى معركة الحرب على الإرهاب.. انتصرت سيناء بتضحيات الجيش المصرى وأبنائها لتنعم بالاستقرار والأمن بعد معاناة طويلة. الرئيس عبدالفتاح السيسى بادر إلى تكليف الحكومة بوضع خطط مدروسة لتنفيذ مختلف مشاريع التنمية والتعمير من البنية التحتية، وإنشاء المدارس، ومدن سكنية، وتوفير التسهيلات للاستثمار فى كل المجالات ما خلق آلاف فرص عمل لأبنائها.

على مدى عقود ماضية اعترى أبناء سيناء إحساس البعد عن اهتمام وطنهم وهم أصحاب تاريخ حافل بالمواقف الوطنية التى رسخت الاعتزاز والانتماء إلى مصر رغم كل الدسائس والمؤامرات التى حاكتها أطراف ودول فى محاولات خائبة لتحويل ولائهم. فى المقابل فور تحقيق الجيش النصر على التنظيمات التكفيرية التى دنست أرض سيناء الغالية خلال عام حكم جماعة «البنا» المحظورة، كانت الحكمة تقتضى المبادرة فوراً فى تنفيذ تعليمات الرئيس عبدالفتاح السيسى وبدء خطط تنمية وإعمار تشمل كل سيناء وربط مدنها بالعاصمة وكافة مدن مصر عبر شبكة متكاملة من طرق المواصلات، فالشىء الوحيد الذى يضمن أمن واستقرار وحماية أى مكان هو التنمية حتى لا يتجرأ الواهمون على التفكير أن تكون هذه الأرض مطمعاً لهم. سيناء شهدت نقلة فى مجال التصنيع والتعليم نقلت كل مظاهر الحياة فيها من صورة زائفة يحاول بعض الواهمين تصديرها عن سيناء كونها مجرد أرض صحراوية إلى مدن حديثة توافرت لها كل الخدمات - حقيقة أكدتها شهادات جميع أبناء سيناء على إيقاع العمل الدائر هناك - وعاد خير أرض سيناء إلى أبنائها. على سبيل المثال لا الحصر فى مشاريع استصلاح الأراضى تم إنشاء 13 تجمعاً زراعياً فى شمال سيناء ليتم البدء فى إضافة 15 تجمعاً زراعياً إلى المشروع. خطة التنمية الاقتصادية تضمنت إنشاء أربع مناطق هى منطقة الصناعات الثقيلة فى وسط سيناء، ومنطقة الصناعات الحرفية فى العريش، ومنطقة الصناعات المتعددة فى بئر العبد، ومنطقة الصناعات الغذائية فى رفح. كما تم رصد لعام واحد فقط 2023-2024 ميزانية تتجاوز 5 مليارات جنيه لتنمية محافظة جنوب سيناء.

كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى أثناء تفقده فى شهر فبراير الماضى اصطفاف المعدات المشاركة فى تنمية وإعمار سيناء أن نجاح أجهزة الدولة المختلفة فى القضاء على الإرهاب أتاح للدولة قدرة تنفيذ خطة التنمية الشاملة لسيناء. الخصوصية الجغرافية لموقع سيناء الاستراتيجى تستدعى أهمية عدم تعريض هذه البقعة الغالية للفراغ الأمنى والتنموى خصوصاً أنها تحظى بمكانة خاصة عند كل فرد فى الشارع.. هى قطعة من قلب مصر -ولمن يريد أن يعى ويعرف هى ليست مجمعاً سكنياً معروضاً للإيجار!- تعويض سيناء عن تأخير عملية التنمية لعشرات السنين حدث مقابله إيقاع عمل سريع فى هذا الملف عبر العشر سنوات الماضية.. عبر عنه تقدير وسعادة أهالى سيناء بعد معايشتهم التطور الذى شكّل نقلة حضارية شملت كل مظاهر الحياة.

ملف التطوير شمل القطاع الصحى أيضاً، إذ تستمر خطط العمل على استكمال المراحل القادمة من تطوير مستشفى العريش العام ليصبح صرحاً طبياً متكامل الخدمات، بالإضافة إلى تخصيص مبلغ مليار جنيه لتطبيق منظومة التأمين الصحى التى ستشمل كل مدن سيناء. رئيس الوزراء مصطفى مدبولى أعلن أمس من سيناء إطلاق المرحلة الثانية من خطة تنمية سيناء، حيث تم رصد مبلغ 363 مليار جنيه لاستكمال مشاريع التنمية المختلفة خلال الخمسة أعوام القادمة.

أخيراً.. الخطة الشاملة لاستراتيجية تعمير سيناء وإقامة مشروعات كبيرة فيها هى الضامن الأساسى لحماية سيناء من أوهام الطامعين فيها.