تنمية سيناء.. التحدي الأكبر
«يد تبنى وتعمر.. ويد تحارب الإرهاب»
كانت هذه الاستراتيجية التى نفذها الرئيس عبدالفتاح السيسى لتعمير سيناء وتخليصها من الإرهاب فور أن تقلد المسئولية عام ٢٠١٣ إيماناً منه أن تنمية سيناء وزرعها بالبشر والمصانع والمزارع هى الضمانة الحقيقية لحمايتها من الإرهاب ومن أى أطماع أخرى بعد أن ارتوت رمالها بدماء أبنائها الذين خاضوا حروباً ضارية لتحريرها من الاحتلال حتى غادرها آخر جندى إسرائيلى فى ٢٥ أبريل من عام ١٩٨٢.
الرئيس السيسى وضع تنمية سيناء فى مقدمة اهتماماته مؤكداً أن أرض سيناء الطيبة هى بوابة مصر الشرقية وبُعدها الاستراتيجى لحماية الأمن القومى للبلاد.
الرئيس وجّه الحكومة بأن يكون تعمير سيناء وتنميتها على قائمة أولويات الدولة نحو جمهورية جديدة شعارها تنمية اقتصادية شاملة ومُستدامة، تستهدف تحقيق الاستقرار للمصريين كافة ولأهالى سيناء الطيبة بشكل خاص.. أراد القضاء على مظاهر العشوائية وزيادة فرص العمل والتشغيل وإقامة مجتمعات تنموية متكاملة لضمان حماية سيناء من أى مظاهر لعودة الإرهاب مرة أخرى باعتباره المعوق الرئيسى للتنمية.
وخلال الشهور الماضية رأينا كيف كانت سيناء مقصداً لرئيس الوزراء وكافة الوزراء ورجال المال والأعمال والمستثمرين العرب والأجانب لبدء التنمية الحقيقية لسيناء لما تمتلكه من ثروات تعدينية وسياحية وترفيهية.
عقد الرئيس العديد من الاجتماعات مع كبار المسئولين من أجل تنفيذ المخطط العام للتنمية الشاملة بسيناء، بما فى ذلك مشروعات استصلاح الأراضى، الهادفة إلى زيادة رقعة الأراضى الزراعية وتعظيم المساحة العمرانية والإنتاجية والمناطق الصناعية واللوجيستية وتطوير الخدمات من مياه شرب وصرف صحى وطرق وقد يندهش البعض إذا علم أن الدولة المصرية أنفقت خلال العشر سنوات الماضية ما يزيد على ٧٥٠ مليار جنيه على مشروعات التنمية بسيناء وهى أرقام ومشروعات يجب أن يقف أمامها الجميع بكل تقدير واحترام واعتزاز فالقيادة السياسية تبنت استراتيجية قومية لتعظيم استخدام الموارد الطبيعية الموجودة على هذه الأرض تحقيقاً للتنمية من خلال تهيئة البنية التحتية اللازمة والبيئة المناسبة لتحقيق التنمية المستهدفة.
نعم سيناء تستحق التنمية الشاملة بعد أن طواها الإهمال والنسيان عقوداً طويلة.. إنها أمل ومستقبل مصر ولن ينسى المصريون أن سيناء ظلَّت سنوات طويلة بؤرة مُلتهبة، بعد أن استوطنتها العديد من التنظيمات الإرهابية، من القاعدة إلى داعش، مروراً بولاية سيناء وأنصار بيت المقدس وجند الإسلام وولاية سيناء وحسم وكتائب الفرقان وأخواتهم الذين عاثوا فى تلك الأرض الطيبة فساداً.
وبعد معارك كبيرة نجحت قواتنا المسلحة الباسلة والشرطة خلال معركة استمرت عدة سنوات فى تطهيرها من الإرهاب والقضاء على كافة التنظيمات الإرهابية التى نمت وترعرعت خلال السنة الكبيسة التى حكمت فيها جماعة الإخوان مصر لدرجة أن داعش وأخواتها خططوا لإعلانها إمارة إسلامية تابعة لهم.
أتمنى ألا ينسى أحد أن مصر دفعت الثمن غالياً فى معركتها ضد الإرهاب بسيناء من دماء خِيرة شبابها من رجال الجيش والشرطة حيث سقط أكثر من ٤ آلاف شهيد، وأكثر من ٩ آلاف مُصاب، وبلغت قيمة الفاتورة المالية لمكافحة الإرهاب بسيناء حوالى ٣٨٥ مليار جنيه.. أيضاً لم تخلُ قوائم شهداء الحرب على الإرهاب من أبناء سيناء؛ حيث سقط بعضهم أثناء أداء واجبهم فى الحرب على الإرهاب جنباً إلى جنب مع رجال الجيش والشرطة كما كانوا دوماً فى كل الحروب التى خاضتها مصر من أجل تحرير الأرض.
وأتمنى أن يعلم الجميع أن وطنيَّة أبناء سيناء يُسجِّلها التاريخ بحروف من نور؛ حيث شاركوا فى كل الحروب التى خاضتها مصر وحرب الاستنزاف، وكان لهم دور وطنى كبير، ولن ينسى المصريون موقف قبائل سيناء ومشايخها فى مؤتمر الحسنة، عام ١٩٦٨، عقب النكسة، عندما وجَّهوا صفعة مدوية لـ«موشى ديان»، الذى خطَّط لعزل سيناء عن مصر، وأعد لمؤتمر صحفى عالمى دعا له وسائل الإعلام العالمية لإعلان رغبة أهالى سيناء فى الانفصال، وهو ما يعنى سقوط حق القاهرة فى المُطالبة باستعادة الأراضى المصرية المحتلة.. قام مشايخ القبائل بالتنسيق سراً مع جهاز المخابرات، وابتلع «ديان» الطعم، وفُوجئ أثناء المؤتمر الصحفى بقبائل سيناء تُعلن على لسان المتحدِّث باسمها، الشيخ سالم الهرش، بأن سيناء قطعة من مصر لا يُمكن التفريط فى شبر من أراضيها، وأن بدو سيناء مصريون وطنيون، يرفضون التدويل، ولا يرضون بديلاً عن مصر، وأن إسرائيل ما هى إلا دولة مُحتلة.
والشىء بالشىء يُذكر فإن أبناء سيناء يشاركون حالياً فى معركة البناء والتنمية مثلما كانوا فى الصفوف الأولى لدَحر الإرهاب.