عن عملية زرع سيناء.. بالبشر!

أحمد رفعت

أحمد رفعت

كاتب صحفي

نرصد - ويرصد الأسوياء والمنصفون فى كل مكان - بكل فخر التنمية غير المسبوقة التى تجرى فى كل أنحاء سيناء.. أرضنا المقدسة التى أُهملت طويلاً رغم استعادتها بالدم والنار من أعداء مصر.. وباتت تنميتها أحد أحلامنا المؤجَّلة حتى تحقق الحلم الكبير منذ ٢٠١٤ إلى اليوم.

انطلقت التنمية بها فى كل مكان.. فوق كل شبر من أرضها الطاهرة وكأنها تقدم تعظيم سلامها وتحيتها لكل نقطة دم روت رمالها.. لم يُستثنَ مجال واحد إلا وانطلق العمل فيه بطاقته القصوى.. من النقل إلى الكهرباء.. ومن الإسكان إلى الصناعة.. ومن المطارات إلى الموانئ.

ويحتاج تفصيل ذلك إلى جهد كبير لإبرازه حتى لو بخطوط عامة.. فالنقل مثلاً يبدأ من الإنفاق إلى الطرق وصولاً إلى الموانئ والمطارات والطرق دولية ومحلية، والموانئ جافة وبحرية، والإسكان مبانى ومياه شرب وصرفاً صحياً وهيئات ومؤسسات ومرافق حكومية، والمطارات إنشاء وتجديداً، والكهرباء توصيلاً ومحولات ومحطات تغذية وتوزيعاً، والتوصيل مدناً وقرى ومرافق ومصانع، وهكذا!

أما التفاصيل فتقول:

الجميع يعرف أن عدد أنفاق قناة السويس خمسة، اثنان بالإسماعيلية، ثم نفقا بورسعيد، بجانب نفق الشهيد أحمد حمدى بالسويس، لكن لا يعرف الكثيرون بنفس القدر أنه يوجد الآن وفى خلال سنوات قليلة ٢٠ نقطة عبور تنقسم إلى 3 قطاعات رئيسية، أولها ببورسعيد: معدية بورسعيد والرسوة وشرق التفريعة ونقطة عبور كوبرى النصر العائم وأنفاق 3 يوليو.

وثانيها بمحافظة الإسماعيلية وهو القطاع الأوسط وبه وحده 10 نقاط عبور هى عبور معديات مثل القنطرة والفردان ونمرة 6 وسرابيوم وكوبرى السلام، و3 نقاط كبارى عائمة مثل كوبرى الشهيد أبانوب جرجس وكوبرى الشهيد أحمد منسى وكوبرى الشهيد طه زكى مع طبعاً أنفاق «تحيا مصر».. ثم القطاع الجنوبى بمحافظة السويس، ويضم معدية الشط وكوبرى الشهيد شبراوى.. وأنفاق الشهيد أحمد حمدى!

وهو إنجاز أسطورى.. فحتى بداية العام الحالى تم فى سيناء، من خلال هيئة التعمير فقط، 129 مشروعاً للطرق، بإجمالى أطوال 1034كم، أغلبها بشكل نهائى، وجارٍ تنفيذ تسليم الـ160 كم تجاوزت تكلفتها الـ8.5 مليار جنيه، بجانب تنفيذ 32 مشروعاً بمحور التنمية المتكاملة لأهالى سيناء باستثمارات ستتجاوز 720 مليون جنيه! لأنها تقررت وفق حسابات تكلفة قديمة لخطط سابقة!

من المقرر أن تؤدى هذه الطرق الجديدة إلى تنشيط حركة انتقال الأفراد والسلع، خاصة مع وجود حركة بناء وإسكان كبيرة، منها - مثلاً - تلك التجمعات البدوية، حيث تم الانتهاء من إنشاء 22 تجمعاً تنموياً جديداً بشمال وجنوب سيناء، منها 18 تجمعاً سكنياً بشمال سيناء و4 بالجنوب، وجارٍ تنفيذ المرحلة الثانية لـ17 تجمعاً آخر، مع زيادة المنازل البدوية بإنشاء 1000 منزل جديد لاستيعاب الأسر التى حجزت بالمشروع!

والمشروعات المفصلية التى ستغير وجه سيناء والمنطقة بكاملها هى الموانئ والمطارات، ولولاها لكان وصول المساعدات من كافة دول العالم صعباً للغاية.. وهذه المشروعات تستحق التوقف كما تستحق التأمل، حيث تجديد وإنشاء خمسة مطارات هى الطور وطابا والبردويل وسانت كاترين وشرم الشيخ، ومعها فى الوقت نفسه خمسة موانئ هى شرق بورسعيد البحرى ونويبع البحرى والعريش البحرى، كذلك طابا البرى والقنطرة شرق البرى، بإجمالى تكلفة وفق الأسعار القديمة 44 مليار جنيه!! وهى تكلفة تتحدث عن نفسها فيما يجرى فى سيناء وفيما يضاف لمصر عموماً!

وهكذا يتحقق الحلم الكبير المؤجَّل ليتحول إلى حقيقة على الأرض فى سبيل تحقيق المرجو من ذلك كله، وهو زرع سيناء بالبشر، ليتم تأمينها تماماً ونهائياً.. وسيحدث!