صحفي في غزة يروي كواليس ما قبل عودة الاتصالات: «الحياة وقفت تماما»

صحفي في غزة يروي كواليس ما قبل عودة الاتصالات: «الحياة وقفت تماما»
حطام يملأ الشوارع وظلام دامس لا يكسره شعاع ضوء واحد، رائحة الموت تزكم الأنوف، وقصف دائم في حرب هي «الأصعب» في تاريخ القطاع زادت قتامة المشهد حين اتخذت هجمات جيش الاحتلال الإسرائيلي، منحنى تصاعديًا حتى وصلت مساء الجمعة إلى قطع الإنترنت والاتصال بشكل كامل عن القطاع المحاصر، وقصفه بطريقة هي الأعنف من الجو والبر، حتى عادت الحياة تدريجيا صباح يوم الأحد.
«الوضع كتير صعب، كنا معزولين عن العالم، الاتصالات رجعت بشكل جزئي اليوم الفجر والإنترنت سيء جدًا ورجع بشكل جزئي ضعيف»، بلهجة فلسطينية بدأ المصور الصحفي ناصر العريني، حديثه لـ«الوطن»، واصفًا الوضع المأساوي الذي يعيشه سكان قطاع غزة، الأيام الماضية، خاصة بعد عزلهم عن العالم تماما بقطع الاتصالات والإنترنت.
أحياء كاملة اختفت
ملامح خريطة القطاع المحتل تغيرت بالكامل، أحياء كاملة اختفت وأصبحت حطامًا أخذت معها ذكريات جيل بأكلمه، وحسب وصف الصحفي الغزاوي، كل أهالي غزة باتوا ينتظرون الموت في كل لحظة وأخرى: «ما كفاهم القصف كمان قطعوا عنا التواصل مع أهالينا خارج القطاع»، متسائلًا ما ذنب الأطفال الأبرياء والنساء والشيوخ وكافة المدنيين؟
«أبراج العودة والندى وأبراج الكرامة ومعسكر الشاطئ، مربعات بالكامل انمسحت من غزة والشهداء بعدهم تحت الركام»، يستكمل الصحفي الفلسطيني حديثه في وصف الحال الذي وصل إليه القطاع، لافتًا إلى أنّ قطع الاتصالات أعاق جهود رجال الإسعاف في التواصل بينهم، والأطباء فيما بينهم، حسب وصفه.
تضرر المستشفى الإندونيسي
ألمستشفى الإندونيسي بشمال القطاع ومستشفى العودة، وقعا تحت حزام ناري مستمر، وبحسب رواية الصحفي الفلسطيني تضرر المستشفى الإندونيسي، وقعت إصابات ليلة أمس من داخل المستشفى، وسط شلل تام للاتصالات بين الجهات المعنية.
اليوم، عادت الاتصالات بشكل تدريجي إلى القطاع، بدأ الأهالي يتواصلون مع ذويهم قدر الاستطاعة، وحسب وصف العريني: «بالكاد نلتقط شبكة اتصالات نتواصل بها مع ذوينا خارج القطاع».