الإنترنت العربي.. وموقف الضفة الغربية
قطعت دولة الاحتلال بث شبكة الإنترنت عن غزة. تسبب ذلك فى العديد من المشكلات. أدى إلى انقطاع الاتصالات بين سكان القطاع وقطع كل ما يساعد فى تشغيل المرافق، كما أدى إلى ضبابية المعرفة لما يحدث فى القطاع وتبادل المعلومات بشأن الأحداث والتنقلات.كنت كتبت منذ أيام قليلة عن ضرورة إنشاء إنترنت عربى يغنينا عن ضغوط الآخر ولا ينقطع بناء على رغبة الآخر. لا يعنى ذلك الاستغناء عن الإنترنت الدولى الأمريكى، لكن علينا أن نتصرف كما لو أننا فى حالة طوارئ دائمة. عندما قامت أزمة روسيا وأوكرانيا، قطعت أمريكا الإنترنت عن روسيا وشوشت على قنواتها التليفزيونية ووجهت ضدها حرباً إلكترونية وفضائية ونفسية وشبهت بوتين بهتلر كنموذج للدكتاتور الذى ترعب سيرته شعوب أوروبا وأمريكا حسبما يصور لهم الإعلام والسينما بتكريس الخوف من هذا النموذج، وهم يفعلون ذلك مع كل زعيم يتمرد على وصايتهم ويسعى لإخراج بلاده من ظلمتهم.إذا وجد إنترنت عربى لم تكن مصر أو الأردن أو أى دول محيطة بفلسطين لتقطع الاتصال به وبذلك كانت الحياة فى هذا المجال ستستمر، وينطبق ذلك على كل بلد عربى فى كل الظروف، يمكن للجامعة العربية أن تكون مسئولة عن هذه الشبكة المقترحة حتى لا تسيطر دول عربية على الشبكة وتتحكم فى بثها أو قطعها وبالتالى لن تحرم دولة أو شعب من التمتع بمزايا الشبكة، لا أقصد فى التواصل الاجتماعى فحسب ولكن فى مجالاتها الحيوية الأساسية. كلنا نتابع الأحداث فى غزة ونعرف أن الأمر لا يتعلق بالمقاومة الفلسطينية وإنما صار يرتبط بالشعب الفلسطينى المدنى الأعزل الذى تركته الأسرة الدولية تحت رحمة القصف الغاشم والأسلحة المحرمة دولياً.تخلى العرب عن الفلسطينيين إلا من المعونات الغذائية والطبية وهى النزر اليسير الذى يستهلك على مدى الوقت القصير وتتجدد الحاجة إليه مرة أخرى بحكم الطبيعة. لكنى لا أفهم لماذا يتخلى الفلسطينيون فى الضفة الغربية عن أهلهم فى غزة!! لماذا لا يثورون ويقاومون العدو للتخفيف عن أهل غزة؟ هل هى أوامر أو تعليمات؟ إن موقف سكان الضفة الغربية التى تحميها منظمة التحرير الفلسطينية غامض. هم لا يخرجون للقتال ضد الاحتلال ويكتفون بالمظاهرات والهتافات. أليس الآن وقت القتال والحرب؟ إذا لم يكن الآن.. فمتى؟ وهل إذا ثار سكان الضفة مرة، سيطلبون من سكان غزة الانضمام إليهم؟ إن فتح جبهة فى الضفة سيجعل إسرائيل فى موقف أضعف ويشتت جيشها وقدراتها وسيكون صوت فلسطين أعلى أمام العالم، فالكل يعرف أنه لن يحرر فلسطين سوى أهلها وشعبها ورجالها ونسائها وأطفاله الذين يموتون كل ساعة بالعشرات فيحسبون شهداء قبل أن يبلغوا الحلم.تحدث الرئيس عبدالفتاح السيسى بالأمس مرتين، فى الأولى كان الحزم فى نبرته واضحا وتحذيرات للمتآمرين حاسمة، مؤكداً أن مصر ستدمر مَن يقوم بالاعتداء على أرضها مهما كان وأينما كان.فى المرة الثانية كان الرئيس ينبه إلى عدم الانجرار إلى العصبية والانفعال فى التعامل مع الأحداث والاستفزاز الذى يمكن أن يكون مقصوداً، لأن هذا يعنى التورط فى صراع شامل يحيل المنطقة إلى ساحة حرب كبيرة يشتعل لهبها ليصيب الجميع.لقد اجتمعت مشاعر الشعب المصرى خلف الرئيس تؤيده وتسانده واثقة من اتخاذه القرارات السليمة لصالح الوطن والشعب الفلسطينى الشقيق.