سفير فلسطين بـ«القاهرة»: نشكر الرئيس السيسي على وقوفه إلى جانب الشعب الفلسطيني وإغاثته

سفير فلسطين بـ«القاهرة»: نشكر الرئيس السيسي على وقوفه إلى جانب الشعب الفلسطيني وإغاثته
أكد السفير الفلسطينى بالقاهرة دياب اللوح أن موقف مصر الثابت والداعم للقضية الفلسطينية له تأثير كبير على الصعيدين الإقليمى والدولى، مشيراً إلى أن القيادة المصرية تقوم بدور مهم فى فترة شديدة الحساسية من تاريخ ما تعرضت له فلسطين من عدوان إسرائيلى. ونرجو أن تشكل القمة التى دعت إليها مصر ضغطاً لوقف عدوان إسرائيل على غزة، ونشكر الرئيس «السيسى» على وقوفه إلى جانب الشعب الفلسطينى.
وطالب السفير الفلسطينى فى حواره مع «الوطن» المجتمع الدولى ومجلس الأمن بتحمل مسئولياته بالتدخل العاجل والقيام بدوره لوقف هذه الحرب الشرسة، مؤكداً تمسك فلسطين بالعمق العربى من أجل خلق جبهة دولية عريضة على المستوى الدولى ضاغطة على مراكز صناعة القرار فى العالم للضغط على إسرائيل لإنهاء الاحتلال بشكل كامل.. وإلى نص الحوار:
دياب اللوح لـ«الوطن»: نرجو أن تشكل قمة «القاهرة للسلام» ضغطا لوقف عدوان إسرائيل على قطاع غزة
تستضيف مصر اليوم «قمة القاهرة للسلام» بدعوة من الرئيس السيسى لمناقشة مستقبل القضية الفلسطينية.. ما توقعاتكم لمخرجات هذه القمة؟
- نشكر الرئيس السيسى على هذا الحشد الإقليمى والدولى لوقف العدوان على غزة، ونحن ننظر بأهمية كبيرة إلى هذه القمة الإقليمية الدولية ولهذه الدعوة من الرئيس السيسى، والتى سوف يشارك فيها رئيس دولة فلسطين، ونتطلع من هذه القمة إلى أن تشكل ضغطاً إقليمياً دولياً على إسرائيل لوقف حربها وعدوانها على غزة من أجل وضع المنطقة على أعتاب مرحلة جديدة، وأيضاً خلق أفق سياسى جديد يفضى إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلى بشكل كامل.
نشكر مصر على كل مواقفها، ونشكر القيادة المصرية، وفى مقدمتها الرئيس السيسى على مواقفه منذ اللحظة الأولى للوقوف إلى جانب الشعب الفلسطينى وإغاثته، ونتمنى لهذه القمة النجاح بإذن الله وأن تكون مخرجاتها بما فيه خير لمصلحة الشعب الفلسطينى.
قصف المستشفى المعمداني هدفه خلق حالة من الرعب والفزع لدى المواطنين لإجبارهم على مغادرة أراضيهم
ما تعليقك على الاستهداف الإسرائيلى العنيف للمستشفى المعمدانى الذى أسفر عن سقوط المئات من الضحايا؟
- المستشفى الأهلى «المعمدانى سابقاً» هو مستشفى خاص قديم جداً به قطاعات محدودة، ويقع فى ميدان غزة بحى الزيتون وسط المدينة، وأسفر الاستهداف المقصود المبيت من قِبل الطيران الحربى الإسرائيلى للمستشفى عن سقوط آلاف من الشهداء والجرحى، لأن المستشفى كان عبارة أيضاً عن مركز إيواء للمواطنين من الفلسطينيين، هناك الآلاف كانوا موجودين داخل المستشفى، والسيارات التى هرعت إلى المكان لم تكن قادرة على نقل جثامين الشهداء والجرحى إلى مستشفى الشفاء بعد هذه الكارثة الحقيقية التى اختلطت فيها الدماء والأجساد والأشلاء وأصبحت غير معروفة، وهذا هو الحادث الثالث فى يوم واحد الذى يتم فيه قصف مركز إيواء، بعد قصف مركز النادى الأهلى فى حى الشيخ رضوان، وأسفر عن استشهاد وجرح المئات أيضاً، كما تم قصف مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين فى مخيم المغازى وأيضاً أسفر عن قتل وجرح المئات من المواطنين.
إسرائيل لا تريد فقط أن ترسل رسالة للمجتمع الدولى بأنها غير مكترثة وممعنة بالمضى قدماً فى هذا العدوان، وإنما تريد أيضاً أن تخلق حالة من الرعب والفزع لدى المواطنين الفلسطينيين فى غزة بترك بيوتهم وأرضهم والهجرة إلى مصر ودول أخرى. هذه المجازر الدموية البشعة راح ضحيتها الآلاف، والأرقام فى ازدياد، والآن نتحدث عن أكثر من 17 ألفاً بين شهيد وجريح، وما زال هناك الآلاف من المواطنين تحت الركام غير قادرين على انتشالهم، وهناك نحو 1300 شخص مفقودين.
الحرب على «غزة» تسببت في كارثة إنسانية غير مسبوقة.. وأكبر مستشفى بالقطاع سيتحول إلى مقبرة جماعية
ما آخر تطورات الوضع المعيشى على الأرض فى غزة؟ وما خطورة تفاقم الوضع الإنسانى بالقطاع؟
- قطاع غزة يتعرض لكارثة إنسانية حقيقية بكل ما تعنيه الكلمة، ويواجه منذ 12 يوماً حرب إبادة جماعية ممنهجة تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلى، وتستهدف كل مرافق الحياة الحيوية والخدمية والمعيشية، 12 يوماً بدون كهرباء بدون مياه للشرب بدون بترول، وتم إغلاق المعابر التجارية بشكل كامل، حيث مُنعت كل المواد الغذائية والطبية من الدخول، بالتزامن أيضاً مع إغلاق معبر رفح من الجانب الإسرائيلى وليس من الأشقاء فى مصر، بالإضافة إلى ذلك تم استهداف القطاع الصحى، وهناك 15 مستشفى ومركزاً صحياً خرجت من الخدمة فى القطاع بعد تعرضها للقصف المباشر، وتوجد مستشفيات تم إخلاؤها من أطقمها والكوادر الطبية والمرضى الموجودين، والمستشفيات المتبقية على حافة الانهيار بسبب نقص المواد الطبية وكثافة أعداد الجرحى والمصابين والمرضى، وبسبب نفاد السولار، وبالنسبة لمجمع الشفاء الطبى وهو أكبر مستشفى فى قطاع غزة ويوجد به أطفال فى الحضانات، ومرضى غسيل كلوى، ومصابون وجرحى، يعمل فيه الآن مولد كهربائى واحد، والسولار لا يكفى سوى عدة ساعات، وإذا توقف هذا المستشفى عن العمل سيتحول إلى مقبرة جماعية.
أضف إلى ذلك أن إسرائيل دمرت البنية التحتية، قصفت مربعات وأحياء سكنية بأكملها، وقصفت مئات المنازل على رؤوس أصحابها وقاطنيها بدون سابق إنذار، واستهدفت الأطقم الصحفية وسيارات الإسعاف، وشركات الهواتف والاتصالات وأبراجها، فغزة الآن بدون كهرباء أو مياه أو إنترنت وبدون مقومات الحياة الضرورية، لذلك فنحن أمام حرب إسرائيل على غزة، وليست الحرب بين غزة وإسرائيل، هذه الحرب تمارس من خلالها دولة الاحتلال أبشع الجرائم والممارسات، وتطلب من السكان إخلاء منازلهم والانتقال من مدينة إلى أخرى، وهذا السيناريو الأول، أما السيناريو الثانى فهو تهجير سكان قطاع غزة فى مخالفة واضحة وصريحة للقانون الدولى والقانون الإنسانى الدولى، ولاتفاقية جنيف وكل المعاهدات والمواثيق، فقطاع غزة يعيش كارثة إنسانية حقيقية غير مسبوقة فى تاريخ ما تعرض له من عدوان إسرائيلى على مدار السنوات والمراحل التاريخية الماضية.
رسائل «السيسى» كانت واضحة ومنصفة خلال اجتماع مجلس الأمن القومى
كيف ترى الدور المصرى فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية؟
- مصر بالنسبة لفلسطين ليست مجرد دولة شقيقة كبرى، وإنما شريك يقوم بدور محورى على مستوى الإقليم ومستوى العالم، وتحظى باحترام وثقة كل الأطراف، لذلك نثق ثقة مطلقة فى القيادة المصرية وأنها ستستمر بهذه الجهود لإنجاز الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطينى، وتمكينه من إقامة دولة وأن يسود السلام فى المنطقة. والرئيس عبدالفتاح السيسى أجرى العديد من الاتصالات مع الرئيس محمود عباس أبومازن والقادة والزعماء حول العالم، فى أعقاب العدوان على قطاع غزة، لذلك نحن نشكر القيادة المصرية والرئيس السيسى على مواقفه المشرفة الوطنية القومية المساندة والداعمة للشعب الفلسطينى، وكانت رسائله مباشرة وواضحة ومنصفة، كما حدث فى لقائه مع وزير الخارجية الأمريكى.
مجلس الأمن فشل فشلاً ذريعاً فى القيام بدوره.. وما حدث فى الجلسة الأخيرة مهزلة بكل المقاييس والمعايير الدولية
كيف رأيت مخرجات اجتماع مجلس الأمن الأخير لبحث الوضع فى غزة؟
- مجلس الأمن فشل فشلاً ذريعاً فى القيام بدوره وتحمل مسئولياته، وللأسف الشديد إذا كان أعلى مؤسسة دولية فى العالم تتعامل مع ما يتعرض له الشعب الفلسطينى بهذا الاستخفاف، فإن القادم أخطر، وعلى مجلس الأمن رغم ذلك أن يتحمل مسئولياته وأن يكون أكثر جدية وأكثر تمسكاً بتطبيق وتنفيذ المواثيق والمعاهدات الدولية، وأن يكيل بمكيال واحد وليس بمكيالين، حينما يتعلق الأمر بإسرائيل ودول أخرى يكيل بمكيال وحينما يتعلق الأمر بالشعب الفلسطينى يكيل بمكيال آخر، المجتمع الدولى أمام امتحان ومجلس الأمن أمام اختبار، ولا بد أن يتحمل مسئولياته، وما حدث مؤخراً فى أروقة مجلس الأمن يعتبر مهزلة بكل المعايير الدولية.
ما سبب الانزلاق إلى هذه المرحلة الخطيرة؟
- كل ما قامت به الحكومة المتطرفة فى إسرائيل التى تمارس إرهاب الدولة المنظم ضد الشعب الفلسطينى وترعى إرهاب المستوطنين وعصاباتهم المسلحة وما تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلى فى أنحاء الضفة الغربية والقدس، وما يقوم به المستوطنون من حرق للبيوت والقرى على رؤوس أصحابها بشكل كامل، كل ذلك وكل هذه الممارسات الاستفزازية حذرنا منها مراراً وتكراراً للحيلولة دون الوصول بالأوضاع إلى هذا المنزلق الخطير، لكن للأسف الشديد الحكومة الإسرائيلية تمادت وأمعنت فى مخططاتها وممارساتها العنصرية وجرائمها وأعمال القتل اليومية والإعدامات خارج نطاق القانون والاعتقالات التعسفية اليومية وتضييق الخناق على الشعب الفلسطينى، وحصار قطاع غزة، كل ذلك أدى إلى ما نحن فيه اليوم، وللأسف المجتمع الدولى مُغيب وإسرائيل مارست كل ما مارسته دون حسيب ودون مساءلة من المجتمع الدولى، وحتى من المحكمة الجنائية الدولية، وعطلت إسرائيل حتى دخول لجنة حقوق الإنسان التى أقرتها منظمة حقوق الإنسان فى جنيف للتحقيق فى الأحداث الجارية ولم تسمح إسرائيل للجنة بالدخول والتحقيق فى الممارسات التى تُرتكب ضد الشعب الفلسطينى.
إسرائيل والإدارة الأمريكية أولاً وليس ثانياً، كلتاهما تتحمل المسئولية، فإسرائيل تحظى بغطاء من كل الإدارات الأمريكية بلا تفرقة بين إدارة ديمقراطية أو جمهورية، لذلك نحن نحمّل حكومة إسرائيل والإدارة الأمريكية كامل المسئولية. وقد حذرنا سابقاً من خطورة ما يجرى فى الضفة الغربية وحصار قطاع غزة، وما يجرى من تهويد للقدس واعتداءات على المقدسات الإسلامية والمسيحية وخاصة ما يتعرض له المسجد الأقصى من اقتحامات يومية ومحاولة تغيير الواقع التاريخى والقانونى القائم فيه.
خلال الأيام الماضية بدأت زوارق حربية إسرائيلية إطلاق قذائف صاروخية على شواطئ غزة.. هل تتوقع أن الاجتياح البرى بات قريباً؟
- ليست لدىّ معلومات ولكن القراءة للعقلية الإسرائيلية حسبما يتسرب من أروقة الأمن والجيش والسياسيين الإسرائيليين، تؤكد الاستعداد الإسرائيلى للاجتياح البرى، قد يحدث أو لا يحدث، ونحن نحذر منه، لأنه إذا حدث فستترتب عليه تداعيات خطيرة جداً، لا يعلم نتائجها إلا الله، لأن أهالى غزة سيكونون فى مرمى النيران الإسرائيلية عن قرب، الآن إسرائيل طلبت من المواطنين إخلاء منازلهم، أكثر من مليون ونصف المليون مواطن خارج منازلهم الآن ولا يعرفون أين يذهبون، كل المناطق تحت القصف فى قطاع غزة، وجميع المواطنين فى الضفة الغربية والقدس هدف للنيران الإسرائيلية.
هل هناك تقدير للأوضاع حال اقتحام قوات الاحتلال لـ«غزة» برياً؟
- نتوقع سيناريو جديداً بالتوغل البرى لقطاع غزة والذى نحذر منه، لأن إسرائيل ستقوم بتدمير أكبر قدر ممكن من المبانى والبنية التحتية فى غزة وكذلك ارتكاب المزيد من المجازر، اليوم لدينا 15 ألفاً ما بين شهيد وجريح ومصاب، أكثر من 10 آلاف منهم من الشيوخ والنساء والأطفال، فإسرائيل تستهدف المدنيين العزل ولا توجد حرب بين جيشين، وإنما توجد حرب من إسرائيل على غزة، توجد جهة تعتدى على شعب أعزل، وجيش يوظف كل إمكانياته وإمكانيات أمريكا وبريطانيا كذلك للاعتداء على غزة، وتزامن ذلك مع مواصلة ارتكاب أعمال القتل والجرائم والاعتقال، وكل ذلك من شأنه أن يعمّق الأزمة ويزيد من حجم الكارثة وخطورة الأوضاع فى المنطقة ونحن من خلالكم ندق ناقوس الخطر ونطالب المجتمع الدولى ومجلس الأمن بتحمل مسئولياته بالتدخل العاجل لوقف هذه الحرب الشرسة.
الإعلام الغربى لن يستطيع طمس الحقيقة أو تزييف الحقائق.. ولدينا 17 ألفاً بين شهيد وجريح نتيجة مجازر الاحتلال البشعة حتى الآن.. وهناك الآلاف تحت الركام
كيف ترى موقف الإعلام الغربى من قضية فلسطين والانحياز لإسرائيل ودعمها المطلق؟
- الإعلام الغربى متفاوت، ولكن ما يخرج من فلسطين من صور يجسد جرائم الحرب التى تُرتكب ضد الشعب الفلسطينى، وأعمال التدمير الممنهجة، وكل ذلك أبلغ من أى لغة، ولا تستطيع أى جهة إعلامية أن تطمس الحقيقة، فنحن نخوض «حرب رواية» مع الإسرائيليين، ومهما تحاول آلة الإعلام الصهيونية تزوير هذه الرواية وفبركة الأكاذيب وترويجها فإننا لها بالمرصاد، من خلال التعاون مع الإعلام المصرى والإعلام العربى الشقيق والإعلام الصديق، وكذلك شكلنا مرصداً فى السفارة لطرح وتقديم الرواية الحقيقية عما يجرى داخل فلسطين فى رد واضح وسريع على الرواية المزيفة التى تحاول تشويه ما يجرى داخل فلسطين.
كيف ترى محاولة استغلال القضية الفلسطينية وتوجيه الرأى العام العربى ضد الأنظمة لصالح أجندتهم التخريبية؟
- نحن فى فلسطين نتمسك بالعمق العربى ونعمل جاهدين وبشكل حثيث على تعزيز وتوطيد العلاقة مع جميع الشعوب العربية والدول الشقيقة والقيادات العربية، وما تقوم به الدول العربية يتفاوت من دولة إلى أخرى، ونحن نقدر كثيراً مواقف كل الدول الشقيقة، كما نقدر الجهد العربى المبذول المساعد لنا فى تحركنا السياسى والدبلوماسى والقانونى، وكذلك نقدّر دور جامعة الدول العربية فى رعاية العمل العربى المشترك، وهناك آليات عمل عربى مشترك تم الاتفاق عليها وتوجنا ذلك من خلال لجنة وزارية من عدة دول عربية تُجرى الاتصالات على المستوى الدولى، ونحن نثق ثقة كبيرة فى مصر وفى أشقائنا العرب وأحرار العالم لأنهم سيواصلون دعمنا وإنصافنا وإنقاذ مشروعنا من براثن هذه الحرب الشرسة، لذلك نتمسك بالعمق العربى ونذهب معاً إلى المجتمع الدولى يداً بيد موحدين من أجل خلق جبهة دولية عريضة على المستوى الدولى ضاغطة على مراكز صناعة القرار فى العالم للضغط على إسرائيل لإنهاء الاحتلال بشكل كامل وإطلاق مفاوضات سياسية جادة، وهناك مبادرة عربية للسلام وكذلك مبادرة الرئيس أبومازن وهناك مبادرة الرئيس الصينى ذات النقاط الأربع وهناك جهود مبذولة، ونحن أحدثنا تغييراً جوهرياً فى المواقف فى الدول الغربية وفى داخل المجتمع الأمريكى أيضاً.
مخطط إفراغ «غزة» مطروح منذ عام 1948.. ولن يحدث لأن الشعب الفلسطينى صامد على أرضه ولن نسمح بوقوع نكبة جديدة
تحدثت عن مخطط لإفراغ قطاع غزة وتصفية الأراضى الفلسطينية من سكانها.. متى بدأ وضع هذا المخطط؟
- هذا مخطط «قديم - جديد»، وهو مطروح منذ نكبة فلسطين عام 1948، والآن هناك مخطط لدى الحركة الصهيونية الدينية المتطرفة لتحويل الصراع من صراع سياسى إلى دينى وتحويل الصراع على الأرض إلى صراع سكانى وإفراغ الأرض من سكانها وضم أجزاء من الضفة الغربية إلى إسرائيل، وإيجاد منطقة عازلة بين مصر والأراضى المحتلة عام 48، لكن هذا لن يحدث، لأن الشعب الفلسطينى صامد على أرضه، وكما قال «أبومازن» مراراً، لن نترك أرضنا ولن نغادر وطننا ولن نكرر أخطاء الماضى ولن نسمح بحدوث نكبة جديدة تحل بالشعب الفلسطينى، ولدينا فى مدينتى الشيخ زويد والعريش 2000 مواطن ينتظرون فتح معبر رفح بشغف للعودة إلى قطاع غزة فى رد واضح وصريح على كل هذه الدعوات، فهؤلاء الناس فقدوا أعزاءهم وأحباءهم فى هذه الحرب، ومنهم من فقد منزله أو أسرته، لذلك نحن نتمسك بالبقاء على أرضنا وبصمودنا على هذه الأرض ولن نغادرها، كما أننا ضد التهجير، ونشكر مصر على موقفها الواضح الصريح برفض التهجير وإخلاء قطاع غزة من سكانه.
ما رؤية السلطة الفلسطينية للتعامل مع القضية؟
- يجب التقاط مبادرة الرئيس محمود عباس التى تقدم بها من على منصة الأمم المتحدة فى 21 سبتمبر الماضى والتى طالب من خلالها الأمين العام للأمم المتحدة بضرورة عقد مؤتمر دولى للسلام فى الشرق الأوسط بشكل فورى وعاجل والتقاط هذه الفرصة التى قد تكون الفرصة الأخيرة فى التحرك السياسى، وإطلاق مفاوضات جادة ذات سقف زمنى تستند إلى المرجعيات والقرارات الدولية ذات الصلة ورؤية حل الدولتين ومبدأ الأرض مقابل السلام، والمبادرة العربية للسلام لإنهاء الاحتلال الإسرائيلى لأرض دولة فلسطين، وتمكين الشعب الفلسطينى من إقامة دولته المستقلة ذات السيادة الكاملة المتصلة جغرافياً والقابلة للحياة فى خطوط عام 67 وعاصمتها القدس الشرقية.
انحياز أمريكى لجانب إسرائيل
الرئيس الأمريكى جو بايدن وإدارته منذ اللحظة الأولى لشن هذه الحرب الإجرامية ضد الشعب الفلسطينى، انحاز انحيازاً سافراً إلى جانب إسرائيل، ووظف مليارات الدولارات لصالح إسرائيل وسير البوارج الأمريكية فى حوض البحر الأبيض المتوسط مقابل شواطئ غزة، برغم ذلك نحن نطالب الإدارة الأمريكية بتحمل مسئوليتها فى هذه المرحلة على الأقل، وممارسة دورها بحكم علاقتها مع إسرائيل لوقف ما تقوم به من حرب إبادة جماعية ممنهجة ضد الشعب الفلسطينى، وأن تفعل قليلاً مما يتكلمون عنه، ليس فقط لإنقاذ الوضع فى فلسطين، وإنما الوضع فى المنطقة برمتها، لأن تدهور الأوضاع فى المنطقة من شأنه أن يؤثر سلباً على مجمل الأوضاع فى العالم، لأن الأمن والاستقرار فى الشرق الأوسط جزء لا يتجزأ من استقرار العالم.