«ماتت العيلة وضلت الألعاب والطعام».. آخر ما تبقى من شهداء مستشفى المعمداني

كتب: سمر عبد الرحمن

«ماتت العيلة وضلت الألعاب والطعام».. آخر ما تبقى من شهداء مستشفى المعمداني

«ماتت العيلة وضلت الألعاب والطعام».. آخر ما تبقى من شهداء مستشفى المعمداني

أحذية ملطخة بالدماء، وأخرى متناثرة في غرف وطرقات مستشفى المعمداني، ألعاب وبقايا ملابس وجدت في الساحة الخارجية للمشفى، وصورا للشهداء ملأت وسائل التواصل الاجتماعي، لتكون شاهدة على واحدة من أبشع الجرائم الإنسانية، أغذية «مؤنة» لم تمهل إسرائيل ربات البيوت الفرصة لإعداد الطعام للعائلات التي لجأت للاحتماء بالمستشفى الذي قصفته صواريخ الاحتلال، هذا آخر ما تبقى من شهداء المجزرة الوحشية، التي ارتُكبت في حق الفلسطينيين مساء أمس.

«كوتشي أبيض»، يبدو أنه لطفلة صغيرة لم يتعد عمرها 5 اعوام، وجد مُلطخا بالدماء على أحد الأسرة بغرفة في مستشفى المعمداني الذي طالته يد الاحتلال الغاشمة، لتقتل الرضع والنساء، لم تفرق بين كبير ولا صغير، بل اغتالت البراءة بدم بادر، ربما هذا الحذاء هو ما تبقى من تلك الطفلة التي لم يُعرف اسمها، وهو المشهد الذي وثقه المصور الصحفي الفلسطيني هاني الشاعر، إذ وصف صديقه أحمد المزاهر، الصورة بالأبشع على الإطلاق خلال حديثه مع «الوطن»: «هي من بين المشاهد الأبشع، ما نعرف هاي الطفلة، لكن حتما سيظل حذاؤها شاهدا على ما ارتُكب في حقها من جريمة إنسانية بشعة».

راحوا الأطفال وبقيت الألعاب

«مرجيحة متهدمة»، لم تنجُ من القصف الغاشم، قبل ساعات استغلها أطفال غزة الذين لجأت عائلاتهم إلى مستشفى المعمداني للاختباء، بعدما طالبهم الصليب الأحمر الفلسطيني بالمكوث في المشفى الآمن، في اللعب واللهو، خاصة أنها تتواجد مع ألعاب أخرى في الساحة الخارجية للمستشفى، كانوا يظنون أنهم آمنين مطمئنين، غير متوقعين مصيرهم، لكن بعضهم الآن، أصبح في تعداد الشهداء، وهو المشهد الذي وثقه الصحفي الفلسطيني أحمد حجازي، قائلا لـ«الوطن»: «راحوا الأطفال وبقيت الألعاب».

«ملابس وشباشب» متناثرة في الساحة الخارجية لمستشفى المعمداني، ربما تركها أصحابها هربا من القصف العنيف، أو ربما استشهدوا، لكنها أيضا ستظل شاهدة على الجريمة الإنسانية التي ارتكبتها إسرائيل في حق الفلسطينيين العُزل، وفق «حجازي»: «هاي الأحذية والملابس تركوها أصحابها، ما بنعرف شهداء أم أحياء، لكن هي أدوات توثيق ضد الجرائم الوحشية».

«بطاطس، بصل، باذنجان، وبيض، وزجاجات مياه فارغة»، تتراص بصنية بالساحة الخارجية لمستشفى المعمداني، ربما كانت ربات البيوت ستستخدمها في إعداد الطعام لمئات الأسر النارحة من منازلها بسبب القصف الإسرائيلي، والتي اختبأت في المشفى، لكن إسرائيل لم تمهلهن الفرصة لإعدادها، لم يُعرف بعد إذا كانت صاحبة هذه الأطعمة نجت أم راحت شهيدة، إذ علق عليها الصحفي أحمد حجازي، قائلا: «المونة ضلت والعيلة ماتت!».

ما يزيد عن 800 شهيد ارتقوا في المجزرة الوحشية التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في حق الفلسطينين المدنيين العُزل، وفق بيان رسمي لوزارة الصحة الفلسطينية، لتظل أشياؤهم شاهدة على تلك الجرائم العدوانية، لكنهم حتما سيقوا أحياءا في أذهان كل من رأى تلك الصور.


مواضيع متعلقة