ملتقى الطفل بالجامع الأزهر يعدد سمات الشخصية المعتدلة في الإسلام

كتب: رؤى ممدوح

ملتقى الطفل بالجامع الأزهر يعدد سمات الشخصية المعتدلة في الإسلام

ملتقى الطفل بالجامع الأزهر يعدد سمات الشخصية المعتدلة في الإسلام

عقد الجامع الأزهر الشريف، أمس السبت، حلقة جديدة من ملتقى الطفل، والذي يأتي تحت عنوان: «الطفل الخلوق - النظيف - الفصيح»، وذلك في إطار مواصلة الجامع الأزهر والرواق الأزهري، جهودهما في توعية النشء بالآداب الإسلامية والأخلاقيات السليمة النابعة من صحيح الدين، وحاضر في الملتقى الشيخ محمد عبدالخالق، الباحث بوحدة العلوم الشرعية والعربية بالجامع الأزهر، والدكتور حازم مبروك، الباحث بوحدة كتب التراث بالجامع الأزهر الشريف.

سمات الشخصية المعتدلة

وأوضح الدكتور محمد عبدالخالق، الباحث بوحدة العلوم الشرعية والعربية بالجامع الأزهر، أن سمات الشخصية المعتدلة كثيرة ومتعددة وأهمها الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم واتباع سنته والسير على نهجه، قال تعالى ﴿لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾ رسول الله الذي قال الله في حقه ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾، مبيَّنا أن من أهم هذه السمات أيضا الاحترام؛ حيث كان ﷺ يحترم الصغير ويوقر الكبير وكان يحترم مشاعر الآخرين.

الصفات الواجب توافرها في الشخصية المعتدلة

وأوضح الباحث بالجامع الأزهر، أنه كان إذا أخطأ أحد من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم في مجلسه، كان يوجهه إلى الخطأ بشكل غير مباشر حتى لا يجرح مشاعره أمام الآخرين فيقول «ما بَالُ أقْوَام»، ومن بين الصفات أيضا الواجب توافرها في الشخصية المعتدلة صفة الأمانة، والتي ينبغي أن تكون في كل شيء قال ﷺ «لا دين لمن لا أمانة له»، ومنها أيضا صفات أخرى مثل الصدق والوفاء بالوعد.. كلها صفات من الواجب توافرها في الشخصية المسلمة المعتدلة واستدل على ذلك بقوله ﷺ «آية المنافق ثلاث، إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان».

من جانبه، تناول الدكتور حازم مبروك، الباحث بوحدة كتب التراث والمونتاج العلمي بالجامع الأزهر الشريف، شرح «المفعول لأجله»، ويُسَمَّى أيضًا المفعول من أجله أو المفعول له في النحو العربي، فهو واحد من المفاعيل، وهو اسم فضلة ومصدر منصوب قبلي يأتي بعد الفعل في جملة فعلية ليبيِّن عِلَّتَهُ وسبب حدوثه، ولا بد أن يشارك الفعل في الزمان وفي الفاعل نفسه فيُقال على سبيل المثال: «قُمتُ إِجلَالًا لِأُستَاذِي»، فالمصدر المنصوب «إِجلَالًا» الغاية والغرض منه هو بيان سبب «القِيَام»، أي سبب حدوث الفعل، ويشترك هو والفعل في الزمن ذاته، فالقِيام والإجلال كلاهما وقعا في نفس الوقت، فالإجلال يتحقق متى ما وقع القيام، والقيام إنَّما وقع من أجل الإجلال، وكلاهما يتعلَّقان بالفاعل نفسه.

ويستحضر المفعول لأجله في الجملة لتبيان السبب والغاية والمغزى من وقوع الفعل، ويُذكر بمثابة جواب على سؤال «لِمَ فَعَلتَ؟»، فإذا قيل: «دَرَسْتُ تَحصِيلًا لِلعِلْمِ»، فإنَّ المُتَكلِّم إنَّما ذكر تحصيل العلم ليُفسِّر الغموض الذي يلتف الجملة، ويجيب على سؤال يطرح نفسه، فكأنَّما ذكره لمن يسأل: «لِمَ دَرَسْتَ؟».

وفي نهاية الملتقى، اختتم الباحثان حديثهما بالإجابة عن بعض الأسئلة حول الموضوع، وأثناء الشرح استخدم الباحثان بعض الشرائح التوضيحية، معتمدَيْن على أسلوب المناقشة والتحاور مع الأطفال، تشجيعاً لهم على المشاركة.


مواضيع متعلقة