احتفالات أكتوبر لـ1000 عام!

أحمد رفعت

أحمد رفعت

كاتب صحفي

ينبغى أن يستمر الاحتفال بحرب أكتوبر أطول فترة ممكنة حتى لو استمر لنهاية العام، فذكرى اليوبيل الذهبى لن تتكرر إلا بعد ربع قرن عند الاحتفال إن شاء الله بذكرى اليوبيل الماسى!

نحن الجيل الذى تلقى من أبطال العبور قصص الحرب كاملة منذ لحظة صلابة الإرادة فى رفض الهزيمة بمظاهرات يومى 9 و10 يونيو، أى بعد ساعات من حرب 1967، وصولاً بالنصر العظيم مروراً بموقعة رأس العش الشهيرة أهم نقطة ضوء منحت الأمل وأعادت الحياة لمعنويات شعبنا وجيشنا، ثم بكل وقائع حرب الاستنزاف، من تدمير المدمرة إيلات إلى تفجير ميناء إيلات على الشاطئ الفلسطينى المحتل وتدميره ثلاث مرات متتالية، كما لو كان أبطالنا فى نزهة، وكذلك عمليات الصاعقة المصرية خلف خطوط العدو من بطولات الأسطورة البطل إبراهيم الرفاعى ورفاقه الأبطال، وكذلك معارك شدوان والثأر للشهيد البطل عبدالمنعم رياض، والعملية التى أطلقوا عليها فى إسرائيل «السبت الحزين»، إلى عملية إغراق الحفار على الساحل الغربى لأفريقيا من أبطال المخابرات والبحرية المصرية، ثم بعملية إعادة بناء القوات المسلحة كاملة ومعها حائط الصواريخ والقوات الجوية والتدريب على إزالة الحائط الترابى بخراطيم المياه، وصولاً إلى عملية الخداع الاستراتيجى الشاملة التى تمت بدقة مثالية بمنح الانطباع أولاً أن مصر لن تقاتل وأمامها وقت طويل لذلك لا يقل عن عشرات السنين، ثم ما روته قيادات قواتنا المسلحة لجيلنا ويجب أن تحفظه كل الأجيال الجديدة والقادمة لألف عام قادمة من الإعلان عن سفر قيادات عسكرية وساسة بارزين للخارج، أو استقبال ضيوف عرب وأجانب إلى الإعلان عن بكتيريا وفطريات أصابت مستشفى الدمرداش وضرورة تطهيره، ثم الإعلان عن تطهير مستشفيات مصر، بينما كان الهدف تأهيل المستشفيات للحرب ولاستقبال الجرحى والمصابين وتجهيز بنوك الدم!! فى حين تم الإعلان عن فساد مخزون مصر من بعض السلع منها القمح، وضرورة استيراد كميات أخرى وتم حرق الكميات «الفاسدة» علناً، وكان كل ما تم حرقه ليس إلا كميات من قش القمح، لكن بذلك استطاعت مصر زيادة مخزونها من القمح دون لفت الأنظار!

كذلك أعلنت مصر عن رغبتها فى استيراد معدات يفهم منها أنها للعبور أو للتدريب عليه، وتم وصولها ثم إلقاؤها فى ميناء الإسكندرية علناً، ولكن فى الظلام نقلت بالكامل لمكان آخر عبر محطة فى إحدى المناطق الصحراوية على حدود القاهرة ونقلت المعدات الحقيقية إلى الجبهة دون أيضاً لفت الأنظار!!

وإلى جانب ذلك تحمَّل شعبنا الكثير من المعاناة قابلها بكل صبر ورضا من أجل الوطن، حيث تحول جزء كبير من مخصصاته التى كان ينبغى أن تذهب للخدمات العامة وخطط التنمية إلى الإنفاق العسكرى.. فكان موقف الشعب الأصيل أكبر دعم لجيشه وأبطاله!

الأمل أن يحفظ كل أبناء مصر بمختلف الأعمار والأجيال أسماء قادة حرب أكتوبر وليس فقط القائد الأعلى الرئيس أنور السادات، والقائد العام المشير أحمد إسماعيل والفريق سعد الشاذلى رئيس الأركان، والمشير محمد عبدالغنى الجمسى رئيس هيئة العمليات، وذلك منذ تولى السيد أمين هويدى مهمة وزارة الحربية عقب النكسة إلى أوائل عام ١٩٦٨، ثم الفريق أول محمد فوزى، والفريق عبدالمنعم رياض، إلى الفريق مدكور أبوالعز فى الطيران وبعده اللواء مصطفى الحفناوى وبعده اللواء على البغدادى، ثم اللواء محمد حسنى مبارك، وفى البحرية الفريق محمود فهمى وصولاً للفريق فؤاد زكرى ثم المشير شرف فيما بعد، والفريق محمد صادق فى المخابرات ثم رئاسة الأركان إلى وزارة الحربية إلى الجيل التالى الذى أعد للعبور الفريق محمد سعيد الماحى فى المدفعية، واللواء كمال حسن على فى المدرعات، واللواء محمد نوال السعيد فى الإمداد والتموين، واللواء جمال محمد على لسلاح المهندسين، واللواء محمد كمال الوكيل للمشاة، واللواء نبيل شكرى للصاعقة، واللواء جمال محمود عبدالله المظلات، طبعاً المشير محمد على فهمى مؤسس السلاح حتى حماية قواتنا فى العبور!

ثم قادة الجيش الثانى اللواء سعد مأمون وبعد تعرضه لأزمة صحية تولى اللواء عبدالمنعم خليل، والجيش الثالث الميدانى بقيادة اللواء عبدالمنعم واصل!

كل هذه الأفرع والجيوش بها رؤساء أركان وقادة للمدفعية وغيرها من الأسلحة والمهام، نزولاً إلى قادة الأولوية والكتائب إن أمكن حفظها وتخليدها فى الذاكرتين الوطنية والشعبية وإلى الأبد!

نأمل أن نرى ذلك فى الكتاب المدرسى والتعليم الجامعى والتربية فى بيوتنا وأسرنا!

تحيا مصر..