«طوفان الأقصى» يُغرق الاحتلال

حسين القاضى

حسين القاضى

كاتب صحفي

1- حققت عملية «طوفان الأقصى» التى قامت بها الفصائل الفلسطينية حتى الآن نصراً كبيراً، يتجاوز مصالح الفصائل الفلسطينية، ومصالح إيران، لتعلو مصلحة فلسطين فقط، ويتحدث العالم عن وضع إسرائيل على طاولة المفاوضات، والاعتراف بحق الشعب الفلسطينى، وإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس.

2- الصور المنتشرة على الفضائيات والتى تثبت إلحاق هزيمة منكرة لجيش الاحتلال «تشفى صدور قوم مؤمنين»، وفقد المحتل حتى كتابة هذه السطور 800 قتيل، فى مقابل أنها فقدت فى حرب 1973 المجيدة حوالى 2600، أى أنها فقدت حوالى ثلث ما فقدته فى حرب أكتوبر من الأرواح، وهذا العدد يمثل هزيمة نفسية وعسكرية لإسرائيل، لكن هل تدرك حماس عواقب الرد الذى يدمى القلوب؟ ما نتمناه أن تكون حماس مدركة لذلك، كما جاء على لسان قادتها، وأن تضع الرد فى حسابها، وإن لم تكن مدركة وجاهزة للرد -لا قدر الله- فإن الضحية كالعادة أهل فلسطين الأبرياء والعزل والأطفال والنساء.

3- عاجل.. هى العبارة الأشهر التى يتابعها الملايين عبر شاشات الفضائيات، الأخبار تفوق التحليل وقراءة المشهد، وسط الأخبار المتسارعة فى الدقيقة الواحدة تتعلق قلوب العالم كله بمصر، مصر كمحور رئيسى وفاعل أساسى لوقف الحرب.

4- ظهر الوجه القبيح للبرلمان الأوروبى، وتدخل فى الشأن الداخلى لمصر، تحت مزاعم الحريات وحقوق الإنسان، هذا البرلمان الذى أخذته الحمية وأصدر بياناً يعلق فيه على توكيلات أحد المرشحين فى انتخابات الرئاسة المصرية، إذا به يسكت عن المجازر التى تُرتكب ضد أطفال فلسطين ونسائهم، ويصدر بياناً يقف فيه مع الجيش الإسرائيلى وما يقوم به من قتل وتدمير وإرهاب!!

5- من الخطأ الاعتقاد أن حماس هى التى بدأت بالاعتداء على إسرائيل، هى لم تبدأ، وإنما ردت على الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأطفال والنساء والشباب والمقدسات.. إلخ، وما قامت به المقاومة الفلسطينية اليوم حق مشروع، وليس عملاً خارجاً.

6- من المقالات المهمة، المقال الذى كتبه الصحفى الإسرائيلى (جدعون ليفى)، فى صحيفة هآرتس، أشهر صحف إسرائيل، حيث قال: «وراء كل ما حصل، الغطرسة الإسرائيلية، اعتقدنا بأنه مسموح لنا أن نفعل أى شىء، وأننا لن ندفع ثمناً... نعتقل، ونقتل، ونسىء المعاملة، ونسلب، ونحمى مستوطِنى المذابح، نطلق النار على الأبرياء، نقتلع عيونهم ونهشّم الوجوه، نرحّلهم، نصادر أراضيهم وننهبهم، ونخطفهم من أسرّتهم، ونقوم بتطهير عرقى، أيضاً نواصل الحصار غير المعقول على غزة، وكل شىء سيكون على ما يرام، نبنى حاجزاً هائلاً حول القطاع، كلفت بنيته ثلاثة مليارات شيكل، ونكون آمنين، نعتمد على 8200 من العملاء، الذين يعرفون كل شىء، ثم يتضح أنه يمكن لجرافة بدائية فلسطينية اختراق أكثر العوائق تعقيداً والأعلى تكلفة فى العالم بسهولة، لقد ظننا أننا نواصل بغطرسة صد أى محاولة للحل السياسى، ومن المؤكد أن كل شىء سيستمر على هذا النحو إلى الأبد، لقد أثبت بضع مئات من المقاتلين الفلسطينيين أنه من المستحيل سجن مليونى إنسان إلى الأبد، دون دفع ثمن باهظ، إن الجرافة الفلسطينية مزقت عباءة الغطرسة واللامبالاة الإسرائيلية، رأت إسرائيل صوراً لم ترها فى حياتها؛ سيارات عسكرية فلسطينية تقوم بدوريات فى مدنها، وراكبو دراجات هوائية من غزة يدخلون بواباتها. هذه الصور يجب أن تمزق عباءة الغطرسة، هل ستتعلم إسرائيل الدرس؟ لا، يتحمل بنيامين نتنياهو مسئولية ثقيلة جداً عما حدث، وعليه أن يدفع الثمن».

7- فى المجمل، من المبكر التحدث عن نتائج مؤكدة نهائية، وكما قال رئيس تحرير جريدة الشرق الأوسط: من المبكر السؤال: هل تعتبر إسرائيل ما جرى انتكاسة رهيبة؟ وماذا ستستنتج حماس؟ هل تترسخ لديها القناعة أن لا حل إلا بالحرب والاستعداد لحروب مقبلة؟ وماذا عن الضفة والغليان الذى أصابها؟ وماذا عن الحدود اللبنانية - الإسرائيلية التى سارع جمر المواجهة إليها؟ وماذا عن الحدود اللبنانية - السورية رغم الضوابط النسبية التى يشكلها الوجود الروسى هناك؟ وماذا عن الإطار الإقليمى الذى تجرى فيه الحرب الحالية؟ وماذا أيضاً عن حلفاء كل من الفريقين بدءاً من أمريكا وصولاً إلى إيران؟ وغير ذلك من أسئلة تجيب عنها الأيام القادمة.