الأميرة رشا يسري تكتب.. أكتوبر النصر  

كتب: الوطن

الأميرة رشا يسري تكتب.. أكتوبر النصر   

الأميرة رشا يسري تكتب.. أكتوبر النصر  

فى أكتوبر العزّة.. أكتوبر الكبرياء.. أكتوبر الفداء.. أكتوبر الكرامة، انتزعت بلادى النصر بكل اقتدار من أنياب النكسة والألم.. انتزعنا عزّتنا من صلف العدو، واستعدنا كبرياءنا من غروره، وافتدينا سيناء بالدماء الطاهرة.. إنها ليست مجرد حرب، بل هى ملحمة تكاملت فيها جينات الشعب العظيم لتعود من جديد تكتب بأنامل العبقرية المصرية آياته المقدسة فى كتاب التاريخ الحديث. نقشت حروف المجد الذهبية على جباه الرجال، فظهرت شواهد الإصرار ومعالم الروح الوطنية والانتماء الحقيقى الذى يجرى فى دماء المصريين، وهم يرفعون العلم المصرى عالياً بفخر واعتزاز على خط بارليف الذى ادّعوه حصيناً، فذوّبناه بالمياه، لنقول للعالم أجمع «تحيّا مصر».. فحققنا أغلى وأروع الانتصارات المصرية والعربية فى التاريخ الحديث.

إن التحية الواجبة لقواتنا المسلحة ترفرف دوماً وفى كل عام على مدار السنين منذ النصر المبين، لكنها تتألق أكثر مع اليوبيل الذهبى هذا العام، ففى الذكرى الخمسين لانتصارات أكتوبر المجيدة تنطلق التحية لتصل إلى عنان السماء، تبجيلاً واحتراماً لهؤلاء الأبطال الذين هبّوا ينفضون تراب النكسة ويمحون آثارها، ويرسمون مكانها مشاهد النصر العظيم.

الآن وقد مرت خمسون عاماً على هذه الحرب المجيدة الغالية على قلوبنا، يحاول المرجفون فى الناحية الأخرى ممارسة كافة فنون التضليل والأكاذيب التى غالباً ما يتقنونها، لكنهم أمام ضخامة النصر وجلاء شواهده العظيمة لا يزالون عاجزين عن فرض أكاذيبهم المفضوحة، كتاباتهم وتليفزيوناتهم تفضحهم قبل أن تتكلف السردية المصرية جهد الرد عليهم ودحض أباطيلهم.

إن دلالة الاحتفال هذا العام بعيد النصر، فى أن سرديات المدلسين وأباطيلهم لم تنطل على المصريين، فنحن أحفاد النصر، وتحيا تحيا تحيا مصر.

احتفالات هذا العام كانت دلالة جديدة على تنامى وزيادة معدلات الانتماء فى الوجدان المصرى، للوطن والجيش، رسالة بأن قصص البطولات المصرية التى نستمع لها من أبطالها ومن الذين عاصروا الحرب وعايشوا تلك الفترة، هى التى تطربنا وتمنحنا نشوة النصر كما لو كان بالأمس.

الآن.. وبعد مرور خمسين عاماً على الحرب المجيدة ما زال المدلسون لا يعرفون أن الشعب المصرى العنيد المثابر الذى انتصر عليهم فى الحرب العسكرية والاستخباراتية لا يقبل بغير النصر عليهم من جديد فى حرب الزيف والتضليل.

وفى هذا العام تجلت قدرات الشركة المتحدة والإعلام المصرى والوجدان الشعبى اليقظ فى الرصد والتفنيد والتحليل لكافة أشكال التضليل والتشويش، فانتفضت سواعد «المتحدة» تتصدى لهجمات الخلط والتزييف الإسرائيلية، فكان أن شكّلت قطاعاتها الإعلامية حائط صَد ضِد كافة محاولات الخداع وطرق خلط المعلومات الحقيقية بالمعلومات المزيفة، نعم لقد زادت هذ العام هجمات التشويش الإسرائيلية وهى تحاول تزييف النصر وسرقة فرحته من وجوهنا، مرّت خمسون عاماً ولأن الهزيمة لم يمحها الزمن، ومراراتها لا تزال عالقة فى ألسنتهم، يحاولون قسراً استبدال مرارة هزيمتهم بحلاوة نصرنا، سلاحهم فى ذلك التضليل والزيف والتشكيك، وهو ما انتبهت له الشركة المتحدة فكانت أن واجهته بطوفان من الدلائل والأسانيد.

فانطلقت وسائل الإعلام المصرية هذا العام وأظهرت قدراتها الرائعة وتبارت كل القنوات التليفزيونية والصحف والأشكال المختلفة للإعلام المكتوب والرقمى والمرئى والمسموع فى الاحتفال بشكلٍ هزَّ القلوب، مقالات تفنّد.. وأفلام توثق.. وبرامج تحلل.. تناول الأحداث والبطولات لأبطال لا يزالون على قيد الحياة. كاميرات المتحدة خصصت وقتها فى واشنطن وباريس لتطلعنا على الرأى الغربى الذى لطالما أحجم عن الاعتراف صراحة بالنصر المصرى، لكنه الآن يعترف أمام نخبة من معدّينا ومذيعينا المحترفين.. فتشت «المتحدة» فى الأرشيف الإسرائيلى واستخرجت منه الروايات الإسرائيلية التى تمثل اعترافاتهم القديمة والتى يبذلون الآن قصارى جهدهم لتغييرها والالتفاف عليها وإعادة إنتاجها.

وبالتوازى.. انطلقت احتفالات القوات المسلحة بذكرى حرب أكتوبر الخمسين لترسم مشهداً رائعاً جمع بين الاحتفال والتوثيق والتفنيد عبر الندوة التثقيفية للقوات المسلحة للاحتفال بحرب أكتوبر.. ندوة ملأت القلوب بالسعادة فى مشهد دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى للوقوف تكريماً لأبطال حرب أكتوبر الجالسين فى الاحتفال، مشهد سالت له دموع الفرحة والعزة والامتنان لأبطال ما كان لنا أن نفخر بما نفخر به الآن لولا بطولاتهم وتضحياتهم. فامتلأت القنوات المصرية الناقلة للحدث ببهجة مختلفة وتغطية متميزة بثت لنا مظاهر الفرحة بالنصر كما لو كان بالأمس رغم مرور 50 عاماً عليه.

إن الامتنان والتقدير للشركة المتحدة التى وقفت وتقف على توثيق تلك البطولات وخروجها إلى النور من أجل مجابهة مخططات التضليل أكبر وأعمق من أن تحتويها مقالة أو يطويها كتاب. وسواعدها فى البرامج وغرف الإعداد والبث والأخبار هم أبطال لا يقل دورهم عن هؤلاء الذين كانوا على الجبهة المصرية آنذاك، ذلك لأنهم يحفظون لهم نصرهم ونصرنا، ويحمونه من أن يشوهه الآخرون.. تحية لهم وهم ينقشون الحقيقة فى وجدان الكبار قبل الصغار الذين يتشوقون لسماع بطولات أجدادهم العظيمة التى غيرت وجه الحياة فى مصر والمنطقة بأسرها، وتحية أكبر لأنهم يوثقون للتاريخ واحدة من أعظم وأرفع ملاحم الانتصار المصرية فى العصر الحديث.


مواضيع متعلقة