مسجد الرحمن.. «اتبرع ولو بطوبة»

منذ أكثر من 30 عاماً بدأت عملية البناء ولم تنته حتى الآن، فما زال مسجد «الرحمن» فى منطقة المظلات محاطاً بمواد البناء طيلة هذه السنوات، ويتردد عليه العمال من حين إلى آخر، دون أى إنجاز حقيقى، المسجد الذى تصل مساحته إلى 4 آلاف متر يُبنى بالجهود الذاتية، ويتوقع سكان المنطقة ألا ينتهى خلال فترة قريبة إلا بتعاون جهات مختلفة. «الجامع قايم على الجهود الذاتية ومفيش أى جهة بتموله.. ولو فضلنا على الحال ده عاوزين 10 سنين لحد ما يخلص».. قالها السيد أحمد على المسئول عن حراسة الجامع منذ 13 عاماً وهو ليس مجرد مسجد بل مؤسسة خدمية شاملة تضم مستشفى ومعهداً دينياً. المسجد يتبع جمعية «الهداية الإسلامية» القائم عليها الشيخ حافظ سلامة، بدأ بناء المسجد عام 1980 وإلى الآن لم يكتمل نظراً لتكلفته الباهظة، فهو من أكبر المساجد الموجودة بالقاهرة، تصل مساحته إلى 4000 متر تقريباً ويتسع لـ15 ألف مصلٍّ، وبه أربع مآذن ارتفاع كل منها 110 أمتار. صديق عبداللطيف المشرف المعمارى للمسجد، قال إنه صرح هائل يحتاج لتمويل ضخم من أهل الخير. «المعهد الدينى خلص.. لكن مانقدرش نفتحه خوفاً على حياة الطلبة».. يتحدث عبدالحليم عطا نائب الشيخ حافظ سلامة، عن صعوبة افتتاح المعهد قبل الانتهاء من المؤسسة الخدمية بالكامل. يقول عبدالحليم: «يوم الخميس حالنا يضحك ويبكى، العامل بياخد أجرته اللى بتتراوح بين 120 و140 جنيه فضة، الغريب اننا لما بنفتح صناديق التبرعات الشهرية بنلاقى 2000 جنيه وأجور العاملين ومصروفات المكان تتعدى الـ10 آلاف جنيه.. فبنضطر نكمل من معانا». أهالى المنطقة يتعاملون مع المسجد بحسرة، «بامرّ عليه من أكثر من 30 سنة وكل ما باشوفه باحزن على حال المسلمين» قالها محمد ضاحى، وأضاف آخر: «أنا مسيحى ومدرستى الثانوية الفنية جنبه، دخلت الجامعة والجيش واشتغلت ولسه المسجد على وضعه».