السادات.. «صاحب قرار العبور»

كتب: نوران علام

السادات.. «صاحب قرار العبور»

السادات.. «صاحب قرار العبور»

«سوف نُسلِّم أعلامنا مرتفعة هامتها.. عزيزة سواريها»، بتلك الكلمات تعهّد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، «بطل الحرب والسلام»، بالانتصار فى حرب أكتوبر المجيدة، وذلك فى خطاب تاريخى ألقاه أثناء سير معارك القتال، وتحديداً يوم 16 أكتوبر 1973، داخل البرلمان المصرى، وهو ما نجح فى تحقيقه، بقرار جرىء بحمل الدولة المصرية السلاح لتطهير أراضيها من الاحتلال، رغم فارق موازين القوى على أرض الواقع، حتى تمكنت مصر من الاستحواذ على مساحة من الأرض، ثم بدأت مفاوضات شاقة، انتهت بمعاهدة السلام «المصرية - الإسرائيلية».

واستحق الرئيس الراحل أنور السادات، باعتباره رئيساً تاريخياً اتخذ قرار الحرب باعتباره قائداً أعلى للقوات المسلحة وقت الحرب، أن يُطلَق عليه لقب «رجل الحرب والسلام»، نظراً لنجاح الخطط التى نسّقها مع قادة القوات المسلحة المصرية والسورية لمهاجمة إسرائيل على كلتا الجبهتين فى سرية كاملة، فضلاً عن نجاحه فى تحقيق وعده بإحلال السلام، وتحقيق الهدف الأسمى باسترداد مصر لأراضيها من براثن الاحتلال.

وُلد الرئيس الراحل محمد أنور السادات فى الـ25 من ديسمبر عام 1918 بمحافظة المنوفية، ونشأ وتربى على الصلابة والتدين، والتحق بالكلية الحربية وتخرّج فيها عام 1938 ضابطاً فى سلاح الإشارة.

وانضم إلى تنظيم الضباط الأحرار، الذين ثاروا لتخليص مصر من الاستعمار والاستبداد. وبعد ثورة 23 يوليو عام 1952، بدأ السادات رحلته مع المناصب السياسية، إلى أن اختاره الزعيم الراحل جمال عبدالناصر نائباً له، ليصبح بعد وفاته رئيساً لجمهورية مصر العربية. ويبدأ «السادات» مشواره الصعب بإعداد القوات المسلحة المصرية الباسلة للحرب المصيرية لتخليص أراضيها من الاحتلال الإسرائيلى فى شبه جزيرة سيناء.

كان «السادات» مؤمناً بخطة الخداع الاستراتيجى لإيهام إسرائيل بأن مصر لن تحارب، حتى اقتنع الجيش الإسرائيلى حينها بأن الرئيس السادات لن يتخذ قرار الحرب مهما حدث.

وفى السادس من أكتوبر عام 1973، وفى خطوة جريئة، اتخذ الرئيس الراحل قرار الحرب ضد إسرائيل، واستطاع الجيش المصرى عبور قناة السويس، وتدمير خط بارليف المنيع، لتنتهى بعد ذلك أسطورة الجيش الإسرائيلى الذى ظن أنه لن يُقهر أبداً. وبعد انتهاء الحرب، وتحقيق النصر، كان له قرارات مصيرية عظيمة الأثر، فكانت مبادرته للسلام.

وفى يوم تاريخى من شهر مارس عام 1979، كانت معاهدة السلام «المصرية - الإسرائيلية»، التى استردت بها مصر أرضها كاملة، هذه المعاهدة التى جعلت الرئيس السادات واحداً من أبرز الشخصيات العالمية، كما حصد جائزة «نوبل» للسلام.

وفى السادس من أكتوبر عام 1981، أصابته رصاصات الغدر، ليستشهد إثر ذلك، وخلّد اسمه بأحرف من نور فى تاريخ العسكرية المصرية، قائداً أعلى للقوات المسلحة خلال حرب أكتوبر المجيدة، ثم الممهد الرئيسى لاسترداد الأرض كاملة عبر معاهدة السلام مع إسرائيل.


مواضيع متعلقة