خبراء اقتصاديون: التلاحم بين الشعب والجيش يتجاوز الصعوبات الكبرى

خبراء اقتصاديون: التلاحم بين الشعب والجيش يتجاوز الصعوبات الكبرى
عاشت مصر وقت حرب السادس من أكتوبر 1973 ظروفاً صعبة بمعناها الشامل، حيث تم حشد وتعبئة موارد البلاد لصالح المجهود الحربي، وشمل ذلك وجود مليون مقاتل من شباب مصر في ذلك الوقت، بعضهم تم تجنيده من عام 1965 وظل بالخدمة حتى 1974، أي قرابة 10 سنوات، وكان العنصر البشري أهم أسلحة النصر في حرب أكتوبر المجيدة.
صعوبات اقتصادية وقت حرب أكتوبر
شرح الدكتور محمد البنا، الخبير الاقتصادي، الصعوبات والأزمات الاقتصادية التي تجاوزها المصريون وقت الحروب، والتي عرفت بـ«اقتصاد الحرب»، مشيراً إلى أن المصريين دائماً ما يظهرون المعدن الأصيل، خاصةً في وقت الأزمات أو الصعوبات التي يمر بها الوطن، ومن أهم الاوقات الصعبة في تاريخ أي أمة هي وقت الحروب، وخاصةً حروب التحرير.
وأضاف «البنا»، في تصريحات لـ«الوطن»، أن كل ما كان يشغل بال المصريين أيام حرب السادس من أكتوبر، هو معركة تحرير الأرض، فكان الجميع خلف القوات المسلحة قلباً وقالباً، وتحملوا كافة الأزمات الاقتصادية، وتم حشد وتعبئة موارد البلاد المالية والمائية والزراعية والصناعية لصالح المجهود الحربي لتحرير الأرض.
توفير السلع الاستراتيجية
وتابع الخبير الاقتصادي أنه لم يقف الأمر عند حشد طاقات الدولة كاملة لصالح معركة التحرير، وتم فرض ضرائب إضافية، إضافة للضرائب على دخل الأفراد والشركات، وكثفت أجهزة الدولة من جهودها، وظهر التلاحم بين كافة مؤسسات الدولة وأبناء الشعب، فساهم ذلك التلاحم في تخفيف الأعباء عن الفقراء، وتوفير السلع الاستراتيجية بالأسعار الطبيعية.
وأوضح «البنا» أن مظاهر التعاون بين الشعب والجيش ظهرت جلية للجميع، فكانت هناك تبرعات وصلت لتبرع السيدات بالمجوهرات والأموال ، وتم استخدام تلك الموارد في تمويل متطلبات التسليح، وتوفير المعدات والمركبات والمنشآت والتجهيزات اللازمة لتمركز قواعد الصواريخ وغيرها من التجهيزات العسكرية.
الشعب تحمل التضحيات برضا وسعادة
وتحدث أحمد أبو علي، الخبير الاقتصادي، عن مظاهر حشد الموارد الاقتصادية وتعاون الشعب مع قواته المسلحة، ما ترتب على الاستعدادات العسكرية وشن الحرب التي بدأت قبل أكتوبر 1973 بسنوات، فيما عرف بحرب الاستنزاف، حيث ترتب على ذلك نقص شديد في السلع المتاحة لجموع الشعب، وتخصيص جانب منها لأبنائه من المجندين والضباط، سواء كانت سلع غذائية أو ملابس أو وقود وغيرها، وتحمل الشعب كل ذلك برضا وسعادة.
وتابع «أبو علي» أن الدولة المصرية نجحت خلال العشر سنوات الماضية، بعد ثورة 30 يونيو، في تطوير منظومة الدعم، سواء فيما يتعلق بدعم رغيف الخبز، أو فيما يتعلق بالبطاقات التموينية بصفة عامة، أو بطاقات الدعم والميكنة الخاصة بها، مما أدى إلى ضبط الأموال التى يتم إنفاقها على المستحقين، واستطاع المواطن المستحق للدعم، سواء فيما يتعلق برغيف الخبز أو السلع التموينية المدعومة، أن يحصل على مستحقاته بطريقة تليق بالمواطن المصري.