«حياة كريمة».. الإنجاز الإعجاز

جمال حسين

جمال حسين

كاتب صحفي

قالوا لو لم يقم الرئيس السيسى بعمل أى إنجازات سوى مشروعات مبادرة «حياة كريمة»، التى تستهدف تحسين حياة ٦٠ مليون مصرى فهذا يكفى.

لو لم يفعل «السيسى» سوى أنه أنقذ مصر من مؤامرات لإسقاطها وتقسيمها حيكت بليل على موائد اللئام، حيث اعتبر المتآمرون أن إسقاط مصر بمثابة «الجائزة الكبرى»، لو لم يفعل «السيسى» سوى ذلك لكفاه.

لو لم يفعل «السيسى» شيئاً سوى القضاء على الإرهاب الذى عانينا من ويلاته سنين طويلة لكفاه.

لو لم يفعل الرئيس سوى هذه النهضة العمرانية التى نشهدها فى طول البلاد وعرضها لكفاه.

لو لم يفعل الرئيس سوى كذا وكذا وكذا من قائمة طويلة من إنجازات عظيمة وصلت إلى حد الإعجاز ما كانت لتتحقق قبل ٥٠ عاماً لكفاه.

بالتأكيد كل إنجاز من هذه الإنجازات التى تحقّقت يمثل فصلاً من فصول كتاب «حكاية وطن».. كتاب روى حكاياته الرئيس والوزراء للشعب المصرى خلال الثلاثة أيام الماضية ليطالب الشعب الرئيس باستكمال المسيرة ويخرج ملايين المصريين لمبايعته ومطالبته بالترشّح لفترة رئاسية جديدة حتى يستكمل مسيرة الإنجازات، واستجاب القائد والزعيم لمطالب الملايين، وأعلن ترشّحه للرئاسة لتنطلق الاحتفالات فى طول البلاد وعرضها.

لقد حقّق الرئيس السيسى الكثير من الإنجازات.. وباعتبارى أحد أبناء قرى الصعيد التى كانت منسية عقوداً طويلة وسقطت من ذاكرة كل الحكومات المتعاقبة التى اكتفت بتنمية وتطوير الصعيد على صفحات الصحف فقط، أشهد أننى رأيت بأم عينى مبادرة «حياة كريمة» واقعاً يتحقّق فى القرى لتغيير وجه الحياة تماماً لأكثر من ٦٠ مليون مصرى فى ٤٥٠٠ قرية تابعة لـ١٧٥ مركزاً فى ٢٠ محافظة.

الإعجاز الذى أحدثته مبادرة «حياة كريمة» فى القرى الأشد فقراً أدهش مندوبة الأمم المتحدة وكتبت إيلينا بانوفا منسقة الأمم المتحدة، فى تقريرها الذى أرسلته إلى المنظمة الأممية عقب زيارتها عدة قرى، أن مبادرة «حياة كريمة» أحدثت نقلة ضخمة فى حياة ٦٠ مليون مصرى بالريف، وتجارب مصر التنموية قوية جداً، لأنها تركز على القرى الأكثر فقراً وتعمل على تحديث البنية التحتية وتمكين المرأة اقتصادياً، وتُعد من أكثر البرامج التنموية طموحاً لتصبح بحق مشروع القرن.

نعم ليس من رأى كمن سمع، فأثناء سفرى إلى قريتى بمحافظة سوهاج رأيت مبادرة «حياة كريمة» تعزف سيمفونيَّة التطوير والتحديث وتغيير وجه الحياة بقرى الصعيد التى عانت عقوداً طويلة من الإهمال والتهميش..

شاهدتُ الإنجازات التى تحقَّقت فى قرى المرحلة الأولى، التى حوَّلتها مبادرة «حياة كريمة» إلى مدن نموذجية عصريَّة تتمتع بكل المشروعات الخدميَّة والتعليميَّة والطبيَّة والمُجمّعات المتطوِّرة.

أدهشتنى هذه الطفرة التنمويَّة التى أحدثتها المبادرة فى قرى الصعيد الأكثر فقراً، وقلت فى نفسى: سبحان الله لقد كان الصعيد محروماً من التنمية ومحروماً من زيارات الرؤساء السابقين وكبار المسئولين، التى كانت نادرة، مرة أو مرتين طوال مُدة حُكمهم، ربَّما بسبب الإرهاب الذى وَجد فى محافظات الصعيد أرضاً خصبة؛ لينمو ويستفحل لسنوات طويلة.

اليوم عِشنا لنرى الرئيس السيسى يتجوَّل بكل أمن وأمان داخل قرية أم دومة بمركز طما بسوهاج مرة، ويتجول داخل قرية سدس الأمراء فى بنى سويف مرة أخرى، وربَّما تلك القرى التى تجوَّل الرئيس بشوارعها لم تحظَ بشرف زيارة أصغر مسئولٍ ولو نائب رئيس مدينة طوال العقود الماضية، لأن زيارات كبار المسئولين للصعيد كانت ثقيلة جداً على النفس، يؤدونها مُضطرين أحياناً؛ كأداء واجب لسويعات قليلة، ثم يُهرولون بعدها بسرعة عائدين إلى القاهرة، ربَّما لعدم وجود فنادق صالحة للإقامة.

لقد أحدثت مبادرة «حياة كريمة» طفرة عظيمة فى كل مناحى الحياة لقرى المرحلة الأولى.. طفرة لا تُخطئها عين ولا يُنكرها إلا جاحد أو حاقد أو إخوانىٌّ، وخلال أيام سوف تبدأ مبادرة حياة كريمة عزف السيمفونية بقرى المرحلة الثانية.

قد لا يعرف الكثيرون أن تكلفة مبادرة «حياة كريمة»، التى غيّرت وجه الحياة بقرى مصر وتُعد أكبر مشروع تنموى فى العالم يبلغ تريليون جنيه، وأنها نفّذت حتى الآن ٢٣ ألف مشروع بتكلفة تخطت ٣٥٠ مليار جنيه.